• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الإصلاح بين عائلة يزيد وعائلة عبد الزهراء! - تعليق على سيلفي .

الإصلاح بين عائلة يزيد وعائلة عبد الزهراء! - تعليق على سيلفي


              الإصلاح بين عائلة يزيد وعائلة عبد الزهراء!
                          - تعليق على سيلفي -


الحلقة نقلت الواقع الذي قد يخالف ما نسمعه في القنوات والمنابر الخطابية، يعني؛ كأنه يقول للغلاة: أنتم تكذبون فيما تنقلون عما داخل البيوت..! وهذا سيسبب هجمة من الغلاة ليثبتوا أن ما يرونه في الخطابات هو مطبق في كل بيت! مع أن الحلقة قد تناقضت في تسجيلها ألأحقاد المتبادلة..!


أولاً: أشكر الأخ الصديق ناصر القصبي، وفريق البرنامج، على هذه الحلقة الطريفة التي تحاول علاج الواقع الفكري السني الشيعي، وأغراقه في التفاصيل مع أهماله المشتركات.
.
ثانياً: لا إشكال في اسم يزيد ولا اسم عبد الزهراء، فيزيد اسم عربي وقد تسمى به بعض الشيعة (ومن راجع تراجمهم؛ وخاصة الشيعة الأولى؛ فيها اسم يزيد بكثرة(.
وكذلك؛ لا إشكال في اسم عبد الزهراء؛ أو عبد الرسول؛ أو عبد الحسين، لأنه لا يعني سوى الخادم، ومن منا لا يتمنى أنه كان خادماً لرسول الله ؟ وقد أثبت الله هذه العبودية - بمعنى الخدمة في كتابه تعالى  {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)}[النور: 32]؛ فكلمة (عبادكم) هذه؛ مثبة؛ ولا إشكال فيها، وعليها؛ يجوز تسمية عبد فلان؛ بمعنى الخادم..
ثالثاً: العائلات السنية والشيعية مطالبة بالمشتركات قبل الاختلافات، كقائمة الإيمانيات وقائمة الواجبات وقائمة المحرمات، ففيها كفاية.
قائمة الإيمانيات؛ مثل: الإيمان بالله واليوم الآخر والنبوات والملائكة والجنة والنار ..الخ؛ وكذلك الأسماء الحسنى وخشية الله ومراقبته ..الخ.
وقائمة الواجبات والشعائر؛ مثل: الصدق والعدل والصلاة والصبر والصوم والحج وبر الوالدين والتقوى ... الخ.
وقائمة المحرمات؛ مثل: الكذب والظلم والكبر وقتل النفس والعقوق والزنا والسرقة والبغي والإفساد في الأرض..الخ.
فالمشتركات بين السنة والشيعة أشمل وأقوى بكثير مما يتصورون.
نعم؛ هناك اختلافات ليست بين السنة والشيعة فحسب؛ بل بين الشيعة أنفسهم وبين السنة أنفسهم؛ والغلاة؛ أوالمعتدلون من الطرفين؛ موجودون...
والواجب الانتباه لما كرره الله وحث عليه من الواجبات؛ واجتنتاب ما كرر الله التحذير منه والنهي عنه. ثم بعد ذلك؛ يفتح المجال في الاختلافات التفصيلية؛ كالاختلاف في الصفات وعدالة الصحابة من عدمها، وعصمة أهل البيت من عدمها، والتاريخ وأخبار الفتن والملاحم... فهذه الأمور ليست أهم من ألأمور التي كثف الله الأمر بها أو النهي عنها..
وبهذا يمكن الإصلاح بين العوائل التي يختلف أفرادها؛  حتى لو كان الاختلاف سنياً سنياً أو شيعياً شيعياً؛ فاسم الإسلام يشمل الجميع؛ كما أن أوامر الله ونواهية تلزم الجميع.
والحلقة صححت كثيراً من الصور النمطية عن الشيعة والسنة عند بعضهم البعض.. والتفريق بين اعتقاد حاد واعتقاد دون، وأغلبية واقلية، وفعل وردة فعل..الخ. كما نقلت الواقع الذي قد يخالف ما نسمعه في القنوات والمنابر الخطابية، يعني؛ كأنه يقول للغلاة: أنتم تكذبون فيما تنقلون عما داخل البيوت..! وهذا سيسبب هجمة من الغلاة ليثبتوا أن ما يرونه في الخطابات هو مطبق في كل بيت! مع أن الحلقة قد تناقضت في تسجيلها ألأحقاد المتبادلة..
وللأمانة؛ لا أظن هذه في أغلبية السنة ولا الشيعة.. مع أن ظني أن الأحقاد في أهل السنة أكثر؛ وخاصة السلفية. لكن؛ الحلقة فضلت المساواة.. حتى لا تدخل في تفاصيل التفاصيل.
أعجبني الابنان في نهاية الحلقة..
الخلاصة:
أرى النظر إلى إيجابيات الحلقة، من حيث تنبيهها على بعض السلبيات في الخطاب السني والشيعي، وتقبل الخلقة بصدر رحب، والانتباه للمشتركات المهجورة، والتساهل في التفاصيل. والفائز هو من يقبل النقد الذاتي؛ فيصلح نفسه ويدعو للتغيير الإيجابي، ويصحح ..والخاسر من اقتصر على التحلي بالألقاب وتمسك بالشكوك والأوهام وتمنى على الله الأماني بأنه من أحسن الخلق.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1394
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28