• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : رمضان بين الجبال الشرقية! (الجزء الثاني) .

رمضان بين الجبال الشرقية! (الجزء الثاني)



رمضان بين الجبال الشرقية! (الجزء الثاني)



كنا معرف من الفواكه الموز فقط؛ أما السفرجل فهذا شيء لم يكن يخطر لي على بال؛ أما التفاح والبرتقال فأتى متأخراً؛  وأما العنب فنسمع أنه في اليمن

للعودة الى "رمضان بين الجبال الشرقية! (الجزء الاوّل)" على هذا اللرابط «««





أما ليل رمضان تلك الأعوام - ما بين 1395- 1401- تقريباً، فكنا؛ ربما؛ سهرنا فوق بيتنا، وربما (نشرنا):
نشرنا =  كلمة محلية تعني  "سرينا  ليلاً"، أي للسمر عند الجيران؛ وخاصة جيراننا بالقحز؛ لعب ورق وسوالف حتى حوالي الساعة العاشرة تقريباً.
كانت سهرتنا فوق بيتنا نقضيها في لعب الورق وسماع أغاني يمنية عتيقة؛ مثل "يا نجم يا سامر" و "يحيى عمر للمرشدي"، قبل أن نعلم بمحمد عبده وطلال مداح.
استطاع أخي عبد الله؛ عام 1400 تقريباً؛ توفير (ماطور كهرباء)؛ فكانت نقلة نوعية؛ أدخلنا معه التلفزيون (أبيض وأسود)؛ مع تشويش؛ لا نكاد نرى شيئاً.
لم تكن أكثر التسالي موجودة؛ لكن النفوس كانت تضج بالبهجة والمتعة بالموجود؛ كانت حياة بسيطة ومتعبة ومبهجة؛ لا وقت فيها للراحة ولا السخط.
كان النشاء = نسمهيا المهلبية، من الإضافات الرمضانية اللذيذة؛ كل شيء فيه حلاوة كنا نحبه؛ لم يكن العسل متوفراً إلا في مناسبات نادرة.
لا أنسى عندما رافقت جدتي أم أمي (مريم بنت جابر) إلى جارنا سلمان زيدان تزور أهله، فتفاجأت بوضعهم صحن كبير (مهلبية) فوق السطح ليبرد لنأكله؛ كما لا أنسى أن نهاية رمضان كان فرصة للعيد وزيارة الجحافر لزيارة جدتي وزوجها؛  جبران يحيى زاهر رحمه الله، وكنا نجد عنده العسل والسفرجل!
مذهل!
كنا معرف من الفواكه الموز فقط؛ أما السفرجل فهذا شيء لم يكن يخطر لي على بال؛ أما التفاح والبرتقال فأتى متأخراً؛  وأما العنب فنسمع أنه في اليمن.
كان الشباب؛ في مقتبل العمر؛ يلتقون ويتحدثون؛ من استطاع منهم الصوم؛ ومن أفطر سراً بعيداً عن والديه، وتظاهر بالصوم، ...
وكيف نتجنب الظمأ الخ.
فيما بعد، أتت التلفزيونات؛ ومن أوائل المسلسلات مسلسل تراثي سوري نسيت اسمه؛ كان يتحدث عن اليهود ومكرهم؛ فيه قائد كنعاني عظيم اسمه "سسرا"؛ ثم أتى المسلسل المصري بطولة محمود يس- بمقدمة غنائية جميلة - ومثل دور  صحابي اسمه عدي بن ظالم؛ وتعرض للشك في النبوة بسبب المعراج؛ ثم تاب! وسبقه مسلسل مصري سرد قصص الأنبياء (من إبراهيم وموسى الخ)؛ شاهدت منه حلقات؛ أظن اسمه محمد رسول الله؛ وبعضه في اليوتيوب اليوم.
أضاف التلفزيون السعودي لنا نقلة نوعية؛ فتخلينا شيئاً فشيئاً عن المذياع وأم حديجان والسهرة اليمنية؛ وأصبحنا نتابع التلفزيون في أوقات الذروة؛ كنا نحب كل شيء في التلفزيون؛ الشاشة والمذيعين والموسيقى ومسابقة الكبار وفوازير رمضان والمسلسلات؛ والطنطاوي والشعراوي ومصطفى محمود الخ؛ ثم أتت الإعلانات التلفزيونية؛ ومنها زيت عافية والمبيد بفباف والمكرونة - التي لم نذقها - وصارت طرائف للشباب؛ والذروة كانت في المصارعة الحرة.
كانت حياتنا مليئة بما نحب؛ والشاهد يخبر ما فات الغائب من أخبار التلفزيون؛ وكان المذيعون يومها ماجد الشبل وعوني كنانة وبدر كريم وحسين نجار؛ وكانت السهرات أغلبها في القحز؛ والجبيل.
وتابعنا كأس العالم 82؛ وكيرم وورق ورياضية؛ ولكن الذروة موسيقى رمضان؛ هذه:
https://www.youtube.com/watch?v=BmyQL4NROAM

وأذكر أن هذه الموسيقى كانت تأتي في مسابقة الكبار؛ وأول ما سمعتها في القحز - تلفزيون أخي عبد الله رمضان 1401-  وكان السؤال عن أبي مجحن الثقفي؛ أذكر أنهم سألوا:
من هو الصحابي الشجاع الذي كان له كذا وكذا؛ فقال عبد الله مجاملة لي : "هذا علي بن أبي طالب"؛ لما يعرف من حبي له من تلك الأيام؛ لكن بعد استكمال صفات ذلك الصحابي عرفت أنا أنه أبو محجن الثقفي؛ وقلتها لعبد الله - طبعاً لم يكن صحابياً على الصحيح - كان خطأ من التلفزيون.
المهم
دار الزمن دورته، ووجدت نفسي - بعد أكثر من عشر سنوات - في التلفزيون؛ في مكتب واحد مع عوني كنانة، وقابلت يغمور والشبل وإبراهيم الراشد الخ؛ هذا الإنسان كادح؛ يصعد ثم ينزل ثم يرحل...
فاللهم ارحمنا برحمتك وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها؛

وشهركم مبارك.

اللهمّ آمين

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1173
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29