• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أنا وعدنان إبراهيم؛ هل نقود الناس للتشيع كما يقول ياسر الحبيب؟! .

أنا وعدنان إبراهيم؛ هل نقود الناس للتشيع كما يقول ياسر الحبيب؟!


أنا وعدنان إبراهيم؛ هل نقود الناس للتشيع كما يقول ياسر الحبيب؟!


المهم؛ ماذا نقول نحن، لا ما يقال عنا من غلاة شيعة أو غلاة سنة؛ اقرءوا وخذوا منا الحق إن وجدتموه ، واتركوا ما ترونه من خطأ أو باطل. حتى الشيعة والسلفية؛ خذوا ما تجدون عندهم من حق؛ واتركوا ما ترون أنه باطل.
منهجنا اقرأ بصدق وابحث بصدق وحكم ضميرك وعقلك واستعن بالله.

انتشر مقطع للشيخ ياسر الحبيب - وهو من غلاة الرافضة حسب اعترافه - يقول فيها؛ أنني؛ أنا وعدنان إبراهيم؛ ندفع الشباب السني إلى نصف الطريق إلى التشيع، بل؛ أنا شخصياً أوصل الناس إلى ثلاثة أرباع الطريق... ودعا إلى ترك الناس يصفقون لنا، لأنه في الأخير جمهورنا سيتشيع..
وانتشر هذا المقطع عند غلاة السلفية الذين يكذّبون ياسر الحبيب في كل شيء إلا هذا المقطع!
وعلى كل حال: أقول عن نفسي - فيما أعلمه عنها - لابد من بيان أمور:
أولاً: عن نفسي شخصياً؛ فأنا أبحث عن المعلومات الصحيحة بعيداً عن مراقبة المذاهب، وإنما أحاول بقدر المستطاع أن أراقب ضميري أثناء البحث، للوصول إلى المعلومة الصحيحة شهادة لله؛ لا لسنة ولا شيعة.
ثم بعد ذلك؛ هذه المعلومات قد يستفيد منها السنة في إثبات إنصافهم؛ وقد يستفيد منها الشيعة في إثبات بعض الحقوق التي ينازع فيها بعض السنة؛ لا كلهم، فالمعلومة قد تبقي السني في سنيته المعتدلة المحبة لأهل بيت النبوة؛ المتبرئة من الظلم ألأموي ونحوه - وما أكثر السنة في هذا المستوى من السنة-  وقد تدفع بعض السنة المستعجلين إلى التشيع على طريقة الشيخ ياسر الحبيب؛ أو أقل من ذلك، وقد نستطيع اختراق الوسط الشيعي - وهذا يحصل وعندي اعترافات - فتدفع بعض الشيعة إلى التسنن المعتدل - على طريقتنا - إذا علموا أن بعض السنة مثلنا في هذا الإنصاف، فالاحتمالات مفتوحة على كل اتجاه.
مثلما غلاة السلفية قد يدفعون السني للتشيع عندما يلحظون منهم تنقص أهل البيت والدفاع عن ظالميهم - حتى أعتى ظلمة بني أمية يدافع عنهم بعض شيوخ السلفية الكبار؛ والشواهد يعرفها الجميع-  وهؤلاء أيضاً قد يدفعون المتشيع المعتدل للغلو؛ وبغض السنة؛ وهكذا.. فالاحتمالات مفتوحة هنا أيضاً..
ولعل قنوات الفتنة - كوصال وصفا وشيوخهما - هم أبرز من شد العصب الشيعي، وظنوا أن أهل السنة كلهم بهذا النصب والجفاف تجاه أل بيت النبي صلوات الله عليه وآله، فهم يدعون من فوق المنابر إلى إبادة الشيعة،
ومهاجمة المستشفيات؛ وقتل النساء والأطفال؛ والتفجير؛ والمقاطع كثيرة في هذا الموضوع. وتأثر بهم بعض الشباب السني؛ وانضموا إلى داعش؛ ونفذوا الوصايا والفتاوى..
كما قد ينجح غلاة السلفية في دفع بعض الشيعة للعجلة والتمسلف المغالي؛ كما فعلوا مع حسين المؤيد؛ الذي لا يفهمه سني ولا شيعي ..مقابلات ومفطحات وكلمات فخمة وعلم أجوف..
إذاً؛ فالاحتمالات مفتوحة أيضاً.
ثانياً: لست مسؤولاً - كشخص - عن سوء فهم سني ولا شيعي، حتى لو تسنن الشيعي أو تشيع السني، كل هذا ليس مسؤوليتي، يهمني أن أقدم المعلومة التي أراها صحيحة، ومن مصادر سنية بحتة-  فالمصادر الشيعية قليلة ولا أعرف منهجها في الجرح والتعديل إلا بقدر ضئيل جداً - فالبحوث التي أقدمها سنية؛ والسنة واسعة جداً، فيها المحب لأهل بيت النبوة المنصف لهم، وفيها المبغض المنحرف عنهم؛ فيها السني العلوي والسني الأموي والسني الوسط..
