• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : إتقوا الله في الإسلام! .

إتقوا الله في الإسلام!

لو اتبع المسلمون ما أنزل إليهم من ربهم لعلموا أنه لا يجوز قتال إلا المعتدي فقط؛ كافراً كان أو مسلماً باغياً؛ فضلاً عن التحريق والمثيل ونحوه. لو اتبع المسلمون ما أنزل إليهم لعلموا أن سيرة النبي في دعوة الناس ألا يقاتلهم حتى يقتلوا رجلاً من المسلمين؛ بل بعد قتله يعرضون السلم أيضاً؛ ثم إن رفضوا السلم بعد القتيل يحل قتالهم.



الجدل بين إبراهيم عيسى والحبيب الجفري في قضية إحراق أبي بكر للفجاءة السلمي بالنار تحتاج لقاعدة حاضنة تقول: (حتى لو ثبت فليس شرعاً)، هذا الأهم. وكذلك ما ينسبه النواصب للإمام علي من تحريق زنادقة، رغم أنه باطل؛ إلا أن وجود القاعدة الحاكمة وهي: التشريع لله؛ لا لأحد؛ يبطل كل هذا الجدل.
هذا هو الجواب العام على استدلال الدواعش؛ قبل مسألة الثبوت من عدمها، الأمر باتباع ما أنزل الله وبطاعة الرسول، وليس الأمر باتباع السلف.
المسلمون يحتاجون إلى هذه القاعدة أولاً، وهي قاعدة (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم)، هذا قبل كل شيء، ثم بعد ذلك ابحث في ثبوت الأخبار من عدمها، لا يجوز تعظيم السلف أكثر من تعظيم الله؛ ولا تعظيم التراث أكثر من القرآن.
من بدأ بالبدايات الطبيعية نجا؛ ومن ضل عن أول الطريق لن يهتدي بآخره؛ لذلك فأكثر الجدل في التحريق اليوم: هل ثبت عن صحابة وفقهاء أو لم يثبت؛ أمر محزن ومخيف؛ لأنه دليل على أن البشر هم مصدر التشريع عندهم لا القرآن.
مهما كنت تحب فلاناً الصحابي؛ أو فلاناً الفقيه؛ فلابد أن يكون الله أحب إليك، فلماذا تترك رحمة الله لقسوة البشر؛ وتترك شرعه لأفعالهم.. الخ.
قصة إحراق الطيار الأردني وأمثالها هي من جملة اختبارات الله لنا؛ لتمحيص القلوب والأفهام؛ ليعلم الله من يعبده بحق؛ ومن هو كاذب.
ليس لي بحث مفرد عن قصص إحراق أبي بكر وخالد بن الوليد لأناس من أهل الردة والبغي؛ وإنما لي بحث عن زعمهم إحراق علي لزنادقة؛ وتبين لي أنها باطلة
وكتابي (الإسلام الإلهي والإسلام البشري - لم يطبع بعد) فيه الكثير من الإسلام البشري الذي زحف على عقول المسلمين وقلوبهم وتراثهم؛ والإحراق منها؛ ولكن قصص الإحراق فيها الضعيف وفيها القوي؛ وفيها من لم أبحثه.
ولكن هذا العمل الشنيع أدخله غلاة الفقهاء ضمن الشرع اتباعاً لفعل من فعل من السلف! وتبين لي أن أمر الله باتباع (ما أنزل الله) أمر في غاية الصعوبة عند المسلمين؛ وكنا نظنه سهلاً؛ ننسى أن الله يبتلينا ببعض المعظمين في قلوبنا؛ عبادة الله وحده هي في غاية الصعوبة؛ لا تظنوها سهلة.
الناس يشترطون عبادة آخرين معه؛ لكن الله لا يقبل هذا الشرك؛ لكن نحن نقنع أنفسنا أنه يحب ذلك!
الذين يخادعون الله والذين آمنوا لهم ثرثرة كبيرة؛ وقد يخدعون الذين آمنوا؛ بأن الله يحب أن نشرك معه غيره في التشريع؛ لكن الله لن يخدعوه أبداً؛ هؤلاء المخادعون لله والذين آمنوا ينجحون في التفاصيل ويهلكون في المقدمات؛ لا تسلم لهم بالمقدمات الفاسدة وستبطل تفاصيلهم؛ مثل مقدمة اتباع السلف؛ فإذا سلمت لهم بوجوب اتباع السلف أو اتباع الصحابة أو حجية فعل الصحابي أو دعاويهم الكاذبة في الإجماع.. الخ؛ فمعنى هذا أنهم وضعوا الحبل في رقبتك!
قل لهم إنما أمرنا الله باتباع ما أنزل الله بعد يقينية المعنى؛ وبطاعة رسوله - بعد يقين بالثبوت والمعنى - ما أمرنا باتباع صحابة ولا سلف ولا خلف؛ نعم وردت آية واحدة (والذين اتبعوهم بإحسان)؛ وهذا معناه الثناء على المتبعين بإحسان؛ وقيد الإحسان يمنع من الاتباع الأعمى؛ فهو ليس من الإحسان؛ الاتباع تقليداً أعمى ليس اتباعاً بإحسان؛ الاتباع في الطاعة والمعصية ليس اتباعاً بإحسان؛ لا تهملوا القيد (بإحسان)؛ فالله لا يزيد الألفاظ عبثاً.
لو اتبع المسلمون ما أنزل إليهم من ربهم لما تورطوا بتشريع مثل هذه الشناعات؛ ولما كنا اليوم في هذا الحرج والجدل والشك.
اتباع ما أنزل الله رحمة.
لو اتبع المسلمون ما أنزل إليهم من ربهم لعلموا أنه لا يجوز قتال إلا المعتدي فقط؛ كافراً كان أو مسلماً باغياً؛ فضلاً عن التحريق والمثيل ونحوه. لو اتبع المسلمون ما أنزل إليهم لعلموا أن سيرة النبي في دعوة الناس ألا يقاتلهم حتى يقتلوا رجلاً من المسلمين؛ بل بعد قتله يعرضون السلم أيضاً؛ ثم إن رفضوا السلم بعد القتيل يحل قتالهم، وهذا ما رواه الإمام علي في تعليم النبي له في بعثه إلى أهل اليمن؛ وفعله في حروبه فيما بعد: "لا تبدءوهم"، فكان الإمام علي في الجمل وصفين والنهروان يقول (لا تبدءوهم بالقتال حتى يبدءوكم، ولا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح ...الخ)؛ هذا بالرغم من وقوع القتل من خصومه في حق شيعته قبل المعركة؛ وقع هذا من أهل الجمل قبل الجمل؛ ومن أهل صفين والنهروان؛ لكنه كان يوصي ألا تبدءوهم! وهذا نموذج من سيرة الإمام علي في يوم الجمل مثلاً:

