• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الثالث عشر .

لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الثالث عشر


                    لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟
                          الجزء الثالث عشر


ومن الآيات يتضح الأمر بأنهم تجبروا وظلموا وبطروا بسبب ذلك القانون (خلق الأولين) الذي قد يسميه القرآن الكريم (طاغوتاً) فالطاغوت ما طغى عليك من قوانين البشر التي تصدك عن سبيل التقوى!


لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة" لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الثاني" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الثالث" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الرابع" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الخامس" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء السادس" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء السابع" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الثامن" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء التاسع" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء العاشر" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الحادي عشر" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الثاني عشر" على هذا اللرابط «««


                                - هود وقومه عاد -
نبي الله هود عليه السلام، من الأنبياء المتقدمين، فهو في الفترة ما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام، أي قبل إبراهيم بمدة طويلة، بل هو أول نبي ذكره الله بعد نوح، وبعده صالح، وأنبياء آخرون، ثم إبراهيم عليه السلام، .. وقد بعثه الله إلى قوم (عاد) بألأحقاف بحضرموت .
وقد سرد القرآن قصة هود مع قومه (عاد) في ثلاثة مواضع ..-  في سور الأعراف وهود والشعراء- سنسرد هذه المواضع الثلاث الموسعة ونتلمس سبب كفر قوم عاد، وأن هذا السبب، هو واحد تقريباً من يوم قال إبليس (أنا خير منه)؛ فهو الكبر وفروعه، الذي لم يحذر منه المسلمون؛ فوقعوا فيما وقعت فيه الأمم السابقة شبراً بشبر، ولم يستفيدوا مما قصه الله عليهم من أدواء الأمم وأمراضها.
الموضع الأول: في سورة الأعراف:
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71( فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)} [الأعراف: ]
الفوائد:
1- قوله (أفلا تتقون) يفيد أنهم يعتدون ويظلمون، لأن التقوى ضد الاعتداء، والاعتداء أو الظلم والتجبر، منبعه الكبر ، والكبر علة العلل، وبها سيرفضون نبوة هود كما سيتبين.
2- قولهم (إنا نراك في سفاهة) دليل على الكبر، فهم يطعنون في شخصه ويتركون حجته.
3- قول هود عليه السلام (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ) يدل على أن سبب عجبهم هو أن الرسول رجل منهم، وليس ملكاً من الملائكة؛ أو لم يكلمهم الله جهرة، فالكبر يدفع به الشيطان في قلوب بني آدم لينظروا إلى الشخص لا الحجة، ويشترطوا بعث ملائكة أو أشياء عظيمة لإشباع كبرهم وغرورهم.
4- قولهم: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا) هنا يستغربون، واستغرابهم الاستنكاري، دليل على تكبرهم وتفضيلهم العوائد والقوانين التي اخترعوها (الطاغوت) على الحجة والبرهان، فالشيطان يزين للناس التمسك بما عليه الآباء ولو عارض الدليل والحجة والعقل والضمير والنظر..
5- قول هود : (أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) هو ديدن كل الضالين، يقدمون (الأسماء) ويجادلون فيها ، فإن وافقتهم على (الأسماء) وأضفتها إلى الله؛ تبعوك؛ وإن تركتها تركوك، إيمانهم مشروط بتلك الأسماء، ولو أنها أسماء أنزل الله بها سلطاناً (كالأنبياء مثلاً) لهان الأمر، لكن ما أنزل الله بها من سلطان، أي ما فرضها الله عليهم.
الموضع الثاني : في سورة هود:
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53( إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)  وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)} [هود]
الفوائد:
-1تضيف هذه الآيات أمراً مهماً، وهو أن تلك الأسماء لم تكن أصناماً، كان آلهة من البشر أنهم الجبابرة المعاندين، فكان هؤلاء الأسماء من الجبارين سبب جحودهم ومعصيتهم (...جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) .
2- وإذا كانت تلك (الأسماء) هي أصنام أو حجارة، فعبادتهم لها كان بعد عبادة (كل جبار عنيد) فالجبابرة هم الذين دلوهم عليها فأطاعوهم، وليس هناك عبادة لأصنام إلا وقد سبقتها عبادة للأشخاص الدالين عليها، فعبادة الأشخاص هي الأصل وليس عبادة الأصنام.
الموضع الثالث: سورة الشعراء:
[color=497418]{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)  وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}
[الشعراء]
الفوائد:
1- أخبروا بأن فعلهم هو (خلق الأولين) فهم يتبعون الأولين ويسيرون على أمثلتهم وعاداتهم وقوانينهم وعقائدهم.. الخ. فلذلك تجبروا وظلموا ..
2- ومن الآيات يتضح الأمر بأنهم تجبروا وظلموا وبطروا بسبب ذلك القانون (خلق الأولين) الذي قد يسميه القرآن الكريم (طاغوتاً) فالطاغوت ما طغى عليك من قوانين البشر التي تصدك عن سبيل التقوى.
هذه تقريباً أبرز الفوائد، وستتكرر بعد قوم هود عليه السلام، كما تكررت قبله.
شهركم مبارك.



لمطالعة "لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الرابع عشر" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1410
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29