• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ترتيب العقل الوطني! .

ترتيب العقل الوطني!


                      ترتيب العقل الوطني!


الحرية - مرحلياً - يجب أن تنضبط بالمعلومة الصحيحة؛ ثم في مرحلة لاحقة يمكن التخلي عن هذا الشرط، لأن الحرية المنضبطة تكون قد سادت ولا تلتفت لغيرها.
أي مشروع جبار مفتاحة الحرية والشفافية؛ والاستفادة من المعلومة؛ ولو كانت من عدو أمرط؛ ونبذ الإنشائية؛ ولو صدرت من محب مفرط.
الحرية هي المفتاح.

العقل الوطني غير مرتب؛ وهذا عائق كبير سيعرقل كل إصلاح.
لماذا (العقل الوطني) غير مرتب؟ ولماذا العقل الوطني لا يعرف المشتركات - في الغالب - أو لا يعترف بها؟
وعندما أقول (العقل الوطني)؛ هو ذلك العقل الجماعي -لا الجمعي - للشعب السعودي.
بمعنى؛ لو تقوم باستفتاء الشعب السعودي؛ ماذا يريد؟ فهل ستجدهم يجتمعون على مشترك واحد؟ وإن اتفقوا في اللفظ  - وهذا بعيد - اختلفوا في المعنى. غير الاستفتاء.. لو تعطيهم (النظام الأساسي للحكم) ليفسروه؛ ستجد كل  تيار يجعل (النظام) له؛ لا للوطن ولا المواطنين؛ العزلة الشعورية غالبة.
هذا العقل الوطني غير مرتب؛ بسبب المذهب الذي نظنه ديناً؛ ولن يتم ترتيبه إلا بالدين الذي نظنه مذهباً؛ أي مشتركات الدين العامة (العالمية أيضاً).
المذهب الذي نطنه ديناً تجد فيه العداوة والبغضاء والفرقة والانعزالية؛ والدين الذي نظنه مذهباً تجد فيه الصدق والعدل والمحبة والسلام والمعرفة؛ المذهب الذي نظنه ديناً لا يعترف بالآخر، ولا يقبل منه إلا الموت أو الأذى الدائم؛ والدين الذي نظنه مذهباً يجمع الناس ويترك الفصل ليوم الفصل.
العقل الوطني تشظى بسبب الضخ المذهبي المغلوط، الذي أشعر المتلقي بأنه أطهر الناس وأزكاهم عقلاً وديناً؛ مع احتقار ومعاداة المواطن المختلف.
ترتيب العقل الوطني ممكن، ولكن  يجب أن يكون بالعلم مع التواضع؛ لأنه إذا شعر المواطن بأنه يستطيع أن يستغني عن أخيه المواطن، فأين الوطن هنا؟
الدين الذي نظنه مذهباً هو دين العقل والمساواة والحرية ..الخ؛ هذه الأمور الكبرى (العقل - الحرية - المسواة..الخ) نظنها مذاهب مادية كفرية. بينما هذه الخصال من ركائز الإسلام الأول (المهجور)؛ ولطول الهجران وتوفر البديل المذهبي أصبحنا نظن العقلانية - مثلاً - مذهباً ضالاً!
وكذلك المساواة والتآخي والسلام، نظنها مذهباً ماسويناً كفرياً بسبب تكدس عداوة الآخر وشرعنتها؛ فالمذهب أوجد لنا دين ظل طارداً لكل تفاهم. وكذلك الظن بأنه لا يمكن أن يكون للمسلمين إلا دولة واحدة؛ وأن تعدد الدول جاهلية؛ وينسون أن النبي كانت له دولته وللنجاشي المسلم دولته. عظمة الإسلام في بساطته: صدق؛ عدل؛ إنسانية؛ إطعام يتيم ومسكين؛ إيمان بالله واليوم الآخر؛ الدخول في السلم كافة؛ تطهير الذات؛ تواضع؛ بر والِدَين.. الخ؛ وكل من أراد (تصعيب هذا الإسلام) وأدخل فيه عُقَد العقائد وتاريخ الصحابة وفتاوى التسلط ..الخ؛ فقد قلب الإسلام رأساً على عقب، وأفسده بهذا.
ترتيب العقل الوطني لا يكون إلا بما شظاه؛ شظاه الدين – البشري - ولن يكون إعادة ترتيبه إلا بالدين الإلهي؛ والأخلاق العالمية دين إلهي محض = فطرة؛ فطرة الله التي فطر الناس عليها، فيها حب الخير للناس؛ فيها الصدق والأمانة والعدل والعقل والتقوى والشكر - بمعانيها القرآنية التي يجب بعثها .
الله كرر القيم العليا - الوصايا العشر في كل الكتب السماوية -  لأنه يعلم أنها الركائز والمطالب الأساسية من هذا الإنسان. لكن المتكبر يزايد. من ظن أنه بشواذه الفكرية وتشدداته - مع مخالفته ما كرره الله - سيكون أكثر تديناً؛ فقد استحوذ عليه الشيطان وزين له سوء عمله فرآه حسناً.
من تعبد بالخصومة وشيدها بالغش والكذب والقسوة؛ ونفر من التعبد بالصدق والعدل والرحمة؛ فكيف لمثل هذا أن يكون هذا متديناً؟
هنا صلاحنا وفسادنا.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1363
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18