• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : التشويش على أهل البيت - ألجزء الاوّل .

التشويش على أهل البيت - ألجزء الاوّل


                  التشويش على أهل البيت!
                          ألجزء الاوّل


شوش الشيطان على العقل حتى أصبح العقل مسبة وبدعة عند أكثر المسلمين.
شوش على كرامة الإنسان وحقوقه وواجباته ومسؤولياته؛ حتى لا يعرف الإنسان ما هي وظيفته على هذه الأرض؛ وما الحكمة في خلقه؛ وكيف يؤدي واجباته..

جاء في الموسوعة العربية :
التشويش : brouillage اضطراب طبيعي أو عَرَضي أو متعمَّد يقود إلى إضعاف رسالة مبثوثة! أوالإساءة إلى وضوحها إساءة بالغة بحيث يتعذر فهمها. اهـ
هذا بالضبط ما فعله الشيطان، فقد أضعف رسالة أهل البيت، وأساء إليها إساءة بالغة، حتى يكاد يتعذر على الناس فهم (أهل البيت) وفهم رسالتهم والابتلاء بهم واتباع نورهم الذي يقودك إلى مصادر النور الأخرى .. فلابد للشيطان أن يشوش على هذا النور، وسيبذل جهده للتشوش على المحب والمبغض على حد سواء، بل لعله إن خلص من المبغض جعل كل جهده على المحب، أقول ربما..
مقدمة ضرورية:
ولكن تعالوا لمقدمة ضرورية تحدثت عنها كثيراً، ولابد من التأكيد عليها ـ لنفهم في آخر ألأمر كيف شوش الشيطان على هذا النور. وسأبدأ من الواضحانت جداً، التي لا يخالف فيها مسلم.
فمن المسلّم به - نظرياً على الأقل - أن الشيطان عدو آدم وذريته، ومن الطبيعي أن يكون أكبر همه هو التشويش على كل مصدر نور لعدوه - آدم وذريته  - والواقع شاهد، فقد شوش الشيطان على القرآن الكريم بالتأويلات الفاسدة و بالروايات والأحاديث المفتعلة حتى هُجر القرآن الكريم ولم يعد المسلمون يعولون عليه في معرفة هدى ولا ضلالة إلا من رحم ربك.
وشوش الشيطان - ومن تبعه - على النبوات والأنبياء حتى أصبح أتباع الأديان هم أكثر أمم الأرض تباغضاً وتعادياً وتقاتلاً.. ونُسِبت إلى ألأنبياء القبائح التي جعلها الشيطان قدوة للمجرمين {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) } [الأعراف: 30]
وشوش على أتباع الأنبياء السائرين على نهجهم؛ حتى قتلوا تحت كل حجر ومدر، بالسيف والسم ، ثم تقاذفتهم المذاهب وضاعت سيرتهم الأولى بين محب مضطهد ومبغض مستبد (وسنشرح هذه الجزئية).
وشوش الشيطان على العقل حتى أصبح العقل مسبة وبدعة عند أكثر المسلمين.
شوش على كرامة الإنسان وحقوقه وواجباته ومسؤولياته؛ حتى لا يعرف الإنسان ما هي وظيفته على هذه الأرض؛ وما الحكمة في خلقه؛ وكيف يؤدي واجباته..
وشوش على الفؤاد (الضمير)؛ حتى أصبح كثير من المسلمين متوحشاً يذبح باسم الله ويهد البيوت على ساكنيها باسم الله - هكذا بلغ حقد الشيطان على بني آدم وما منحه الله من دفائن الفطرة والضمير – وهكذا..
حالة ضياع عامة يعيش فيها هذا الإنسان، ويهمنا هنا المسلم، فالشيطان حريص على التشويش على المسلم أكثر من حرصه على التشويش على أي إنسان آخر، لأن هذا المسلم مؤهل أكثر من غيره، لفهم القصة كلها ، فجعله الشيطان أضيع خلق الله بتشويشه على مصادر النور كلها التي كان يمكن بوضوح ويسر أن تقوده إلى تحقيق الوظائف الأساسية (الغايات الكبرى) التي من أجلها خق الله الإنسان وفطر الفطرة ومنح العقل وأنزل الكتب وبعث الأنبياء وملأ بالآيات الأنفس والآفاق.
