الحكم على الفتوحات العربية يأتي بعد قراءة موضوعية!
الحكم على الفتوحات العربية يأتي بعد قراءة موضوعية!
الحكم على الفتوحات العربية يأتي بعد قراءة موضوعية لأمرين؛ للفاتحين وأهدافهم؛ وواقع الناس في البلدان المفتوحة قبل وبعد؛ وعلى ضوئهما يكون الحكم؛ وكذلك فتوحات قبائل بني هلال لشمال افريقيا وتونس؛ وفتوحات داعش للموصل والرقة؛ وفتوحات المغول؛ وفتوحات الاستعمار؛ كل فتح لا يجلب عدلاً فهو رد.
العامل المؤثر في الحكم هو واقع الناس على الأرض؛ من حيث توفر العدل والحرية وصون الحقوق الخ؛ ولا أظن معظم هذه الفتوحات - أو كلها - قد حققت ذلك؛ راقبوا الله في هذا الإنسان؛ فإذا ترفرت له الحقوق أفضل؛ فالفتح محمود؛ والعكس صحيح..
الإنسان هو محط أنظار الأديان والعقول والفطر السليمة؛ لا تغتروا بالقول : (أسقطنا فارس والروم)؛ كلام غير علمي؛ ويحمل روحاً جاهلية؛ الهدف إقامة القسط وبسط الحقوق؛ لا إسقاط الأمم واستعباد الشعوب؛ أكثر القتال في الدنيا محرم؛ ظالم ضد ظالم؛ ظالم ضد عادل؛ عادل ضد عادل؛ كلها لا يبررها شرع ولا عقل؛ فقط؛ حرب العادل ضد الظالم والمعتدي حرب شرعية؛ وهنا تتدخل النسبية؛ فما معيار العادل؟ وأين العدل المطلق؟ وكيف أعرف العدل النسبي المقبول؟ هنا لابد من البحث عن معايير صارمة؛ لا ازدواجية فيها؛ وقد يكون العدل المطلق في رأس الفئة؛ كالنبي محمد؛ ولكن العدل في جيشه نسبي؛ إذ قد يرتكب بعض جنده جرائم يتبرأ منها ويعاقب فاعلها ويعوض أهلها؛ أما إذا ادعى رأس الفئة العدل - كبعض الخلفاء - ثم تستر أو دافع بالباطل عن مظالم ولاته وجرائم جيوشه؛ فهذا يعني أنه إما جاهل ضعيف؛ أو ماكر كاذب.
المعايير (موازين/ مقاييس) هي من أفرط ما فرط به المسلمون؛ لذلك تجد المسلم في الأحداث المتطابقة متناقض؛ يشرعن (ب) ويدين (ب)؛ حسب المكان.
لا أعرف فضيلة يجمع على نصرتها المسلمون مهما كانت واضحة كالصدق مثلا؛ ولا أجد رذيلة يجمعون على ذمها ومحاربتها كالكذب مثلا؛ أمة بلا معايير؛ هل فهم أحد منكم شيئا ؟ هل ذكر نماذج لهذا التغيير؟ لم نسمع شيئا؛ مجرد كلام إنشائي اعتدنا على سماعه كثيرا؛ الرعب المتدثر بالغموض يكفي دلالة؛ لما صحت عند النواصب الأخبار بمحاولة اغتيال النبي من بعضهم؛ حاولوا اتهام الإمام علي بذلك؛ نسوا أن النبي استخلفه على المدينة ولم يكن في تبوك! ومن النواصب الذين حاولوا نقل الجريمة من المجرم إلى البريء؛ الناصبي المشهور حريز بن عثمان الرحبي (معاصر لمالك والثوري)؛ وبقي عندهم ثقة! وهذه عادة المنافقين من أيام النبوات الأولى؛ يتهمون الأبرأ؛ كاتهام يوسف وموسى ومريم الخ.
