• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : تظالم فئات الشعب وواجب الدولة.. .

تظالم فئات الشعب وواجب الدولة..


              تظالم فئات الشعب وواجب الدولة..

كل دولة عربية فيها فئتان كبيرتان متنازعتان؛ يمين ويسار؛ أو محافظين ومعارضين - بالتعبير الدارج سياسياً - ولو ننظر للفئتين في المجتمع السعودي؛ فاليسار المعارض – ثقافياً - هو الأقليات والليبرالية والتنويرون الإسلاميون؛ واليمين: السلفيون والإخوان.
وسبب كتابتي لهذه القراءة هو ما رأيته من حوار هذه الأيام حول ما حصل من تهديد بعضهم لــ (هيئة الترفية).. وسأحاول أن أطرق الموضوع بهدوء.
والغريب أن الفئتين - المحافظة والمعارضة - كل منهما يرى أن الدولة والمؤسسات تقف مع الخصم، سواء صرحوا بذلك أم قالوه بعبارة أخف..
تعالوا نتفق.
عندي مثال بسيط سأقربه للجميع؛ طرح ساذج؛ لكن سيحمد نهايته المنصف..
الدولة كالبيت، فيها الوالد والأبناء؛ ثم حصل الخلاف بين الأبناء؛ ما الحل؟
الابناء فريقان؛ أقلية وأكثرية؛ وكلاهما تشكو الأخرى على الوالد؛ وهذا طبيعي؛ لكن إن وصل الأمر إحداهما بأخذ ما تريد باليد؛ فهذا خطير جداً؛ الوالد من طبيعته أنه يحب من أبنائه الاتفاق؛ يحاول أن يفهم مطالب هذا ومطالب ذاك؛ والوالد هنا الحكومة؛ فماذا يفعل هذا الوالد؟
أظن أن الاقتراحات ستتنوع؛ فالأكثرية ستقول خذ رأينا؛ فنحن أكثر؛ والأقلية ستقول احمنا؛ فنحن أقل؛ والعقلاء من الفريقين سيقولون : ضع لهم نظاماً؛ ولكن هذا النظام، هل يضعه الوالد قبل أن يسمع من أبنائه؟ أم أن الواجب أن يسمع آراءهم ثم يأخذ منها ما اتفق مع العدل والمساواة والحقوق؟
قد يقال: هذا قد تم، وها هو (النظام الأساسي للحكم) بمثابة الدستور حالياً.
الجواب: هذا يحتاج لتفسير وإيضاح، فكل فريق يستخدم مواده ضد الآخر؛ فلابد من حوار آخر وكتابة مباحث تفسيرية؛ بحث لا يكون النظام لعبة بيد هذا ولا ذاك؛ وأن يتم إلزاهم به؛ ولكن؛ يفضل أن يكون التزامهم به عن قناعة.
البيت الذي يكون فيه الأبناء  أحزاباً  متباغضين متعادين ليس صحياً؛ نعم، كل والد يحب الاختلاف الودي بين أبنائه؛ وليس العداوة والبغضاء؛ لا يجوز السماح بعداوة بعض الأبناء لبعض؛ ليكن لهم لقاء أسبوعي فيه من ينوب عن الوالد ليسمع آراءهم وحواراتهم؛ وليعرف مواطن العدل والظلم ويقرر.
بعضهم يرسل لي الآن قائلاً: ما الذي أدراك أن المحافظين أغلبية؟ لماذا لا يكونون هم الأقلية ؟
حسناً: سنقول فئة (أ) وفئة (ب)؛ فهذا عدل.
والخلاصة؛ أننا كمواطنين في المملكة، نحتاج إلى تفسير ثم تفعيل (النظام الأساسي للحكم)؛ وأن يتم تقنين الحقوق وترتيب العقوبات على انتهاكها؛ للأسف؛ بعض  المواطنين (وخاصة من المحافظين)  يحكمون على مخالفه خارج (حق المواطنة)؛ كأن الوطن لهم فقط؛ وأنت وافد أو ضيف غير مرغوب فيه..
لابد أن يتعلم الأبناء أنهم إذا اختلفوا لا يحق لأحدهم أن يقول عن الآخر (إنه ليس منا)؛ وإنما ابن للجيران؛ من قالها فقد اتهم أمه قبل أخيه..
هذه اللغة  التي يرددها بعض الناس (اذهب لدولة كذا، أخرج من بلدنا ..) لا يعترف بالنظام الأساسي للحكم ولا حقوق المواطنة والإنسان في الدين. هؤلاء يحتاجون لثقافة دينية أصيلة؛ ثقافة تذكرهم بحرمة الظلم والكذب؛ تذكرهم بالحقوق؛ تذكرهم بسيرة النبي حتى  مع المنافقين؛ ثقافة تطرد ضرتها..
الثقافة الأصلية هي ثقافة الاعتصام بحبل الله؛ لا أحبل غيره؛ ثقافة التعاون على البر والتقوى؛ وليس الإثم والعدوان؛ الثقافة الأصلية حاجة ملحة.
أذكر بهذا الحوار الأخوي الراقي؛ بين الأخوين: أحمد الغامدي توفيق السيف - نموذج من أدب الحوار وتمحيص المفاهيم -

لمشاهدة "اتجاهات حلقة 8 يناير 2017 مع د. توفيق السيف والشيخ أحمد قاسم الغامدي"على هذا اللرابط «««
لقاء روتانا مع د توفيق السيف عن مشروعه البحثي في (نقد ولاية الفقيه)؛ جميل هذا النقد الذاتي؛ لنشجعه في الجميع:
لمشاهدة "الإعلامي يحيى الأمير في حوار صريح مع المفكر السعودي د. توفيق السيف في ياهلا المواجهة" على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:
لمطالعة "تغريدات الشيخ حسن فرحان المالكي حول المناظرة مع د. ابراهيم الفارس"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مفتي الشافعية في سلطنة عمان يثني على قناتي وصال وصفا! فابشروا بشرهما عليكم إذاً!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خنجر منصور .... وسيف العرعور!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المستقلة والهاشمي..... قصة الأموال والتطرف والطائفية ! - الحلقة الأولى -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الحامدي والسعيدي .... من مناظرة عامة إلى محاكمة خاصة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لفهم حجج قريش في إنكار النبوة: راقب مكابرة الوصاليين في إنكار التحريض على الشيعة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "اغتيال العلامة البوطي فصل جديد من فصول الغلاة"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1633
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19