• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! {الجزء السابع} .

بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! {الجزء السابع}



      بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! 

                          {الجزء السابع}



هذا إخبار صريح من الله نفسه؛ وليس في صحيح البخاري ولا سيرة ابن إسحاق ولا كتب سنة ولا شيعة، بل إخبار من اصدق القائلين وعلام الغيوب؛ بأن أكثر قريش لن يؤمنوا؛ وأنه قد حق عليهم القول، سواء أنذرهم النبي أو لم ينذرهم.. لأنهم قد استنفذوا سبل الهداية وفسحة الإمهال.

لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الثاني}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الثالث}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الرابع}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الخامس}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء السادس}" على هذا اللرابط «««

هذا الجزء والذي بعده سيكونان جزئين صادمين، لوضوحهما في القرآن، ولغيابهما عن العقل المتأثر بالثقافة القرشية؛ وقد نشرح لاحقاً  كيف تسللت والتفت على القرآن؛ فهجرناه ولم نأخذه على محمل الجد فيما يخبر به عن قريش.
سورة يس مكية بالإجماع، وهي من آخر ما نزل بمكة، فماذا يقول الله عن قريش (أكثرهم)؛ تعالوا وجربوا أنفسكم؛ هل تؤمنون بما يقوله الله وينقله عن القلوب والمآلات والنهايات أم لا؟
تعالوا نجرب:
قال أصدق القائلين:
{يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)} [يس: 1 – 11]
صدق الله العظيم..
هذا إخبار صريح من الله نفسه؛ وليس في صحيح البخاري ولا سيرة ابن إسحاق ولا كتب سنة ولا شيعة، بل إخبار من اصدق القائلين وعلام الغيوب؛ بأن أكثر قريش لن يؤمنوا؛ وأنه قد حق عليهم القول، سواء أنذرهم النبي أو لم ينذرهم.. لأنهم قد استنفذوا سبل الهداية وفسحة الإمهال.
نعم؛ قد ينجوا العبد والغلام والطفل؛ ومن كان في أطراف مكة؛ ولم يجد الفرصة الكافية لسماع الحجة من النبي صلوات الله عليه وآله، أما أهل بطاح مكة - كبني عبد شمس ومخزوم وبني أسد وبني زهرة وبني  نوفل وبني عبد الدار ... وسائر أهل البطاح؛
ثم الأقرب لهم؛ كبني عدي وبني تيم وبني عامر بن لؤي وبني سهم وبني جمح ..الخ - 
كل هؤلاء الذين لبث فيهم النبي ثلاثة عشر سنة يتلوا عليهم القرآن ويأمرهم بمحكمات العقول ومكارم الأخلاق وأسس الواجبات ..؛ فلم تغب عنهم الحجج ولم يجهلوا رسولهم ...
فهؤلاء استنفذوا سبل الهداية؛ ولن يهتدوا أبداً، لأنهم فضلوا الكبر والعصبية واتباع نهج ما وجدوا عليه الآباء وما تعلموه من أحكام الطاغوت القبلي والعصبي... وعلى هذا فليسوا أفضل من إبليس الذي كان أعبد لله منهم، فلماذا لا يمهله ويمهلهم؟ أمهله لحظات وسأله عن سبب امتناعه عن السجود.. وهم أملهم ثلاث عشرة سنة؛ كل هذا الوقت وهم يعذبون المستضعفين ويتكبرون على البراهين ويقتلون الضعفاء ويهجرون المستضعفين ويؤذون النبي ويحاصرونه مع قومه ويهمون به العظائم، ..الخ؛ فالفسحة والإمهال الإلهي قد انتهى، وإلا لكان الله ظالماً في أمهالهم هذه المدة كلها؛ بينما سائر العرب يكفي أن تبلغهم رسالة ... هذا لا يمكن، هذه ثقافة قريش فحسب، يريدون أن يثبتوا بأنهم في هذه المرتبة العالية من الدلال، بحيث يكفرون ويعذبون ويقتلون ويقاتلون 18 عاماً، حتى يعجزوا ثم تكون لهم الجنة بعد ذلك!.. هذا دلال لا يقبله الله؛ وليس في كتابه، بل كتابه على الضد من هذا كله.. وهذا لا يعني أنهم إذا أظهروا الإسلام فلن يقبل النبي إسلامهم الظاهري، بلى سيقبله ويعاملهم كمسلمين، لكن الله يخبر عن الحقائق، حقائق القلوب وغيب النهايات.
كما أن هذا لا يعني أن نتهم الأعيان، يكفي الحكم على الجملة والتوجس من أثرها السياسي والثقافي وموقفها من القرآن والنبي وأهل بيته والعقل والعدل وكل المعاني التي أتى من أجلها الإسلام.. وعلى هذا؛ فانضمام ألفين من الطلقاء مع أحلافهم من ثقيف؛ ثم بني سليم وسائر الأعراب، ومع حلفائهم من اليهود أيضاً، كل هذه التكتلات الاجتماعية الكبرى التي رأسها قريش، ستشكل ضغطاً على الثقافة الأولى، ويؤدي إلى تشكيل إسلام هجين ليس إسلام الله؛ بل إسلام مفصل على أهواء قريش وعصبياتهم وكبرهم ومكرهم وكيدهم وكذبهم ... وكل هذه الصفات وأكثر قد وصف الله بها أكثر قريش.
سيتشكل إسلام يهتم بالتفاصيل غير المهمة من تفاصيل العبادات والتضييق على العامة؛ حتى لا يكاد يحل لهم شيء، ويفسح المجال للظالمين حتى يكاد لا يحرم عليهم شيء، وإغفال غايات القرآن من عدل وعقل وتفكر وتفعيل وكف أذى ومنع اعتداء ورشد وهداية الخ.
لأننا سنقرأ في القرآن أثر قريش على كل هذه التجمعات والتشكيلات الكبرة قبلية وثقافية، بل سنقرأ في القرآن تأثيرهم على قسم من المهاجرين - كما في سورة الممتحنة وغيرها- وسيعملون على أطفاء بيت النبوة والأنصار وخزاعة وكل من كان أكثر نصراً للنبي وتمثيلاً للإسلام.. ولمكرهم سينسبون للنبي ذلك، ويقتطعون بعض الأنصار ممن تأثر باليهود أصلاً.. والقصة معقدة وكبيرة جداً؛ وغامضة على الناس؛ رغم وضوحها في القرآن الكريم..
فقط لا تستعجلوا.. واعرفوا جيداً بدايات الانحراف عن إسلام الله.


لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الثامن}" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1257
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 22