• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : السؤال الإلهي (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)! .

السؤال الإلهي (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)!


السؤال الإلهي (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)!


لا يشغل المسلمين عن محكمات القرآن إلا تنطعهم في متشابهاته؛ ولا يصد المسلمين عن القرآن كله - المحكم والمتشابه - إلا تنطعهم في الحديث والروايات.



السؤال الإلهي (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)؟
وليس (ألم تكن الأحاديث تتلى عليكم)؛ شائعات الحديث والرواية لن تُسأل عنها؛ إنما عن محكمات القرآن! وهذا لا يعني إنكار البيان النبوي المندرج تحت الحواضن القرآنية؛ كأحاديث العدل والصدق  الخ؛ لذلك لن تُسأل عن صحيح الحديث؛ لأن القرآن يشمله؛ كل حديث ليس له حاضنة قرآنية لن تُسأل عنه؛ لمغايرته القرآن؛ وكل حديث يوافق القرآن لن تِسأل عنه؛ لأن القرآن يشمله.
الخلاصة:
ستُسأل عن آيات الله فقط؛ أما المكابرة والتكذيب بالصدق؛ بعد أن تعلم أنه صدق؛ فحرام مطلقاً؛ في الحديث وغيره؛ لكن الأغلب لا يعلمون صدق ما يتلفظون به من الأحاديث التي أضلتهم؛ تصديق النبي والإيمان به وطاعته واجب بلا جدل في هذا؛ لكن الذي كان يسمع النبي مباشرة يختلف عن الذي قيل له أن النبي قال كذا وكذا؛ فهذا معظمه ظن؛ وقبل أن نتناحر بهذا الظن؛ علينا أن نتآلف بمحكمات القرآن (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
نعم حبل الله الجامع أولى من حبالهم المفرقة؛ والذين يخافون على ظني الحديث ولا يلتفتوا لمحكم القرآن مضلّٓلون؛ زين لهم الشيطان النزاع والتفرق باسم الحديث؛ بل وبما تشابه من القرآن أيضاً.
عندما ندعو لثقافة القرآن؛ إنما ندعو لتفعيل محكمات منه؛ وليس للمتشابهات؛ المتشابهات يتم الإيمان بها اجمالاً؛ دون خوض وفتنة؛ فما بالك بظني الحديث؟!
فإذا كان القرآن نفسه؛ لن تُسأل إلا عن محكماته وواضحاته الكبرى؛ من الأمر بالايمان بالله والعدل والصدق الخ؛ دون المتشابهات منه؛ فكيف بالحديث؟
لا يشغل المسلمين عن محكمات القرآن إلا تنطعهم في متشابهاته؛ ولا يصد المسلمين عن القرآن كله - المحكم والمتشابه - إلا تنطعهم في الحديث والروايات؛ المسلمون في الغالب يوصون بظنيات الأحاديث أكثر مما يوصون بمحكمات القرآن؛ ومغرمون بالإنكار من يدعو للقرآن أكثر من إنكارهم على من يبث الموضوعات؛ من هجر القرآن وأقبل على الحديث فهو محل رضى من المسلمين؛ وإمام هدى؛ ومن أقبل على القرآن وخفف - خفف فقط - من الحديث؛ انثالت عليه المذاهب مستنكرة! إنكار المسلمين على من هجر القرآن لا وجود له؛ وإنكارهم على من فعّل القرآن لا حدود له؛ غالبيات المذاهب تحمي أحاديثها ومروياتها؛ ولو من القرآن؛ أحاديث أهل السنة لها ملايين يحمونها ويفعّلونها؛ وأحاديث الشيعة لها ملايين يحمونها ويفعلونها؛ولكن محكمات القرآن لا بواكي لها؛  وياويل من فعّلها.
من حاول تفعيل محكمات القرآن سيرميه غالبية السنة والشيعة عن قوس واحدة؛ بأنه قرآني! وينكر السنة!
ما أشرف التهمة الأولى؛ وما أكذب الثانية!
عندما فرط المسلمون في المحكمات القرآنية تحاربوا بالظنيات الروائية؛ المحكمات القرآنية رحمة؛ وقد أجاد الشيطان في الالتفاف عليها بالحديث والرواية.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1124
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 21