• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : التعليم مشكلته كبيرة وحلها سهل! .

التعليم مشكلته كبيرة وحلها سهل!



                    التعليم مشكلته كبيرة وحلها سهل!



لن يخسر الله شيئاً بتأخرك عن تغيير ما بنفسك وما ينتج عن ذلك؛ فالله غني عن العالمين؛ أنت من تصنع شقاءك؛ وقد دلك الله على الطريق.
وأنت حر.


لؤي الشريف يعرض الفرق بين التعليم الموجود والتعليم المأمول؛ ودور [تحريم الأسئلة] في إنتاج الشباب الملحد!
شكراً لؤي.

لمشاهدة "لؤي الشريف يعرض الفرق بين التعليم الموجود والتعليم المأمول؛ ودور [تحريم الأسئلة] في إنتاج الشباب الملحد!" على هذا اللرابط «««

التعليم مشكلته كبيرة وحلها سهل؛ لو ركز التعليم على دقة كل لفظة ودلالتها على المعنى لصلح التعليم كله؛ فالانفجار العظيم للجهل يبدأ من هنا!
أعني؛ أن الانفجار العظيم للجهل يبدأ من  إهمال دلالة اللفظة على المدلول؛ فكل ألفاظنا لا تدل على المعاني التي نريد؛ والكبر يمنعنا من الاعتراف.
الواجب على مؤسسات التعليم أن تحفظ وتطور عقل هذا الطالب؛ فحفظ العقل من المقاصد الخمس الكبرى - التي يعترفون بها - حفظ العقل / الدين/ النفس..الخ
عقل الطالب مسؤولية الجهات التعليمية؛ ولكن؛ كيف يحافظ على العقل من لا عقل له؟
المشكلة مركبة؛ فأنت تحتاج لاستعادة عقل المعلم والمؤلف أولاً؛ والكبر يمنع الجميع من التعلم.
الكبر يمنع الأستاذ والمؤلف من التعلم قبل أن يحرم الطالب؛ والكبر وعد شيطاني علني (فبما أغويتني لأغوينهم)؛ أغواه الله بالكبر (أبى واستكبر)؛ فلابد أن يكون من اهتمامات الشيطان الكبرى؛ أن يثبت لله بأن هذا الإنسان سيتكبر أيضاً؛ والكبر مانع لكل خير.
الكبر - نعوذ بالله من الكبر - هو الذي يدفع الجهات التعليمية للتمسك بالجهل وأهله؛ وهو الذي يدفع الأستاذ للتعالم وتوبيخ الطالب؛ وهو المنتج للتخلف.
دلالات الألفاظ هي أول ما يجب أن يتعلمه الطالب؛ ما معنى تفسير/ هجاء/ حديث/ توحيد/ فقه/  معلم / طالب/ مدرسة/ وطن/ مادة/ قلم/ كتابة..الخ؛ لو تعلم الطالب معنى كل لفظ يلفظه لتشكل عقله علمياً؛ لكن تجد الأكاديمي نفسه في التوحيد لا يعلم معنى التوحيد قرآنياً؛ ولا يستطيع تحرير المعنى؛ وكذلك تجد الأكاديمي في الفقه لا يعرف معنى الفقه قرآنياً؛ واللغوي لا يعرف معنى اللغة؛ والمحدث لا يعلم معنى الحديث؛ وهكذا؛ فكيف بمن دونهم؟
حالتنا تمشي هكذا؛ بالبركة والفلوس والأكل والشرب والفهلوة والتطمين والثناءات المتبادلة والألفاظ الفارغة من معانيها؛ والنتيجة ؟
علم الجهل!
حتى الحروف؛ لا نعرف كيف نشأت وكيف كتبت ودلالاتها على المعنى الكامن فيها؛ وهذا درس متقدم.
لكن؛ ألا يسأل أحدنا  نفسه: لماذا ترتيب الحروف هكذا؟
أعني؛ ألا طالب أو معلم يسأل لماذا  الألف في بداية الحروف مثلاً؟ ولماذا بعده الباء؟ وفي كل اللغات تقريباً؟
ألا يثير هذا الفضول بالسؤال؟
