• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : خير أمة أم شر أمة ؟ ! .

خير أمة أم شر أمة ؟ !



هل هذه الأمة خير الأمم؛ أم كسائر الأمم؛ أم هي شر الأمم؟!
يجب طرح هذا السؤال وبحثه قرآنيا، ولا تنسوا القيود... فاهمين وألا لا؟!
لقد استطاع الشيطان إقناع هذه الأمة بفهم سقيم لآية كريمة متنزعة القيود والظروف؛ ليقنع هذه الأمة بأن خيريتها مطلقة!
نص الآية: {
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ}

جربوا أن تعرفوا القيود المهملة من الشيطان! أو التي أقنعنا الشيطان بحذفها من الآية! وكأن الله جعل تلك القيود عبثاً! كأنه لا يعني ما يقول!
والقيود هي:
أولا: قوله (كنتم) وليس (أنتم).
وهذا يحتمل فيه أنه يتكلم عن نوع من الصحابة؛ وفترة زمنية ما... لأن الفعل الماضي (كنتم يدل على ذلك ولو احتمالاً). وهذا استنباط لطيف من عمر بن الخطاب؛ فقد قال: (والله لو شاء الله لقال أنتم؛ ولكن؛ يعني المهاجرين)!
إذا؛ فلا نفرح بالإيهام الشيطاني لنا بأننا خير أمة على مر التاريخ فالأمة قد تطلق على فئة صغيرة تتحقق فيها الشروط.؛ بل حتى حصر عمر بن الخطاب للأمة عنا بالمهاجرين فيه توسع؛ والأولى أن يخرج منهم من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهذا القيد الثاني موجود حديث نبوي مرفوع من رواية عمر نفسه والحديث هو أول حديث ذكره البخاري في صحيحه، وهذا الحديث سيحصر الآية في: (بعض المهاجرين) فقط..
القيد الثاني في الآية قوله: (أخرجت) والإخراج إن كان ماديا - كما هو الظاهر - فهذا يخص بعض المهاجرين أيضا. لأن الأنصار لم يُخرجوا؛ وبعض المهاجرين خرج بنفسه لدنيا يصيبها؛ فما بقي إلا: (بعض المهاجرين)؛ هذا القيد الثاني.
والقيد الثالث هو: الأمر بالمعروف؛ ونحن اليوم من أكثر الأمم أمراً بضد ذلك؛ والمعروف يتم تحديده قرآنيا لا مذهبيا.
والقيد الرابع: هو النهي عن المنكر؛ وقد استطاع الشيطان جرنا إلى المعروف الأصغر والمنكر الأصغر ليصرفنا عن الأعظم منهما؛. ومن أعظم المعارف التي أمرنا بها القرآن العدل والعقل والمعرفة وحرمة الدم والمال والعرض؛ هذه كلها تركناها للسواك واللحية وصلاة الجماعة!
خير أمة أم شر أمة؟!
وبعد هذا؛ هل نحن خير أمة أم شر أمة؟؟
الجواب: أن خير أمة هي تلك الفئة التي أخرجت من ديارها؛ وليس من خرجت لدنيا تصيبها، فلابد من شق المهاجرين قسمين وفق النص.
وخير أمة هي من تأمر بالمعروف الأكبر المعروف قرآنيا؛ وتنهى عن المنكر الأكبر المعروف قرآنيا؛ وتؤمن بالله الإيمان الموصوف قرآنيا أيضا.
خير أمة بشروط الخيرية، فالله لا يزيد ولا يعبث، وكل كلمة يقولها فهو يريدها حقا، بل كل حرف، لا إنشائيات في كلام الله، ولا نقيسه على ثرثراتنا.
إذن؛ فالشيطان قد ركب ظهور الوعاظ والقصاص، فأشبعنا مدحا وغرورا بأننا كلنا خير الأمم؛ الشيطان كان يعرف نفسياتنا جيدا!
اعطوني أمة هدمت كعبتها (معبدها) غير هذه الأمة؟
اعطوني أمة لعنت أفضلها على المنابر غير هذه الأمة؟!
أعطوني أمة تتقاتل من أربعة عشر قرنا غير هذه الأمة؟!
اعطوني أمة استباحت حرم نبيها غير هذه الأمة؟!
أعطوني أمة هجرت كتابها ؟!
أعطوني أمة أنتجت مثل الحجاج ويزيد ومسرف بن عقبة ومروان وعبد الملك والوليد والمنصور والسفاح والمتوكل.. الخ غير هذه الأمة؟!
أعطوني أمة تفتري على الله كذبا ليل نهار؛ وعلى صهوات المنابر مثل هذه الأمة؟!
اعطوني أمة تكره الحقيقة وتحاربها مثل هذه الأمة؟!
اعطوني أمة استباحت أعراض بنات صحابة نبيها في حَرَمِه وبجوار قبره كهذه الأمة؟!
أعطوني أمة ذبحت أبناءه وقطعتهم في الأرض مثل هذه الأمة؟!
والخلاصة؛ أن الأمة من العهد الأموي على الأقل تحولت إلى شر الأمم؛ وما زلنا إلى اليوم شر الأمم؛ وأكثرها تخلفا وأعظمها كبرا بهذا التخلف.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=78
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29