• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الثاني - .

ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الثاني -


        ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الثاني -


ولو عقل المكابرون لاكتفوا بالنص، ثم اكتفوا بالإمام علي وحده، وهنا نؤكد على أن الطرف الآخر الباغي (فئة معاوية الذين يعظمه السلفيون) ليس معهم بدري ولا رضواني، ومن ألطف ما سمعته من أحد النواصب بنجد- ممن يحب يزيد والحجاج ومعاوية- وكنت أعدد له من شهد مع علي من أهل بدر قوله (علي وحده يكفي لا يحتاج أن تذكر معه أحد)! فأعجبتني كلمته، فلله دره من ناصببي منصف!



"للاطلاع على موضوع (علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد، مرة أخرى! - إجمال -)" على هذا اللرابط «««


"للاطلاع على موضوع (ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الأول-)" على هذا اللرابط «««


سرد الروايات في شهود الصحابة مع علي:
الروايات والشواهد القوية على كثرة أهل بدر والرضوان مع علي:
1- رواية سعيد بن جبير: في تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 454 ] وقال سعيد بن جبير : كان مع علي يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار وأربعمائة ممن شهدوا بيعة الرضوان، رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد (والسند صحيح، وقد ذكره خليفة في تاريخه).
2- رواية السدي: وقال المطلب بن زياد عن السدي: شهد مع علي يوم الجمل مائة وثلاثون بدريا وسبعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا مرسل إلا أنه يسير في ضوء روايات صحيحة موصولة.. وستأتي.
3- رواية عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي: وفي تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 467 ] بسند صحيح: قال عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن جعفر أظنه ابن أبي المغيرة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : شهدنا مع علي ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون رجلا منهم عمار.(قلت السند كاملاً عند خليفة - تاريخ خليفة بن خياط [ جزء 1 - صفحة 46 ] حدثنا أبو غسان قال : نا عبد السلام بن حرب بالإسناد والمتن سواء).
4- رواية الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: وفي البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 255 ] قال أبو إسرائيل عن الحكم بن عتيبة: وكان في جيشه (يعني علياً) ثمانون بدريا ومائة وخمسون ممن بايع تحت الشجرة رواه ابن ديزيل..، والحكم بن عتيبة يروي الخبر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، وقد شهدها مع أبيه، وهذه الرواية أزعجت علماء الشاميين، فحاولوا تضعيفها، فقد روى جماعة عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه حدثنا أمية بن خالد قال لشعبة : إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : قال شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا، فقال (أي شعبة): كذب أبو شيبة والله لقد ذاكرنا الحكم في ذلك فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت..اهـ
قلت: ابو شيبة ليس كاذباً بل الكاذب من زعم أنه لم يشهدها إلا خزيمة بن ثابت ، وشعبة أكبر من أن يقول هذا القول في أبي شيبة، وكذا أحمد هو أورع من تصديق هذا، فقد روى في مسنده أن أبا فضالة بدري وأنه شهد مع علي صفين.. وهذا الخبر - تكذيب شعبة لأبي شيبة - معلول، وأتهم به أمية بن خالد (بصري سلطاني لا يؤتمن على حديث شعبة ولم يكن أحمد يحمده)، أو عبد الله بن أحمد، في حملته على أهل الرأي، وقد كان أبو شيبة قاضياً بواسط وهو جد آل أبي شيبة .. ثم أبو شيبة لم ينفرد عن الحكم بهذه الرواية
5- فقد روى الحاكم - المستدرك على الصحيحين - (ج 10 / ص 358)- من طريقين: ثنا الخضر بن أبان الهاشمي ، ثنا علي بن قادم ، ثنا أبو إسرائيل ، عن الحكم قال : « شهد مع علي صفين ثمانون بدريا ، وخمسون ومائتان ممن بايع تحت الشجرة » اهـ
6- وعند ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب - (ج 1 / ص 81)... عن أبي الحسن المدائني أن أبا الحسن ابن أبي نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا جرير بن حازم عن يونس بن خباب قال: شهد مع علي بن أبي طالب يوم صفين ثمانون بدرياً..اهـ ،