رابط : باب لا يبدأ الخوارج بالقتال حتى يسألوا ما نقموا ثم يؤمروا بالعود ثم

هذا في حق بغاة سبق أن قتلوا شيعته فكيف بمن لم يقاتل أصلاً؟
لأجل هذا التورع والخلق جعل العقاد مفتاح شخصية الإمام علي هو ( أخلاق الجندية)، ولكن النواصب كعكرمة لم يعجبهم هذا فنسبوا اليه زوراً ما لم يفعل، ثم تلقف رواية عكرمة من تلقفها؛ وأضافها فقهاء السلاطين الى فقه العامة؛ ليصبح العنف مروياً عن الجميع؛ ثم تلقفها بعض الشيعة من باب جمع الأخبار.
وقبل الإمام علي نسبوا للنبي صلوات الله عليه الكثير من الأكاذيب؛ من غزو الناس وهم غارون؛ وتعذيب الناس وسنل عيونهم والاعدامات الكبرى.. الخ، بعض الهدي النبوي شرحته في كتابي ( حرية الاعتقاد) ولكنه أقل مما روته السلطات وفقهاؤها عنه؛ فنحن في ابتلاء عظيم؛ لا نستطيع اللحاق بكل ما وضعوه.

لمطالعة كتاب : حرية الاعتقاد في القرآن الكريم والسنة النبوية" هنا.."

التجديد يحتاج .إلى رجال؛ عندهم وعي بالقرآن، وبالشيطان وأوليائه، وبالنفاق والمنافقين، وبسماع الناس لهم من قديم؛، وبأثرهم في الثقافة..
فأين هؤلاء؟

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1029
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18