وكذلك طريقة النطق؛ مثلاً:
ج ح خ
لماذا نقول جيم حاء خاء؟
لماذا لا نقول مثلاً جيم حيم خيم؟ أو جاء حاء خاء؟
ألا أحد يسأل نفسه لماذا؟
مجرد طرح الأسئلة علم ومعرفة؛ مجرد أن تسأل السؤال فأنت تسهم في إحياء العقل والتفكير والاستشكال؛ وهذا كله يقود للبحث عن الإجابات؛ ولو مستقبلاً.
كذلك نقول في الحروف (ف ق = فاء قاف)؛ لماذا؟
لماذا لا نقول فاء قاء.. أو فاف قاف.. أو فيم قيم كما قلنا جيم؟ وكذا نطق كل الحروف؟
المعارف الكبرى تأتي بعد تواضع؛ أي بعد طرح أسئلة تبدو ساذجة ولا قيمة لها؛ وهنا الفرق بين الشعوب الحية والشعوب الميتة.
الشعوب الميتة متكبرة؛ الشعوب الحية هي نتيجة عقول حية؛ عقول متواضعة، تنظر في ماهيات الأشياء الواضحة؛ تبحث في البدهيات ولا تخجل؛ تستشكل ما يراه  العامة من البدهيات.
لذلك ، فالله بسننه في الخلق، أعطى الشعوب - التي نظنها كافرة - ما لا يعطي الشعوب المسلمة؛ من معرفة وراحة وعيش كريم وحرية وعدالة الخ. يستحقون؛ الله لا يغير ما بقوم - من كرب وبلاء ومسكنة - حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ من كبر وغرور وملعنة؛ سنة الله للجميع.
قال (ما بقوم)؛ أي قوم؛ فلا تخصص ما أطلقه؛ سنن الله في خلقه قوانين صارمة؛ تكبر تهلك؛ ولو بعد حين؛ تتخلف ولو كنت من أغنى أهل الأرض..
لا تعاند سنن الله؛ فهي كالقوانين الرياضية؛ لا تتبدل.
تعليمنا يعاني من الكبر؛ الكبر ينتج النفور من المعرفة؛ ويكره الحقائق التي تكشفه؛ فيؤدلج الطالب على الكبر؛ ثم يكون معلماً ومؤلفاً وداعية؛  وهكذا.
لذلك يقلق ذوو العقول ويرتاح الجهول؛ الجهول يحب أن يعيش كما تعيش الأنعام؛ أكل وشرب وجنس وبس؛ وبلا وجع دماغ.
كلا؛ الإنسان غير؛ مشروع مختلف.
الإنسان يتميز عن المخلوقات بعقله؛ وهذا العقل يحتاج لإشباع معرفي وإجابات عن الأسئلة؛ وهذه الحاجة تنتج سعادته ورفاهيته؛ بل وتحقق إنسانيته.
جهات التعليم لا تعرف معاني المقررات؛ العناوين فقط (توحيد/ تفسير/ فقه/ حديث/ لغة)؛  فكيف نريد منها أن تعلم بقية الألفاظ؟ فكيف تشبع الطالب؟
تخيلوا جهات تعليمية / مؤسسات/ أكاديميون/ مستشارون ..الخ؛ ولا يعرفون معنى لفظة من المعاني الكبرى؛ ولا يحاولون أصلاً!
كارثة بمعنى الكلمة!
خذوا مثالاً؛ مادة التوحيد! ما معنى التوحيد؟
مادة (و ح د) في القرآن واللغة فيما يخص الله، تعني أنه واحد فقط، لا اثنين ولا ثلاثة ولا أكثر؛ هذا فقط هو معنى التوحيد؛ أما الإيمان بالنبوات واليوم الآخر والملائكة... فهذا لا يدخل تحت لفظة التوحيد؛ إنما تحت لفظ آخر؛ يسمى الإيمان؛ وهكذا.
نحن نمشي بالبركة والمال والثناءات والمباني والوسائل ... الخ؛  أما المعرفة؛ العلم؛ الدلالات؛ الحقائق؛  فلا.. وهذه مصيبتنا الأزلية؛ والسبب الكبر.
نحن – لكبرنا - نترفع عن الألفاظ المشهورة؛ كالكبر نفسه؛ نظن أن هذا لفظ قديم كان خاصاً بالكفار؛ أما نحن فلسنا متكبرين؛ وإنما نحن أهل علم وفكر و.. الخ.