والمهم؛ أنه يجب التأكيد أن السنة ليست محصورة في من يحب بني أمية وينحرف عن بيت النبوة - كما يريد البعض - السنة خليط واسع جداً ، من عباد بن يعقوب الواجني شيخ البخاري إلى معاصره الجوزجاني، ومن النسائي السني المحب للإمام علي إلى ابن تيمية المنحرف عنه..
وكذلك الشيعة؛ هم طيف واسع جداً؛ من مكفر الخلفاء كياسر الحبيب؛ إلى المترضي عنهم؛ كبعض علماء الشيعة؛ كفضل الله وغيره؛ بل يمتد التشيع إلى بعض النواصب؛ كحسين المؤيد وبعض آل الخالصي، فهؤلاء شيعة من حيث المذهب العملي؛ وإن كانوا نواصب من حيث العقيدة.
ثالثاً: أؤيد حرية التمذهب بعلم وبحث وإنصاف ، ولا أرى المذهبية - لكنني بالضرورة سني المولد والنشأة والتعليم والمصادر-  وأرفض منهج اللعن والتكفير والاتهام بالنفاق - إلا في حدود ضيقة جداً؛ وبعد عرض البراهين - فكل السنة والشيعة مسلمون ، وأرفض بشدة استحلال الدماء وحروب الفتن بين السنة والشيعة، وأدين كل من قتل مسالماً أو أفتى باستباحة دم المسالم المخالف أو إهدار حق من حقوقه؛ سواء كان مسلماً أو غير مسلم، ولا أرى قتال أحد إلا المعتدي؛ وفق قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) ويتفرع من المعتدي المحارب والباغي بشروطهم الشرعية.
رابعاً: الإنصاف ليس حجة على المنصف ، حتى لو تأثر به بعض المستمعين سلباً، فمثلاً؛ لو أن مسلماً ألف كتاباً في خصائص عيسى ومريم عليهما السلام؛ وتنصر بسببه بعض المسلمين؛ فليس هذا حجة لترك الثناء على عيسى وأمه عليهما السلام. فلو أتى أحد النصارى وقال:  فلان يدفع شباب المسلمين للمسيحية؛ وأوصلهم إلى نصف الطريق، فلن يكون كلامه حجة في وجوب ترك الثناء على عيسى عليه السلام؛ وحبه والتعبد بذكر خصائصه؛ والإنكار على من ظلمه... ومن أنكر هذا من المسلمين تأثراً بقول ذلك المسيحي، يكون أحمق؛ لا معيار له إلا الخصومة والتحريض.
أنت راقب المعلومة وانصر الحقيقة فقط؛ ولا يهمك رأي المسلمين إذا غضبوا ولا المسيحيين إذا فرحوا... والمساحة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين تسمح؛ بل توجب؛ محبة عيسى وأمه عليهما السلام؛ والبراءة ممن ظلهم أو كذّبهم أو حاول قتلهم..الخ؛ وإحياء المساحات المشتركة بين المسلمين وغيرهم واجب معرفي وأخلاقي، ومن باب أولى إحياء المساحات المشتركة بين المسلمين.
خامساً: ممكن جداً أن تسهم أبحاثنا أنا أو عدنان إبراهيم أو غيرنا في تحول بعض السنة إلى شيعة، ممكن جداً، ولكن بسبب غلاة السلفية بالدرجة الأولى؛ وذلك من وجهين؛ وهما:
الوجه ألأول: أنهم يكتمون على أتباعهم فضائل أهل البيت وخصائصهم، وينفخون في خصومهم إلى الغاية، فعندما يقوم بعض الباحثين؛ سنة أو شيعة، بكشف مخبوء الحق، فهنا تحصل الصدمة، ويتفاجأ الشباب بهذه الخيانة العلمية الصادرة ممن كانوا يثقون فيهم من الغلاة االنواصب المندسين في أهل السنة؛ والذين قد يوهمون الشباب أنهم يمثلون السنة، وهم لا يمثلون إلا النصب المتدثر برداء السنة الواسع. وهنا؛ من الطبيعي أن يشك فيهم الشباب، ثم يذهبون إلى المزيد من الاكتشافات التي يرونها مذهلة وخطيرة.. ولذيذة.. ثم تتوفر عندهم نفسيات قلقة تشك في كل سني؛ وتثق في أي شيعي..
فسبب تشيع من تشيع يتحملها في نهاية الأمر الغلاة النواصب المندسون على السنة؛ وليس منصفو السنة، لأنهم؛ لو لم يكتموا ما تفاجأ شبابهم؛ ولا شكوا في أمانتهم.
