• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : لو قال لك الله! .

لو قال لك الله!



لو قال لك الله!



أشياء كثيرة جداُ أسهل من تلك الابتلاءات الشديدة؛ ومع ذلك لا نقوى على مخالفة العادة؛ من محبة ظالم؛ أو احتقار مظلوم؛ أو شهوة كذب؛ أو تكذيب صدق؛ لا تستطيع التنازل عن رمز مذموم شرعاً؛ أو شيخ أفسد في الأرض بالطول والعرض؛ أو خروج من ضيق مذهبي إلى سعة الإسلام؛ أو أو أو ..الخ
هل تخدع نفسك؟


لو قال لك الله: إلى أي حد يمكن أن أختبرك وأمحصك؟
ماذا ستقول؟
هل ستقول : ستجدني إن شاء الله صابراً مهما عظمت المصيبة؟
فإذا قال لك: لو ابتليتك بأشد الأمراض؛ ومحصتك بها طوال عمرك؛ ثم لك الرضا الأبدي؛ ماذا ستقول؟
ماذا سيكون خيارك؟ هل تقبل أو تطلب الإعفاء؟
فإذا قبلت بذلك؛ فهل لو قال لك: فهل أنت مستعد أن أزيدك بلاءً؛ كمرض أولادك معك؛ أو ذبحهم أمامك؟ هل ستكون حقيقتي والثقة فيّ  أوثق عندك مما ترى؟
ربما تتردد؛ وقد تطلب تفسيراً؛  وربما تواصل ثقة بالله؛ دون السؤال عن أي تفسير منه عز وجل من باب احترامك لقوله (وما كان الله ليطلعكم على الغيب)؛ وإذا زادك الله ابتلاء؛ كأن يخبرك أنه سيقوم مجرم بتقطيع أعضائك أمامك؛ ويستخرج عينيك؛ ويقطع لسانك؛ ويكسرك جمجمتك؛ هل ستواصل الثقة والصبر؟
الخلاصة؛ إلى أي حد ستبقى ثقتك بالله مطلقة؟ إلى أي حد ستبيعه بسخاء روحك وراحتك؟ هل هناك حد تحده أنت وترى أنك لن تتجاوزه؟ أم أن عرضك مفتوح؟
إذا قلتَ العرض لله مفتوح، فهو الله وكفى، وثقتي فيه مطلقة، والعرض مطلق؛ فليمحصني بما شاء؛ لأنني على يقين أن التعويض سيكون أعظم؛  فأنت أنت.
طيب؛ فكيف لو تكتشف أنك تكذب على الله وعلى نفسك؛ وأنك لن تصبر؟ لأنك الآن تمحص بما هو أقل من ذلك بكثير؛ فتأبى وتراوغ؛ وتعتذر لنفسك بالأباطيل؟!!
أنت لا تفرط في جاهك وسمعتك؛ وهما أقل من ذلك العرض بالتمحيص الشديد؟ أنت لا تتوقف عن عبادة هواك؛ وهو أسهل؛ أنت لا تتنازل عن رموزك؛ وهذا أسهل؛ الخ
أشياء كثيرة جداُ أسهل من تلك الابتلاءات الشديدة؛ ومع ذلك لا نقوى على مخالفة العادة؛ من محبة ظالم؛ أو احتقار مظلوم؛ أو شهوة كذب؛ أو تكذيب صدق؛ لا تستطيع التنازل عن رمز مذموم شرعاً؛ أو شيخ أفسد في الأرض بالطول والعرض؛ أو خروج من ضيق مذهبي إلى سعة الإسلام؛ أو أو أو ..الخ
هل تخدع نفسك؟
فكيف لو عرض الله عليك تلك الابتلاءات الشديدة؛ أو ذم الظالم الفلاني؛ أو الشيخ المتطرف الفلاني؛ أو الاعتراف بحسنات خصمك؛ الخ؟؟ ألا تراها أسهل؟
كيف تخدع نفسك بأنك مستعد لأشد ابتلاءات الله بينما تنكص عن أسهلها وأريحها وأبردها على قلبك؟
قد تقول: أنا لما كلمني الله بنفسه وثقت!
ماذا تقصد بكلمة "وثقت" ؟
هل أنت لا تثق في القرآن مثلاً؟ أو في فهم الناس للقرآن؟ أو هل عندك شك؟ وهل الواجب عليك رفع هذا الشك؟ الخ
عبارتك غامضة!

ملحوظة = كل ما أحاور به الآخر لا أبريء نفسي من بعضه على الأقل؛ كموضوع الشهادة لله، والصبر ... الأمور عندنا  كما هي عند أكثر الناس.. نسبية! وإنما أطرح هذه الأسئلة كخواطر تخطر لي من وقت لآخر، عندما أرى أهل البلاء؛ فهذا  أولاده تحت الأنقاض؛ وهذا يذبح أبناؤه أمامه؛ وهذا يتم حرقه.. الخ. فكنت أقول لنفسي؛ لو كنت مكان هذا الذي يسمع أبناءه تحت الأنقاض؛ أو الذي يتم ذبح أولاده أمامه؛ هل سأصبر أم أسخط على الدين؛  أو على الله نفسه؟
هل أنا في مستوى من الإيمان بحيث لا حد لابتلاء الله وتمحيصه? أم سيأتي وقت وأقول لله: لماذا يارب ؟ لماذا خلقتنا ؟ لماذا كذا وكذا الخ..
موقف صعب!
يظهر أننا معجبون كثيراً بأنفسنا؛ وأننا بحاجة إلى طرح هذه الأسئلة في خلواتنا؛ هل ثقتنا بالله مطلقة أم أنها محدودة؟ وما مدى تحملنا للبلاء؟ ثم لما رأيت أنني قد لا أصبر على بعض ما هو أقل بكثير من تلك الابتلاءات؛ فكيف أظن أنني سأكون مستعداً لتمحيص الله وابتلائه؟ وقد وعد الله به؛ هل نحن نبتلى فيما هو أقل ولا نصبر؟ ابتلاءات في أمور اقل؛ كالصدق والكذب؛ فتغلبنا أنفسنا (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1172
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29