7- وعنده أيضاً - بغية الطلب في تاريخ حلب - (ج 1 / ص 81)- ..من طريق أبي علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن الطيبي قال: حدثنا أبو إسحق الكسائي قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سليمان - قال: حدثنا محمد بن عميرة النخعي قال: حدثنا أبو إسرائيل العبسي عن الحكم بن عتيبة قال: شهد صفين مع علي رضي الله عنه ثمانون بدرياً..الخ).
8- وكذا في - التدوين في أخبار قزوين - (ج 1 / ص 68)- حدث أبو الحسن القطان في كتابه الطوالات قال: ثنا محمد بن أبي الوزير القزويني ثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم ثنا محمد بن حسان ثنا أسباط ومالك بن إسماعيل عن أبي إسرائيل عن الحكم قال: شهد مع علي رضي الله عنه ثمانون بدرياً ...الخ).
9- وروى نحو هذه الرواية (سبعين بدرياً) يحي بن سليمان الجعفي شيخ البخاري بسند قال عنه محمد العربي التباني أنه قوي (راجع تحذير العبقري والتقوية منه ولم أطلع على الإسناد).
10- وفي تاريخ دمشق [ جزء 19 - صفحة 442 ] بسنده عن بعض علماء التابعين: محمد بن علي الباقر، ومحمد بن المطلب، وزيد بن حسن قالوا : شهد مع علي بن أبي طالب في حربه من أصحاب بدر سبعون رجلا وشهد معه ممن بايع تحت الشجرة سبع مائة رجل فيما لا يحصى من أصحاب رسول الله ص - وشهد معه من التابعين ثلاثة بلغنا أن رسول الله ص - شهد لهم بالجنة أويس القرني وزيد بن صوحان وجندب الخير فأما أويس القرني فقتل في الرجالة يوم صفين وأما زيد بن صوحان فقتل يوم الجمل،اهـ
وهذه الأخبار فيها الموصول والمرسل القوي وهي أقوى من روايات الفتوح وأقوى من كثير من روايات المغازي والسير، فما بالهم يقبلون أخبار السير والمغازي والفتوح وليس في كثير منها هذه القوة وشهود بعضها لبعض.
11- وكان علماء أهل البيت مهتمين بأسماء من شهد مع علي من باب حفظ حقوقهم في الذكر والثناء الحسن على الأقل، ففي تاريخ دمشق - (ج 16 / ص 53) من طريق الأجلح بن عبد الله الكندي قال سمعت زيد بن علي وعبد الله بن الحسن (المحض) وجعفر الصادق ومحمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية) يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم، كلهم ذكره عن آبائه وعن من أدرك من أهله ... الخ).
12- وذكر الخطيب في تاريخه إسناده عنهم أكثر من مرة في من شهد مع علي، وكذلك ابن أبي رافع مولى النبي (ص)، له كتاب في تسمية أصحاب أمير المؤمنين وروى من طريقه أهل التراجم كثيراً، ومنهم الطبراني في الكبير :حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ضرار بن صرد قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه في تسمية من شهد مع علي... الخ)، وهي طريق متماسكة رغم تضعيف أهل الحديث لمثل هذه الروايات كعادة كثير منهم فالنصب فيهم فاشٍ بسبب أثر السلطات والتنشئة، والناس على دين ملوكهم.
13- وعند ذكر قتلى صفين نقل ابن كثير - البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 275 ]- وكان في أهل العراق خمسة وعشرون بدريا..اهـ قلت: يعني من الشهداء فقط..
14- ونحوه الذهبي في تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 466 ] إلا أنه استدرك بقوله (ثوير متروك) .. قلت: كلا ليس بمتروك إلا مذهبياً..وقد وثقه بعضهم وروى عنه أئمة مثل شعبة، ولم ينقم عليه إلا التشيع – كما قال الحاكم- ولروايته شواهد صحيحة..
15- وعند خليفة شيخ البخاري - تاريخ خليفة بن خياط [ جزء 1 - صفحة 42 ] بسند صحيح وهو نا أبو غسان (وهو مالك بن إسماعيل النهدي) قال : نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري كان مع علي يوم الجمل ثماني مائة من الأنصار وأربعة مائة ممن شهد بيعة الرضوان) اهـ..
قلت أهل الرضوان كانوا ألف وأربعمائة، فهؤلاء أكثر من النصف، وكان أكثرهم قد مات، والتحق بعلي بعد الجمل من التحق من أهل الكوفة والحجاز.. فالروايات يدعم بعضها بعضاً.. وليس كما ذكر المتعصبون والنواصب أنه لم يشهد صفين مع علي إلا خزيمة ..
