• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : حكمة الله الخفية في شر الدواب! .

حكمة الله الخفية في شر الدواب!



ترون العقل نعمة؛ وحسن السمعة نعمة؛ ثم ذلك الفكر الذي يغتال هناك؛ هو نفس الفكر الذي حاول اغتيال الأمر محند؛  وهو الذي يعمل على الأرض لاحتلال الحرمين؛ وأنتم تعرفون أدبيات الدواعش! فلا تتظاهروا الآن بالدين والوطنية.
من شجع داعش اليمن لا يرى شرعية للسعودية؛ ولا يعرف حرمة الكعبة.
.



ما أن أحظر بذيئاً إلا وجدت شعاره جميلا! فهذا يوصي بالخلق؛  وذاك بحفظ اللسان؛  والثالث بالتقوى؛ (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
من حكمة تقدير الله الكوني لوجود المعاصي - كالكذب وسوء الخلق والحماقة؛  الخ - أن تعرف قيمة أضدادها؛ كالصدق وحسن الخلق والعقل.. الخ؛ كل شيء له فائدة.
د مصطفى محمود له حلقات رائعة عن الخير المدفون في باطن الشر؛ فليس هناك شر محض؛ الشرور تكتنز الخير؛ ولكن ليس للفاعل دائماً؛  إنما أغلبها للآخر؛ من الخير الذي يلحقك عندما ترى الأحمق أن تعرف قدر عقلك! وعندما ترى الكاذب أن تعرف فضل صدقك! وعندما ترى الحقود أن تعرف فضل سلامة صدرك؛ وهكذا؛ فالعاقل يستفيد من الاعتبار بحماقة الآخر؛ فيحمد الله بخشوع وغبطة؛ ويعرف أنه على طريق سلامة؛ ولو في الجملة.
خصومنا يرفعون معنوياتنا وهم يذنبون!
انظر إلى حكمة الله الخفية في شر الدواب؛ الدابة يجعل من نفسه عبرة لك تبرعاً! فيفيدك مع إثمه؛ وتعتبر به مع أجرك! تكسب الجانبين ويخسر الجانبين! فالذين يتمنون لو أهلك الله الدواب الذين لا يعقلون تخفى عنهم حكمة اللطيف الخبير؛ لا يشعر بنعمة تقدير وجود الأشرار إلا أهل البصائر النافذة! كل من لا يكون حديثه في هذه المطالب الثلاث فليس علمياً ولا يبالي بأمر الله بالتبين؛ ولا بتحريمه الكذب؛ ولا بالحدود الشرعية التي توجب القتل؛ أهو حرص على الكعبة أم حرص على الدولة؟!
إذا كان حرصكم على الكعبة فقد دمرها الأمويون مرتين؛ وانتم تحبونهم!  وإن كان حرصاً على الدولة فأنتم أنتم!
اعني أن التظاهر بحب الدولة لا يكون بتشريع الاغتيال؛ كأنكم تقولون أن من كان له رأي سياسي ضد السعوية يجب أن نشرعن اغتياله ونفرح به!
معقول؟!
إذا كنا نبيح دم من عارضنا - أو حتى من تمنى زوالنا - فهذا تشويه للدولة والدين معاً؛ لا الدين يبيح قتل من عارضنا ولا الدولة تبيح ذلك؛ فما دخلكم؟!
اعطوني دليلاً من القرآن أو السنة تبيح اغتيال من كان له رأي سياسي معارض للسعودية؟!
أو اعطوني تصريح مسؤول من الملك فما دون يرى هذا؟
أين أنتم؟
طبعاً كل هذا على افتراض ثبوت الكلام عن الخيواني؛ وعلى افتراض أن فهمكم صحيح؛ فكيف والأمران منتفيان حتى الآن؟!
ترون العقل نعمة؛ وحسن السمعة نعمة؛ ثم ذلك الفكر الذي يغتال هناك؛ هو نفس الفكر الذي حاول اغتيال الأمر محند؛  وهو الذي يعمل على الأرض لاحتلال الحرمين؛ وأنتم تعرفون أدبيات الدواعش! فلا تتظاهروا الآن بالدين والوطنية.