ولذلك؛ فأول خطوة من خطوات الإنسان في استعادة مصادر النور؛ التي شوش عليها الشيطان، هو أن يعرف قصة الشيطان ومنهجه ومشروعه وأوليائه، أن يصدق المؤمن ربه بأن الشيطان له عدو، والعدو له صفات معروفة، فلا يريد لك الخير ، والشيطان أخطر من كل الأعداء الذين تتخيلهم، (هو أخطر على المسلم من عدوه الكافر فضلاً عن أخيه المسلم)، لأنه ليس عدواً محسوساً، ليس عدو مواجهة، بل عدو متخفٍ، عدو مكر وتلبيس وتشويش وخداع ومكر وتأسيس مشروع كبير - فيها التكتيك والاستراتيجية - مع خبرة طويلة وأولياء متبعون ومشاركة له في ألأموال والأولاد والوعود ..الخ
قصة كبيرة جداً جداً! قصة لا يستطيع الإنسان تفكيكها إلا إذا استعان بجميع مصادر الأنوار التي منحها الله له، من فطرة وعقل وقرآن وآيات وأنبياء وأهل استقامة حقيقية لا متوهمة ..الخ.
قصة الشيطان واضحة جداً - في القرآن الكريم - بمشروعه وأوليائه وتلبيسه ..الخ؛ يكفي أن اسمه (أبليس) لتتنبه على خطورة (التلبيس)؛ وتستعد لها بكل ما آتاك الله من أسلحة المواجهة.
تشويش الشيطان على نفسه: إلا أن الشيطان نفسه قد شوش على خطورته وعلى هذه الحقائق الخطيرة؛ حتى ظن أكثر الناس أن الشيطان من أصغر ألأعداء، وأن أخاك المسلم هو عدوك ألأكبر! شوش الشيطان حتى على خطورته التي ذكرها الله؛ شوش على كونه العدو الأساسي؛ وشوش على أن له أولياء؛ وسلط أولياءه لتضليل الناس عن معاداته ومعاداة أوليائه إلى معاداة أولياء الله.
سنة الله افهمها: ومن حكمة الله أنه سمح له باتخاذ من أطاع الشيطان واتبعه ليكون من أوليائه لا من أولياء الله، فالله أهبط الشيطان وآدم إلى الأرض {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [البقرة: 36]
هذه سنة الله فيك أيها الإنسان، فلا تنسَ؛ أنت أهبطك الله إلى الأرض عدواً للشيطان؛ وأهبطه عدواً لك ليتم الفرز وتمييز الخبيث من الطيب واقعاً، وإلا فالله يعلم من الأزل ، من عالم الذر، الذرات الخبيثة والذرات الطيبة (النفوس الخبيثة والنفوس الطيبة). إلا أن تحقق ذلك واقعاً فيه الحجة عليك، أما لو صرف النفوس الخبيثة إلى النار والنفوس الطيبة إلى الجنة من البداية، لاحتجت النفوس الخبيثة وقالت: بأي ذنب؟ ولماذا لا تتيح لنا فرصة.؟ لماذا لا تختبرنا ..الخ.
كانت هذه مقدمة ؛ وسأشرح في حلقة - أو حلقات - لاحقة؛ كيف تم التشويش على أهل البيت (آل محمد) عند السنة والشيعة على حد سواء، وكيف استطاع أن يشوش على (حقيقة آل محمد) إلى حد كبير، وإن كان التشويش على المحب أقل من التشويش على المبغض، مثلما التشويش على المقبل على القرآن أخف من التشويش على النافر منه، لكن التشويش حاصل للأسف، لأن الإنسان أهمل تحذير الله من عدة أعداء تحيط بهذا الإنسان، كالشيطان والهوى والطمع والعجلة والجهل ..الخ.


لمطالعة "التشويش على أهل البيت - ألجزء الثاني" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1370
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29