• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أهل العلم هم المسؤولون وليس الله .

أهل العلم هم المسؤولون وليس الله


لن يكون الله ولا كتبه ولا رسله ولا ملائكته مسؤولين عن قطرة دم واحدة مما سفكته البشرية، منذ ابن آدم الى ما ترونه اليوم..
فتشوا عن الفاعلين غيرهم، فتشوا عن دعاة القتل والإفساد
عن قادة الظلم والضلال، عن مشرعني الأحقاد والبغضاء، عن عبدة المصالح، فتشوا عنهم، وستجدونهم في هذه القلوب والعقول!
فتشوا عن أهل الدين، وابدءوا بأهل العلم منهم؛ فهم أول الظالمين لأنفسهم؛ واختلفوا في الكتاب بغياً وتعمداً لا جهلاً:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)) [ألبقره]
لا تظنوا أن أديان الله غامضة، وأن المسؤولية تقع على الله في عدم إيضاحها.. كلا كلا، هي بينة واضحة؛ والذي جعلها غامضة - عند أكثر الناس - هم أهل العلم.
كتاب الله ينطق في أكثر من آية؛ بأن أهل العلم هم المسؤولون وليس الله ولا رسله ولا كتبه، فيجب أن تصدقوا الله في هذه المقدمة لتكتشفوا المسؤول.
كل مؤمن يجب عليه؛ بل أولى الواجب عليه؛ هو تصديق الله في أن أهل العلم (من حملة الدين ومفسريه وفقهائه..  الخ) هم سبب كل فساد لاحق من ظلم وقتل.. الخ، لم يذكر القرآن بأن السلطات الظالمة عبر التاريخ هم سبب الإفساد بالدين؛ بل هم نتيجة هذا الإفساد؛ يعني هم نتيجة أهل العلم؛ نتيجة ثقافتهم، فالذين أوتوا العلم ينتجون ثقافة من ضرب الدين بعضه ببعض بغياً وتعمداً ونفاقاً، وليس جهلاً وغموضاً واجتهاداً.
ثم هذه الثقافة هي من تنتج الظالمين، والشيطان يصرفك عن اكتشاف ذلك – كعادته - فيجعلك تعارض الظالم الناتج بالظلم الأصلي، فهو يريد التجديد أيضاً، وعلى طريقته.
وداعش نموذج واضح لتجديده (أي الشيطان)، أيضاً يشغلك الشيطان بأهمية أن تستثني ولا تعمم؛ رغم أن هذا تحصيل حاصل؛ لكنه يريد أن يأخذ من كلامك حجة ناطقة ثم يجعل هذا الاستثناء هو العام!
القرآن الكريم عندما حمل المسؤولية أهل العلم في الاختلاف في الكتاب لم يستثن؛ لم يقل (بعض الذين أوتوا الكتاب) لأن الساكت مشارك؛ والنادر نادر.
عودوا لأصل المشكلة، أي ما ذكره الله من أسباب البلاء؛ لا تخجلوا من لفظة الشيطان وكشفه؛ ولا من ذكر النفاق والمنافقين؛ لا تميتوا ما ضخمه الله.
أهل العلم - الذين ذكر الله أنهم سبب الخلاف في الكتاب - هم أصل لما نتج عنهم من ظالمين وجهلة؛  لكنهم نتيجة لما سبقهم من تزيين الشيطان وهوى النفوس.
الضلال كالأنساب؛ فيه الابن والاب والجد ...الخ، جد الضلال كله الشيطان، ورسوله لداخل النفس الهوى، ورسوله خارج النفس ثقافة النفاق، ثم توقع اي شيء، فترتيب الضلال والفساد والظلم هكذا: الشيطان، رسول الهوى، استجابة النفاق، ثم النتيجة من ظالمين ومجرمين وكاذبين ومخادعين.. الخ

الشيطان معبودهم رقم 1، كل من يدخل النار عابد للشيطان بنص القرآن؛ أي بعمله واستجابته للزيف وهواه؛ وإن كان لا يدري؛ يكفي أنه قادر على أن يدري
۞ (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60)وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)) [يَس]
الآن لو تسأل أي مجرم قاتل او ظالم أو كاذب ... الخ، وتقول له: هل تعبد الشيطان ؟
لقال : كلا.
لأنه يظن أن عبادة الشيطان صلاة وصوم له؛ العبادة أشمل.
الخلاصة: لا تحملوا الله ولا رسله ولا كتبه مسؤولية فسادنا وجهلنا وتقاتلنا وتباغضنا.. الخ. ابحثوا عن الذين حملهم الله المسؤولية، هؤلاء عبدة الشيطان.
خذوا صريح الكتاب وتعمقوا فيه؛ فالصريح  فيه الهداية قبل به يتم البحث عن المشتبه؛ بل المحكم الصريح هو طريق كشف المشتبه، فابدءوا بالصريح وصدقوه؛ ستجدون من يعبد الشيطان بإماتة ذكره مع الإكثار من ذكر غيره من الفروع، ستجدون من يتعبد بإماتة ذكر أوليائه من المنافقين؛ يرون هذه ثقافة ساذجة!
كيف نزعم أننا نؤمن بما أنزل الله ونحن لا نصدق بما ذكره الله وكثفه من عداوة الشيطان وخطورة المنافقين.. الخ؟!
أصبحنا نرى هذه المعلومات سذاجة!!!
لذلك من الطبيعي جداً أن يذيق الله بعضنا بأس بعض ويحرمنا بركات هدايته وتعليمه حتى نصحو من غفلتنا ونتواضع بعد تكبرنا؛ ونعتلم بعد تجاهلنا.. الخ..الاستثناء طبيعي.
عندما ذم الله الذين اختلفوا في الكتاب من بعد ما جاءهم العلم لم يستثن؛ ليس لأنه ليس هناك صالحون؛ لكن الخطاب موجه للمؤثرين؛ ولا تحرص على معرفة الاستثناء النادر كحرصك على المعلومة الرئيسة، وهي أن الله بريء مما انتجه الذين اختلفوا في الكتاب؛ المعلومة الرئيسة هي الأهم؛ الحرص على الاستثناء هو عبادة لهم = بحث عن حماية أشخاص؛ والحرص على المعلومة القرآنية الناطقة هو عبادة لله.

الآن فتش عن نفسك؟ تعبد من؟!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1007
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18