• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : تقزيم المعاني- السنة نموذجاً - الجزء الثاني. .

تقزيم المعاني- السنة نموذجاً - الجزء الثاني.



                      تقزيم المعاني - السنة نموذجاً!
                                - الجزء الثاني -



لا يخدعكم الشيطان كما خدع السلف؛ ولعل أول السنة إعادة معاني الألفاظ القرآنية إلى الوجود؛ بعد أن أنسانا إياها الشيطان؛ كالعبادة والتقوى والشكر؛ بل ولفظ السنة نفسه؛ كما سبق.



لمطالعة  "تقزيم المعاني .... (السنة) نموذجاً! -الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««


سار لفظ السنة مسيرة طويلة؛ من سنة الله الى سنة النبي الى سنة البشر الى سنة الظالمين أحياناً؛ أما سنة الله - التي تعني سننه وقوانينه في البشر - فقد نسيها المسلمون تماما؛ ولم تعد موجودة إلا في القرآن الكريم فقط؛ ولا تخطر على بال أحد!
وأما سنة النبي - التي تعني ما اعتاد عليه النبي من أقوال وأعمال؛ وليس كل حديث سنة - فهي ثلاث سنن:
◄متواترة منسية.
◄وآحاد مفعلة.
◄وضعيفة مشهورة.
أما السنة المتواترة المنسية فهي أوامر القرآن في غاياته؛ فلابد أن يكون النبي متبعاً للقرآن؛ فالقرآن هو أعلى السنة؛ وهذا منسية أيضاً ومهملة؛ مثل غاية التفكر؛ هي غاية قرآنية؛ والنبي كان قرآناً يمشي على الأرض؛ ولا بد أن يكون مطبقاً لهذه الغاية؛ ولكن لم يرووا في هذا حديثاً واحداً؛ بمعنى؛ لم يرووا عن النبي أنه كان يتفكر في خلق السموات والأرض؛ ولا رووا أنه أمر بذلك؛ وإن رُوِي شيء من ذلك أسرعوا إلى تضعيفه؛ فهذه سنة منسية؛ ومعظم أوامر القرآن العليا - كالتفكر والتذكر والتعقل - لابد أن يكون للنبي تطبيق لها وحث عليها وبكثافة؛ لكن الشيطان حريص على إماتة مثل هذا.
المقصود؛ أن النبي كان خلقه القرآن؛ وسلوكه القرآن؛ وهديه القرآن؛ وهذا أعلى السنة وأفضلها وأقواها؛ لكن الشيطان لم يسمح بنقل تطبيق النبي للقرآن؛ ونتيجة لهذا المنع الشيطاني؛ فلا نعد العقل من السنة؛ ولا التفكر؛ ولا الرحمة الخ؛ فليس عندنا حديث واحد في العقل ولا التفكر مثلا؛ وهما غايتان!
إذا؛ فالقسم الأول من السنة - أي مما كرره النبي واعتاد عليه التفكر والعقل والرحمة الخ -  مما هو ترجمة نبوية للقرآن هو منسي مهجور كالقرآن تماماً؛ وهذا طبيعي جداً؛ فإذا لم يسمح لنا الشيطان بتفعيل القرآن في سلوكنا؛ فمن باب أولى ألا يسمح لنا بتدوين تطبيق النبي للقرآن؛ فهذا من ذاك؛ ومن الطبيعي جداً - عند جماعتنا خاصة؛ أهل السنة - إذا قالوا: السنة؛ فهم لا يقصدون تطبيق النبي للقرآن؛ ولا يخطر على بالهم؛ إنما أموراً أدنى؛ لذلك يقولون مثلاً (كل ما روي في العقل فهو ضعيف)! وكأن العقل ليس أمراً قرآنياً؛ وكأن النبي لم يلفظ (العقل) في حياته كلها!
شيء عجيب!
اذاً فابحثوا عن السنة المتواترة في القرآن الكريم؛ ولا تغتروا بكلام أهل الحديث؛ فإن النبي كان قرآناً يمشي على الأرض؛ وهو يتبع ما أوحي إليه.
أقوى وأصح السنة النبوية هو ما أمر الله به عباده في القرآن الكريم؛ والنبي أفضل عباده؛ وهو المطبق الأول للقرآن؛ ولكن هذا التطبيق لم يُنقل.
وعلى هذا؛ فأصح كتب السنة هو القرآن الكريم؛ وليس البخاري ولا مسلم ولا غيرهما؛ فابحثوا عن السنة في القرآن؛ ولا يخدعكم الشيطان كما خدع السلف؛ ولعل أول السنة إعادة معاني الألفاظ القرآنية إلى الوجود؛ بعد أن أنسانا إياها الشيطان؛ كالعبادة والتقوى والشكر؛ بل ولفظ السنة نفسه؛ كما سبق؛ لأن النبي مثلما كان خلقه القرآن؛ فألفاظه ولسانه وثقافته هي القرآن أيضاً؛ وترتيبه للأوامر ترتيب قرآني؛ وكذلك المحرمات؛ ترتيبه لها قرآني الخ؛
فالسنة اذاً ؛ أصحها مهجور =  أي القرآن المهجور؛ فمن كان حريصاً على السنة فليحيي القرآن؛ ومن كان متكبراً عنه فهنيئاً له خدعة الشيطان! ومن هجر أصح السنة (القرآنية) سيهجر أصح السنة (البيانية)؛ أي ستجده مهملاً للمتواتر مستخفاً به؛ منعشاً للمظنون متفانياً فيه!
تعويض شيطاني.
ولذلك تم هجر ما كشفه النبي من مشروع الشيطان والتحذير من المنافقين وثقافتهم والإخبار ببعض مستقبلهم؛ أي؛ حتى لو تواترت فهي غير مرحب بها للأسف.
تم التعويض الشيطاني عما فقدناه - من تفعيل القرآن ورواية تطبيق النبي له؛ وما تواتر مما بينه - بحشد أحاديث في تفاصيل و تفاصيل تفاصيلها لإكمال الخدعة؛ فضخّ أحاديث كثيرة عجيبة غريبة؛ في دقائق الأمور؛ وتضخيم التفاصيل؛ والجبر والإرجاء والفخر؛ والطمأنة بما لا ينفع؛ والتحذير مما لا يضر الخ؛ ثم أنتج لنا الشيطان مما ضخه من آلاف الأحاديث المظنونة والمكذوبة؛ عقائد وسلوكيات ونزاعات وفحش وحماقات؛ ثم يريد إقناعنا بأن هذه هي السنة! فأصبح الغلو سنة؛ والتهاجر سنة؛ والتباغض سنة؛ والظلم سنة؛ والكبر سنة؛ والكذب سنة الخ!
أرأيتم كيف استطاع الالتفاف على الدين بما كذبه على الدين! إذ أصبح السني القح عند البعض؛ هو من يبغض في كل اتجاه؛ ويمكر في كل درب؛ ويعرض عن كل حجة؛ ويوغل في أي عداوة؛ لا يحسن رد الباطل كما يحسن رد الحق.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1238
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16