• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : قراءة في استفتاء الجزيرة(عن شعبية داعش) .

قراءة في استفتاء الجزيرة(عن شعبية داعش)


قراءة في استفتاء الجزيرة(عن شعبية داعش)


كثير من العرب والمسلمين؛ إذا كشفت لهم من يستغفلهم؛ يغضبون منك أنت؛ وليس ممن يستغفلهم!
لا غرابة!
فللغفلة متعتها عند المغفلين!
إذا تعلم الشخص الجهل؛ وتدين بالجهل؛ ونطق بالجهل؛ بصبح الجهل جزءاً منه؛ ويصبح نزع الجهل منه كنزع روحه!
الجاهل غيور على جهله؛ يدافع عنه بشراسة!


تزعم قناة الجزيرة أن ٨٠٪ مع (انتصارات داعش)! فإما أن تكون صادقة أو كاذبة، فإن كانت كاذبة فبقية الاستفتاءات كذلك، وإن كانت صادقة فلا يخلو أن يكون المصوتون من جمهورها؛ أو أغلبهم، وهذا يعني أن ٨٠٪ من جمهور الجزيرة دواعش؛ في الجملة!
فما طبيعة هؤلاء الجمهور؟
جمهور الجزيرة وداعش لا يخلو من أن يكونوا سلفيين سنة أو إيرانيين مجوساً - والقولان قد صدرا من الجزيرة؛ مرة كذا ومرة كذا-. فماذا تختارون؟؟
إذا كان جمهور الجزيرة وداعش سلفيين سنة؛ فهل هم خطر على دول السنة وشعوبها؛ لاسيما وأن نسبتهم ٨٠٪؛ والحكام العرب لن يجدوا هذه النسبة؟!
وإذا كان جمهورالجزيرة وداعش إيرانيين مجوساً عبدة نار؛ فكيف استطاعت إيران تشكيل هذه النسبة الضخمة؟! إذ لم يبق للعرب والسنة إلا ٢٠٪ فقط!
معقول؟
وإذا صح هذا الاحتمال الأخير - وهو رائج الآن بعد تفجير القطيف - فكيف تستطيع إيران تجنيد الجزيرة ومحلليها ووصال وشيوخها بهذه البساطة؟!
ثم لماذا العملاء أنفسهم يكشفون إيران التي وظفتهم لتفتيت المنطقة العربية؟؟
هل استطاع هؤلاء العملاء إقناع بعض الحكومات بالمشاركة في التفتيت؟
كل هذه أسئلة من باب الإلزام بأن داعش إيرانية مجوسية؛ فلها نسبة ٨٠٪ من المسلمين العرب؛ إذا صح استفتاء الجزيرة..
أرأيتم إلى أين ستوصلهم الفروض؟
وإذا رجعنا للاحتمال الأول؛ بأن داعش سلفية - وهو ما أميل إليه حتى الآن - وكنت أقطع به حتى شككني السلفيون في هذا الجزم؛ وانتقلت للاحتمال!
إذا اعتمدنا الاحتمال الأول؛ بأن داعش سلفية؛ فهذا أقرب للعلم؛ وأقوى للأمل - من أن تخترقنا إيران بهذه الطريقة التي تشبه الفضيحة - فما العمل؟
لا يخلو الأمر من احتمالين:
إما أن تكون داعش على حق؛ أوعلى باطل؛ فإن كانت على حق - لا سيما بعد تمثيلها نسبة ٨٠٪ من السنة - فما العمل؟!
هل الواجب محاربتها؛ أم الانضمام إليها بحجة أنها الأقدر على مقاومة (المجوس)؛ بعد تلكؤ الحكومات عن مباشرة التفجيرات بهذه الوحشية الشرعية؟!
دعوة الجزيرة؛ المبطنة؛ أنه لا منقذ لكم أيها السنة إلا داعش! فهي التي تمثلكم؛ وهي الأقدر على النكاية في المجوس؛ وهي الشجاعة؛ وهي الصادقة... الخ.
طيب؛ لو أطعنا هذه الدعوة (المبطنة) من الجزيرة؛ فما مصير شرعية الحكومات والمؤسسات الفقهية والتعليمية والإعلامية والفنون والنحت... الخ؟!
وإذا قلنا أن الجزيرة (محايدة)؛ وإنما أرادت التنبيه على خطر داعش؛ التي أصبحت تمثل هذه النسبة؛ فهي تضع هذه النسبة بين أيديكم من باب المهنية؟
فهذا معناه أن الجزيرة تدعونا لتدارك الخطر؛ وقراءة داعش قراءة نقدية كاشفة؛ لتقليل نسبتها الهائلة؛ وهذه النية – المفترضة - حسنة لو أرادت ذلك! ولكن الجزيرة هي من القنوات التي لا تتعرض لداعش بالنقد؛ فكل نقدها منصب على المجوس والسيسي وصالح والأسد والحشد الشعبي؛ أما داعش والنصرة فلا! فهذا السلوك (الجزري) يشكك في تلك النية المفترضة للجزيرة بأنها تريد وضع النسبة من عنقها في أعناقنا؛ لنقوم بدورنا! فلا دور لها لنحسن الظن!
وإذا افترضنا أن هدف الجزيرة إرسال رسالة للعرب بأن يقوموا بدورهم؛ لأن داعش اكتسبت هذه النسبة بعد أن تخلت الحكومات عن واجبها وقامت به داعش!؟ هنا لم تستعرض الجزيره أسباب شعبية داعش؛ من الذبح والتفجير والشدة على المجوس والنصارى وهدم الآثار والقبور وكسر التماثيل ومنع الموسيقى... الخ. كان على الجزيرة استعراض أسباب شعبية داعش لتطبقها الحكومات العربية؛ لتجد الجميع حولها؛ من العرب والسنة والسلفيين والاخوان والقنوات... الخ.
أيضاً؛ كان على الجزيرة عرض أفكار داعش ومصادرها ورموزها وممارساتها الاجتماعية مع الناس؛ ومدى أفقهم في رؤية الآخرين؛ قبل التمكين وبعده!
الجزيرة؛ بهذا الاستفتاء؛ أوقفتنا في وسط الطريق، فلا هي حرضتنا مباشرة على الالتحاق بداعش؛ ولا هي عرضت رؤية داعش النظرية وممارستها العملية! ولعل في تلميع الجزيرة للنصرة؛ في لقائها مع الجولاني؛ بعض التكفير عن الاستفتاء!
يعني: إذا لم تعجبكم فهذه النصرة أخف!
تهدئة ولو إلى حين!
أخيراً نقول للجزيرة:
كنا نعلق عليكم الآمال أول ما وطأتم (الجزيرة)؛ كنا نراكم مثالاً يقودنا للحقوق والمعرفة. الناس تعلموا.. فرجاء؛ تعلموا !

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1146
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28