• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! { الجزء التاسع } .

بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! { الجزء التاسع }


      بداية الانحراف الأول عن الإسلام الأول ..متى كان؟! 

                          { الجزء التاسع }



ومن كره الحق وواجه النبوة في وجهها بالتكذيب والإنكار والعناد؛ يكون أسوأ ممن لم ير في حياته نبياً ولا رسولاً ولم تصله حجة سليمة من التشويه. فالأكثرية الأولى أسوأ من الأكثريات اللاحقة، وخاصة إذا كانت تلك الأكثرية الأولى قد ورثت صفاتها لأكثريات لمسلمين عبر الزمان!

لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الثاني}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الثالث}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الرابع}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الخامس}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء السادس}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول ..متى كان؟! {الجزء السابع}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء الثامن}" على هذا اللرابط «««

قلنا أن أول المؤثرين في فهم الإسلام سلبياً هم قريش؛ وبدأنا بقريش الكافرة، ودراسة أثرهم من جهتين:
الأولى: معرفة صفاتهم من القرآن الكريم (وخاصة الصفات التي في أكثرهم).
الثانية: دراسة أثرهم في المسلمين من القرآن الكريم  (وهذه ستكون صادمة جداً!).
هاتان هما القضيتان اللتان تبحثان لأول مرة تقريباً؛ ولو أحكمنا دراسة قريش كأول مؤثر من المؤثرين سلباً على فهم الإسلام وواقع المسلمين وقلوبهم وعقولهم، لما تخبطنا في بداية الانحراف عن الإسلام؛ ولم نعرف؛ هل بدأ ببني أمية أو سقوط العثمانيين..
ما زلنا في المرحلة الأولى، وهي معرفة حقيقة قريش من القرآن الكريم ، وفرع ذلك ذكر الآيات التي تتحدث عن أكثرية قريش لا بعضها..
آيات الزخرف المكية:
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)} [الزخرف: 74 – 80]
هنا هل المراد قريش أم كفار كل الأمم؟ الظاهر أنه كفار كل الأمم، ولكن يهمنا هنا أن أكثرية قريش مع أكثرية تلك الأمم، أكثريتهم للحق كارهون؛ ثم من كره الحق لا يعينه الله في الإيمان بهذا الحق؛ لأن الهداية لها شروط..
وللتأكيد على أنهم ضمن هذه الأكثرية العامة للأمم، فقد ذكر الله عن قريش الكافرة في سورة المؤمنون المكية بأنهم للحق كارهون أيضاً:
{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)} [المؤمنون: 69 – 71]
فما جزاء من كره الحق؟ هل يوفقه الله للهداية أم يحق عليه القول؟
سبق في سورة يس أن القول قد حق على أكثر قريش بأنهم لن يؤمنوا (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون(؛ وكرر الله هذا المعنى؛ ولكن قريش ( أكثرهم لا يؤمنون)!
والذين يحق عليهم القول لا يؤمنون في الدنيا أبداً، وإنما يستمر كفرهم حتى يروا العذاب الأليم:
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)} [يونس: 96، 97]
نعم؛ قد يسلمون ظاهراً، ويعاملون كمسلمين، لكن الذي يكره الحق لا يوفقه الله لاعتناقه، فلابد من مجاهدة النفس لقبول الحق، ومن كره الحق وواجه النبوة في وجهها بالتكذيب والإنكار والعناد؛ يكون أسوأ ممن لم ير في حياته نبياً ولا رسولاً ولم تصله حجة سليمة من التشويه. فالأكثرية الأولى أسوأ من الأكثريات اللاحقة، وخاصة إذا كانت تلك الأكثرية الأولى قد ورثت صفاتها لأكثريات لمسلمين عبر الزمان! فما ذكره الله عن أكثرية قريش استمر في الأمة، والناس تبع لقريش، مسلمهم الصادق تبع لمسلمهم الصادق؛ وكافرهم الماكر تبع لكافرهم الماكر؛ ومنافقهم تبع لمنافقهم؛ وأكثرهم تبع لأكثرهم..  وهكذا..
فالأكثرية من المسلمين تبع للأكثرية من قريش، واشتراكهم في الصفات أكبر دليل!! اقرأ صفات هذه ألأكثرية القرشية في القرآن، ثم انظروا واقع المسلمين! هل نجت أكثريتهم من صفة واحدة مما اتصفت به أكثرية قريش؟ مثل:
أكثرهم متكبرون؛ أكثرهم للحق كارهون؛ أكثرهم لا يعلمون؛ أكثرهم لا يؤمنون؛ أكثرهم لا يسمعون؛ أكثرهم لا يعقلون؛ أكثرهم ماكرون؛ أكثرهم يكيدون؛ أكثرهم مفتونون؛ أكثرهم يفترون على الله الكذب؛ أكثرهم لا يشكرون؛ أكثرهم معرضون؛ أكثرهم يتبعون الظن؛ أكثرهم يفرحون بما عندهم من العلم؛ أكثرهم لا يعرفون فطرة الله؛ ولا يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون؛ أكثرهم يظنون أنهم أفضل من الأمم السابقة... الخ
كل هذه الأكثريات التي ذكرها الله في حق قريش، هي في أكثرية المسلمين تماماً، فقد استطاعت قريش أن تورثها في أكثريات المسلمين عير القرون، حتى وصلتنا واستشربناها بغرامهم وجاهليتهم وعصبيتهم؛ شربناها هكذا ...كما هي .... بلا أدنى تعديل! واليوم لا ينكر عاقل منصف أننا نشاهد هذه الصفات في المسلمين ليلاً ونهاراً.. فاعطوني صفة في أكثرية قريش ليست في أكثرية المسلمين اليوم! خصلة واحدة فقط!
إذاً....
{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)}؟[القمر: 43]
تصوروا حتى هذه الصفة في قريش وفينا!
إذاً؛ فقد زورت قريش ديننا وورثتنا صفاتها؛ حمّلونا وحملوا إلينا هذا الوزر والتزوير:
{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]
وإذا لم يعقل (أكثر الناس اليوم) هذا الكلام ، فهذا طبيعي؛ فسلفنا من أكثرية قريش أيضاً (أكثرهم لا يعلقون)!
فالله المستعان..


لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {الجزء العاشر}" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29