• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم وقلوبهم إلى صدورهم .

محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم وقلوبهم إلى صدورهم



    محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم وقلوبهم إلى صدورهم!     
         



الكاذب يرى الصدق كذبا، يحارب الصدق ويكره الصادقين، ظنا منه أنه يحارب الكذب، معيار الصدق والكذب إذا اختل، اختلت المعرفة. لا تنتظر الكثرة و القلة؛ فإن فعلت فأنت تعبد إحداهما، وإذا قلت الحقيقة فأنت تعبد الله عز وجل.


أتمنى ألا يكون القارئ أو المشارك إمعة، أي لا أريده معي ولا مع غيري، وإنما مع المعلومة أينما وجدها، فلا نريد تكرار المأساة العلمية. اهتمامي يتركز على محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم؛ وقلوبهم إلى صدورهم في مجتمعي السعودي؛ بعد أن اختطفهما الغلاة والحمقى، فأصبح للأحمق الواحد عندنا مليون عقل ومليون قلب ومليون سمع وبصر؛ قام بسلبها من الناس باسم الدين، ثم أغلق عليها في مستودع للجماجم؛ فلا هو استفاد من هذه العقول المسروقة، ولا تركها لأصحابها. فمهمتي الأولى محاولة إعادة ما أمكنني من تلك العقول لأصحابها؛ واذكر لهم تجربتي في في استعادة عقلي وضميري وسمعي وبصري؛ بعد أن اختطفوه مني زمانا. ومن ذاق حرمان العقل ثم ظفر بنعمته فلن يعطيه مرة أخرى؛ لا لهؤلاء ولا غيرهم...
نعم؛ لقد كنت معجبا بهذا الفارس النبيل؛ صهر النبي وأخوه ووزيره؛ وبطل الحروب النبوية وزوج الزهراء وأبو الحسنين؛ لقد جرحوني في هذا الإمام. ولذلك؛ لا يمكن أن يجتمع حب علي مع حب الظالمين من بني أمية، فمن زعم أنه يحب عليا ومعاوية، فاعلموا أنه يحب معاوية فقط !
نعم! قد يحبهما جاهل، أما العالم الفقيه فلا يمكن أن يحب دعاة الجنة ودعاة النار معاً؛ إلا أن يكون منافقا يبغض هذه النصوص الحديثية.
إن حب دعاة النار هدف رئيس من أهداف الشيطان؛ لأنه قد أوكل شرعه (البديل) لهؤلاء الدعاة؛ فالشيطان يكتفي بزحزحة الناس عن الصراط المستقيم. بمعنى؛ لا نظن أن الشيطان لا يقبل أي شيء من الإسلام؛ لا مانع عنده من الصلاة والصوم والحج؛ ولكن من باب البحث عن الرضا الاجتماعي. فالصلاة مثلا ... قد يأمرك الشيطان بها وأنت منافق معاند لرسول الله؛ مفتر عليه محب لأعدائه متوجس من أوليائه؛ حتى توصلك إلى مكان يريده هو! فإذا وصلت إلى ذلك المكان أو المتصب؛ جعلك تشرعن شرعه وتحب أولياءه وتعادي أعداءه وتقنع نفسك أن تصلي وتصوم! هدف الشيطان في مكان آخر، فانتبه. هدف الشيطان أن تكون مثله؛ عابد متكبر؛ يتم حرمانه من الجنة. كان إبليس من أعبد الناس (تلك العبادة الظاهرية)؛ لكن كبره كان كفيلا بحرمانه.
لقد استطاع الشيطان؛ ببراعة غير عادية؛ أن يقنع أكثر المسلمين بأن لب الدين هو العبادات العملية! وأنساهم قصة لعنه وطرده؛ وأن السبب لم يكن ذلك. وعقول الناس صغيرة جدا؛ قياسا بعقل الشيطان ومكره وخبرته؛ لذلك نراه يضلهم بسهولة ويستحوذ عليهم؛ وينطق على ألسنتهم بما يشاء! فهو مرتاح جدا!
صلاتنا؛ في العادة؛ لا تنهانا عن الفحشاء والمنكر! أتعرف لماذا؟! لأنها غير تلك الصلاة التي أمر الله بها. لقد افسدها الشيطان. والدليل على ذلك؛ أن أكثر الناس صلاة هم أشد الناس في ارتكاب المنكرات الكبرى قرآنيا، وهم أبعد الناس عن المعارف الكبرى قرآنيا. الصلاة لابد من فهمها قرآنيا:
* الصلاة قرآنيا يكون الخشوع أهم أركانها، والصلاة المذهبية لا نجد الخشوع في أركانها ولا واجباتها.
* الصلاة قرآنيا لابد من معرفة وتحقق كل لفظ منها، وما معنى: (الله أكبر) التي تتردد فيها! أكبر ممن؟! هل يستطيع أحد الإجابة بصدق؟
لو حققنا من صلاتنا معنى: (الله أكبر) فقط؛ لجعلنا أقدامنا على أول الصراط المستقيم، نحن باختصار ثرثارون منافقون؛ لا نفقه ما نقول.
الكاذب يرى الصدق كذبا، يحارب الصدق ويكره الصادقين، ظنا منه أنه يحارب الكذب، معيار الصدق والكذب إذا اختل، اختلت المعرفة. لا تنتظر الكثرة و القلة؛ فإن فعلت فأنت تعبد إحداهما، وإذا قلت الحقيقة فأنت تعبد الله عز وجل.
عجبي ممن يجعل الانتساب للقرآن .. بدعة! والانتساب للحديث .. سنّة! لا خصومة بين القران والسنّة.
هناك عجول كثيرة في هذه الأمة؛ وإلا؛ لماذا يتعادى المسلمون؟! وربهم واحد ونبيهم واحد؟!
نصيحة لاتباع ابن تيمية؛ أنا لا أقول لكم اتركوا عقيدته فقط؛ اتركوا العقائد كلها؛ سلفية وشيعة ومعتزلة الخ؛ واكتفوا بالقرآن الكريم؛ وخذوا منه؛ أُخرجوا من الحديث والروايات إلى القرآن الكريم؛ فقد ظلمنا القرآن كثيرا؛ وزاحمناه بالاحاديث والروايات؛ نعم؛ خذوا منه (أي الحديث) ما يشبه القرآن؛ القرآن كله نور؛ وقد وصفه الله بذلك؛ وأنه يهدي للتي هي أقوم؛ ولكن الشيطان حريص على تشتيتنا عنه؛
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)} [يس]
ماذا يفهم منها الحمقى؟! وماذا يقهم منها العقلاء المتدبرون؟ الحمقى سيظنون أن تحذير الله من عبادة الشيطان أن هذه العبادة صلاة وصوم الشيطان؛ ولذلك فهم مطمئنون أنهم لا يعبدون الشيطان! ويظن الحمقى أن الله يبالغ في التحذير من الشيطان؛ وأن أمره سهل!
القرآن مهجور؛ والنبي مستضعف في أمته؛ يحاصره معاوية في كل مكان؛ انصار القرآن وأنصار النبي؛ مجتمعون؛ لا يبلغون ربع أنصار طاغية كمعاوية؛ أليس هذا مخجلا؟!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=278
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28