بل هناك آخرون بالغوا وزعموا بأنه شهد مع علي مئتان وأربعون بدرياً... ولم نأخذ بهذا وإن كانت أكثر قبولاً عقلاً وإسناداً.. لأننا نريد المعلومة فقط، وليس التكثر بصحابة ولا تابعين، فالنص يكفي، وإنما نريد أن نوقف هؤلاء الذين يستغفلون العامة ويزعمون بأن الصحابة اعتزلوا الفتنة ولم يحاربوا مع علي، وجهلوا أن وقوف الصحابة مع علي ضد معاوية أكثر من وقوفهم في الفتوح ضد كسرى وقيصر – وبيننا وبينهم تراجم أهل بدر والرضوان- وهؤلاء الأموية المتدثرة بالسلفية يقولونها نصرة لمعاوية الذي لم يكن معه صحابي- بالمعنى الشرعي- وخذلاناً منهم للإمام علي لأنه يتمنون أن يكون وحده بلا نصير ولا ظهير، فلذلك سلبوا منه المناصرين من أهل بدر كما سلبوا منه النصوص من قبل، وما زال النصب متفشياً في السلفية للأسف مع أن فيهم من أنصف في هذا الموضوع كالشيخ ابن باز رحمه الله.
16- فقد روى الحاكم في المستدرك [ جزء 4 - صفحة 486 ] بسند صحيح قال: أخبرني محمد بن علي الصنعاني بمكة حرسها الله تعالى ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : ثارت الفتنة و أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة آلاف لم يخف فيها منهم إلا أربعون رجلا، وقف مع علي مائتان و بضعة و أربعون رجلا من أهل بدر فيهم أبو أيوب و سهل بن حنيف و عمار بن ياسر)..اهـ،
قلت: وهذه الرواية وإن كان إسنادها صحيحاً إلا أنها منكرة وهي مدمجة من روايتين، الأولى المقصود منها فتنة مقتل عثمان أن الصحابة اعتزلوا فيها ولم يخف منهم أربعون، والثانية أنه وقف مع علي 240 صحابي من أهل بدر،..
وكأن هناك تصحيفاً في كلمة (بضعة) وأن صوابها تسعة أو سبعة، بحيث تكون :
ووقف مع علي مئتان أي من الصحابة من غير أهل بدر وبضعة وأربعون من أهل بدر، أو تكون الواو في (وأربعون) ابتدائية.. أو تكون ابتدائية في (وبضعة( .. ؛ على أن ابن سيرين كان منحرفاً عن علي ولن يقول هذا القول - أعني لم يكن من المرحبين بكثرة الصحابة مع علي؛ فهو من التيار الأموي -..
وأما روايته بأن فتنة عثمان لم يشهدها أحد إلا أربعون أو ثلاثون، فيقصد الثورة على عثمان.. وكذلك كثير من الروايات في اعتزال الصحابة الفتنة إنما يراد بها فتنة الثورة على عثمان في الغالب، ولإثبات هذا تفصيل طويل..
ولكن النواصب أظهروا كأن كل الصحابة مع عثمان ثم كلهم اعتزل الجهاد مع علي .. وهذه من كبار شبهاتهم التي صرفوا بها أتباعهم عن اتباع النصوص إلى ما يدعون من مواقف الصحابة..
والصواب والاعتدال هنا أنه شهد صفين مع علي نحو ثمانين بدرياً أو أكثر بما لا يزيد عن المئة، أو أقل بما لا ينقص عن الخمسين، وليس على قول من يقول شهد مع علي (مئتان وأربعون بدرياً) ولا من يقول لم يشهدها إلا (بدري واحد)!..مع ملاحظة اختلاف الناس في أسماء البدريين كثيراً، من حيث الشهود والوفاة، وللفتنة أثرها في هذا الاختلاف! فقد طمس بنو أمية وثقافتهم ما استطاعوا طمسه من أخبار أهل بدر لأنهم شهدوا صفين مع علي ضد زعميهم معاوية ، بل وصل بالسلفية إلى اتهام بعض أهل بدر بالفسق والنفاق والجهالة لمناصرتهم الإمام علي كما فعلوا مع مدلاج بن عمرو السلمي وغيره – وقد نفصل هذا- .
ولو عقل المكابرون لاكتفوا بالنص، ثم اكتفوا بالإمام علي وحده، وهنا نؤكد على أن الطرف الآخر الباغي (فئة معاوية الذين يعظمه السلفيون) ليس معهم بدري ولا رضواني، ومن ألطف ما سمعته من أحد النواصب بنجد- ممن يحب يزيد والحجاج ومعاوية- وكنت أعدد له من شهد مع علي من أهل بدر قوله (علي وحده يكفي لا يحتاج أن تذكر معه أحد)! فأعجبتني كلمته، فلله دره من ناصببي منصف، إلا أنه وزملاؤه يظهرون للناس أن الصحابة افترقوا قسمين، قسم مع علي وقسم مع معاوية! ودخلوا من باب الثناء على صحبة الطلقاء للطعن في صحبة أهل بدر، وأن الواجب تسليم قتلة عثمان وأن علياً حماهم واستعملهم ... وهكذا يرددون أقوال معاوية تماماً، لا يلتفتون معها لنص صحيح ولا بيعة شرعية ولا سابقة بدري ولا فقه في المسألة ، ولا خدعة القميص، ولا إهدار الصحابة للدماء في الفتنة ومنها دم عثمان = أعني عدم الأخذ بالدماء في الفتن (راجع قتال أهل البغي في الأم للشافعي)...

يتبع

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1349
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29