من شجع داعش اليمن لا يرى شرعية للسعودية؛ ولا يعرف حرمة الكعبة.
للغلاة قصص مع الكعبة والدولة؛ قديماً وحديثاً؛ نحن قطعاً ضد تهديد أمن المملكة؛ وضد كل التصريحات الاستفزازية؛ من جميع التيارات والمذاهب؛ موقفنا معروف من هذا؛ لا يزايد علينا الدواعش؛ لكن أن نبارك اغتيال رجل القرضاوي لأنه إخواني؛ أو نبارك اغتيال حوثي أو إمامي أو قومي.. الخ؛ فهذا جنون لن نفعله ولا نرضاه؛ وليست عليه الدولة.
ثم الخيواني ليس حوثياً أصلاً؛ هو حقوقي صحفي بالدرجة الأولى؛ هذه دائرته قبل الحوثي؛ وهذا قاله علي البخيتي المستقيل من الحوثيين على قناة بي بي سي؛ لا يعلم الناس هنا أن الحوثيين احتووا كثيراً من الحقوقيين؛ كالاستاذة أمل الباشا والبخيتي؛ وإلا فهم حقرقيون؛ ويعارضون الحوثيين في كثير من الأمور؛ الخيواني من أكثر الناس معارضة للحوثيين في تحالفهم مع علي عبد الله صالح؛ وعارض الحوثيين في التمدد في المحافظات؛  وهو ابن تعز وقوميتها وناصريتها.
بعض الحقوقيين والناصريين والبعثيين والصحفيين أيدوا حركة الحوثي في أمور كثيرة؛ ومنهم الخيواني والقانص والباشا؛ لكن هذا لا يجعلهم حوثيين؛ وكذلك د عبد الكريم جدبان والدكتور المتوكل والدكتور شرف الدين - الذين تم اغتيالهم قبل -  الذين اغتيلوا على أنهم حوثيون لم يكونوا حوثيين؛ الحركة الحوثية واسعة؛ تستقطب من تراه أقرب لهموم الشعب؛ من العلمانيين ووالحقوقيين والناصريين؛ بل والملحدين.
أنتم لا تفهمون الواقع اليمني وتداخله؛ ثم على افتراض أن هؤلاء الذين تم اغتيالهم حوثيون خلص؛ هل يجوز منع الترحم عليهم والإشادة بمحاسنهم ؟!
هل حديث اذكروا محاسن موتاكم لكم فقط؟!
قليلاً من العقل أيها المرجفون والدواعش المتسترون بالدين والوطنية؛ قليلاً من بدهيات الدين والأخلاق والمروءة؛ قليلاً من احترام لحظة الموت!
الأصل أننا كسعوديين مسلمون مواطنون؛ وللدين والوطن واجبات بلاشك؛ نعرفها جيداً؛ ليس منها الفرح باغتيال صحفي؛ ولا منع الترحم على مسلم؛ ثم الدولة السعودية  تدعو اليمنيين للحوار في الرياض؛ وفيهم الحوثيون؛ وفيها قبلة المسلمين وقبر المصطفى؛ لنساعدهاعلى لم الشمل؛ لنكن في هذا الرقي؛ كيف تريدون أن يطمئن الحوثيون وأحلافهم لحيادية السعودية وأنتم بهذه الشراهة في حب اغتيال اليمنيين؟!
شراهة بلا دين ولا خلق؛ عيب يا ناس؛ ارتقوا؛ نحن مع لملمة الجراح؛ ومع إسهام المملكة في الاصلاح وإخماد الفتن؛ وفي حالات الصلح يحتاج الجميع للترفع عن ماضي الدماء فضلاً عن ماضي الكلام!
ووصيتي:
احسنوا النية في النصح؛ ولا تخافوا؛ وسيكتب الله بحسن النية ما لا تعلمون؛ ما كان لله لا يضيع أبداً؛ لابد أن يكون له أثر.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1067
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29