المحرمات التي نهى عنها القرآن لم تنته؛ ما زالت موجودة؛ والقرآن حي لم يمت بعد؛ ولكن الكبر يمنعنا من تعلم حقائق الأمور؛ وسنة الله تعمل فينا؛ ثم نستغرب؛ لماذا لم ينصرنا الله؟ لماذا نحن أذلة؟ لماذا ليس منا مخترعون؟ لماذا الظلم والاستبداد ..الخ
طبيعي جداً؛ لأننا متكبرون عن التعلم؛ لأننا نعلم الجهل على أنه علم عظيم؛ نتعلم الكبر على أنه خصوصية؛ نتعلم التفاخر بالإيمان اللفظي؛ نعيش جاهلية مقنعة؛ ونريد أن نكون سادة الدنيا؛ كل ما يهمنا العزة؛ الفخر.
نحن.. أنا خير منه.. الخ؛ هذا الهم الشيطاني هو همومنا؛ لا نعول على عقل ولا نص ولا معرفة ولا نتيجة عملية للعلم والدين.
خذوا أي طالب؛ أي استاذ؛ بل حتى العامي... لا يفكر في الإنسان المسلم كإنسان؛ هو عظيم؛ يفكر في الأمة كلها/ المسلمون/ الصراع/ التفوق الجماعي الخ.
مرض أبليس الأول (الكبر)؛ بثه في أصناف شتى؛ وأدخله للجميع، فلا هم لهم إلا الكبر؛ ولكن لأنهم متكبرون لم يتعلموا معنى الكبر؛ ولا تشعباته وأضراره.
نحن ننتظر من الله أن ينصرنا بدلالنا؛ وهو ينتظر منا أن نغير ما بأنفسنا لنستحق المكافأة في تغيير واقعنا؛ ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلا.
لذلك؛ سنبقى نجني ثمار الكبر، من جهل وتخلف وبغضاء وتنازع  وضعف  وشكوك وتفكك وإلحاد وتفلت وحيرة ..الخ.
ما ظلمنا الله؛ ولكن أنفسنا نظلم؛ فلنعترف.
والكبر أيضاً يمنعنا من الاعتراف؛ لا يمكن للمتكبر أن يعترف أن طريقه ومنهجه خطأ؛ لابد أن يبحث عن أسباب ثانوية؛ وخصوم هنا وهناك؛ ويحملهم المشكلة؛ وبما أنك متكبر؛ ومصر على عدم الاعتراف؛ فأنت تستحق أن تجني نتائج كبرك حتى تشبع؛ ثم تعقل؛ ثم تعود متواضعاً سائلاً الله المخرج.
هذه سنة الله.
بيدك تسريع مخرجك من هذا الجهل والتخلف؛ بالاعتراف ثم التواضع؛ وبيدك إطالة مأساتك وجهلك بالمحافظة على كبرك وغرورك.. والله لا يهدي المتكبرين.
لن يخسر الله شيئاً بتأخرك عن تغيير ما بنفسك وما ينتج عن ذلك؛ فالله غني عن العالمين؛ أنت من تصنع شقاءك؛ وقد دلك الله على الطريق.
وأنت حر.
إذاً؛ فتخلف التعليم هو نتيجة لتخلف المسلمين وغرامهم بالكبر؛ وأنهم أفضل الناس وأعقل الناس وأفهم الناس..الخ؛ فحرمان الطالب من الإجابات طبيعي؛ الطالب حديث عهد بالله وبفطرته؛ فهو يسأل بإلحاح؛ ولكن الطالب لا يعرف أن الشيطان قد سبقه إلى الوالد والأستاذ والمجتمع؛ وشحنهم بالكبر والجهل. لذلك؛ يتفاجأ الطالب بالتناقض بين ما قدم به من عالم الذر - المتفق مع فطرة الإنسان - في التساؤل؛ وما وجده أمامه من تغيير الشيطان للنفس البشرية.
الطفل - ثم الطالب - حديث عهد بربه؛ فيسأل بالفطرة؛ والأستاذه حديث عهد بشيطانه؛ فيكبت بالكبر. والتناقض طبيعي بين فطرة الرحمن وتغيير الشيطان.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1273
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16