القصص من هذا النوع - اتهام الأبرأ – كثيرة؛ صناعة واحدة.
تعرض النبي لعدة محاولات اغتيال؛ جماعية وفردية؛ سكت عنها النواصب كثيراً؛ ولما عجزوا وتضافرت؛ رأوا أن يقلبوها بين موسى وهارون! حيلهم بينهم!
سيبقى السكوت عن محاولات اغتيال النبي؛ ثم رمي الأبرأ بذلك؛ من الدلالات العميقة على تجذر النفاق في بعض الأمة؛ حديثها كقديمها؛ التشابه كبير!
أكبر وأخطر محاولتي اغتيال جماعيتين للنبي؛ كانت إحداهما في عقبة جنوب تبوك؛ وهي المشهورة؛ والثانية في ثنية هرشى بعد حادثة الغدير؛ جنوب المدينة؛ الاغتيال لا يقوم به أشخاص عاديون؛ لا يقوم به إلا من له مصلحة ويكون زعيماً وله اتباع؛ لا يقوم بمحاولة اغتيال نبي ناس من عامة الناس لا حماية لهم؛ محاولة الاغتيالات ذات الطابع الجماعي؛ (١٤ أو ١٥)؛ من عدة أحلاف قبلية؛ رأسها قريش؛ هذا هو الواقع؛ اما تحميل الانصار المساكين هذه العملية؛ فالتفاف.
أهل الاغتيال في المرتين هم قريش وأحلافها من زعماء بني سليم والأشاعر وثقيف ودوس؛ وواحد فقط من الأنصار؛ قريش كان منها العدد الأكبر.
التكتم على محاولتي الاغتيال يعني ماذا؟؟ يعني أن هؤلاء عند المتكتمين أهم من رسول الله نفسه؛ وهذا شعور استمر من القرن الأول!
إيمان مدخول!
قول حذيفة ((لو حدثتكم بما أعلم لكذبني ثلاثة أثلاثكم)) يدل على أن لبعضهم وجاهة كبيرة جداً؛ دينية ودنيوية؛ لن يكذبوه في طليق ولا أعرابي؛ لماذا لم يقتلهم النبي؟ بعض الجواب أتى في الحديث؛ وبعضه تحت سنة الله في الابتلاء بهم؛ بقاؤهم فتنة؛ كبقاء السامري أيام موسى؛ وبقاء الشيطان قبل
بقاء الخير والشر للابتلاء والتمحيص ورفع مستوى الادراك والبحث هو غاية الغايات من وجود الإنسان؛ وسنة الابتلاء تخفيها الثقافة النفاقية أيضاً!!
لو قضى الله على إبليس والمنافقين والشرور في الأرض؛ لما كان هناك داعٍ لبقاء الإنسان لتمحيص؛ ولا فتنة ولا ابتلاء؛ ينقلهم للجنة وخلاص.
مواضيع أخرى:
لمطالعة "حديث "الحمو الموت" نموذج للنقد الحديثي عند الشيخ حسن المالكي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ارتفاع الوعي أكبر خطر يواجه الغلو السلفي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون يضيعون غايات الإسلام!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "[ عن الدين والتاريخ والمذاهب.... وسبل الخروج]" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حسن فرحان المالكي: سأعتذر لابن تيمية إذا اكتشفت أني أخطأت عليه" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الا تدعوا للتقريب بين السنة والشيعة! ادعوا لتفعيل المشتركات!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معاً لمناهضة الكذب!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تعليقات سريعة على حرية الحوالي والشيعة!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تعقيب استدراك وتوثيق على ما ورد في "قرة بن شريك" و "عنبسة بن خالد الأموي"!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل أنتج الإسلام ظاهرة النفاق؟! - رداً على د إياد جمال الدين- الجزء الاول"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سيرة النبي والثقافة النفاقيه!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لفهم الشيعة"على هذا اللرابط «««