الوجه الثاني:  دفاع غلاة السلفية المبالغ فيه عن الذين ظلموا أهل بيت رسول الله، وإحياء تراث غلاتهم دعم الفصل بين سنة النسة ونواصب السنة، مع نشر مقولات النواصب البشعة في حق أهل البيت نكاية في الشيعة، ومدح ظالميهم نكاية في الشيعة أيضاً، يسبب نتيجة عكسية عند بعض الشباب السني، إضافة إلى أن الفطرة السليمة مازالت موجودة عند شباب السنة، فهم يحبون محمداً وأله، ويبغضون الظالمين؛ ولا يقبلون بالنصب إذا زاد عن حده الطوباوي، فالفطرة السليمة لا تقبل بالنصب حتى لو ادعى أنه سنة! فلا تقبل بالدفاع عن الظالم والتستر على جرائمه، فعندما يكتشف الشباب السني صحة ما نسب إلى الظالمين من مظالم، كلعن أهل البيت على المنابر؛ أو قتل أهل بدر؛ أو استباحة المدينة؛ أو هدم الكعبة؛ أو ما هو أبلغ من ذلك من تنقص رسول الله وتفضيل ملوك بني أمية عليه... أو محاولة بعض الطلقاء وغيرهم اغتيال رسول الله ..الخ؛ إذا اكتشفوا هذا؛ فمن الطبيعي أن يتفاجؤوا جداً ويقولون: لماذا علماؤنا ما يكشفون لنا هذه الأمور العظام؟ لماذا ما يبينون لنا؟ ..لماذا يدافعون عن فلان وفلان الخ
أسئلة لا تجد لها جواباً داخل التيار، وإنما تواجه بالقمع والإرهاب؛ وبهذا؛ يبدؤون في الشك المضاد؛ ويظنون أن السنة كلهم نواصب؛ كشيوخ الفتنة المعروفين، وهذا مما يدفع شباب السنة للتشيع أحياناً؛ والحل هنا أن على الحريصين على أهل السنة المسارعة في البراءة من تلك المظالم والظالمين
وإيقاف النواصب عند حدهم، أو؛ على الأقل؛ السماح بمناظرتهم من سنة معتدلين؛ يكشفون لهم أن ما هم عليه هو نصب وليس سنة، ويبينون أن السنة لا يكرهون الحق والصدق؛ ولا يحبون الظلم والكذب.
مشكلة الشاب السني هنا، أنه عندما يكتشف الكذب والخداع؛ تكون ردة فعله عنيفة جداً، قد يتحول إلى غلو مضاد.
إذاً ، فالحل ليس في منع منصفي السنة من الإنصاف والعرفة والصدق؛ إنما الحل في دعوة الظالمين إلى العودة للعدل؛ والكاذبين إلى الصدق؛ وفصل النواصب عن أهل السنة حتى لا يشوشوا على منهج السنة = سنة النص؛ لا سنة النصب والتطرف والأحقاد والدعشنة..
فنواصب السنة محرضون على أمرين فقط:
إما التفلت؛ سواء بالتشيع أو العلمانية أو غير ذلك كردة فعل.
أو البقاء في الدعشنة مع نصب!
لا خيار آخر ..
أما المستمعون لي أو لعدنان إبراهيم ومن يشبهنا؛ فلن تجدوا منهم مفجراً
ولا قاتلاً لأبويه ولا ابن عمه، ولا مدني ولا عسكري،، ولا منكراً لحقوق المواطنة في أي بلد، ولا عائقاً للتنمية، ولا ماكراً مخادعاً، ولا منخرطاً في تنظيم سري ولا علني..
واضحون كالشمس.
إلا أننا قد نكتم ما لا يحتمله العامة فقط؛ من حقائق سنية أصبحت من الغرائب بسبب توسع خطابات الغلاة الفارغة التي شكلت لهم جمهوراً نافراً من كل حق جديد، جمهوراً فاقداً للحس النقدي والبحثي.
والخلاصة:
لا يهمني تقييم الشيعة ولا السنة، يهمنا الشهادة لله ما أمكن.. فياسر الحبيب وقناته تصفني بالبكري (يعني الناصبي)؛ وكذلك تصف عدنان إبراهيم؛ وكذلك أحد شيوخهم ( الشيخ الشيعي عبد الحليم الغزي يقول عني أنا وعدنان) أننا أخطر من النواصب.. كما أن في الشيعة من يحسن القول فينا أيضاً؛ وكذلك حال السنة؛ معتدلهم يثني علينا؛ ومتطرفهم يذمنا.. ورضا الناس غاية لا تدرك؛ ومراقبتها شرك خفي.. ومازال الناس مختلفين إلا ما رحم ربك..
والمهم؛ أن نراقب الله لا البشر، ولا نتتبع أقوالهم فينا، فهي لا تنتهي من جميع الأطراف.
المهم؛ أن نوظف المشتركات، وننصر الحقوق؛ وننشر السلام؛ ونشجع التعايش؛ والحوار والبحث، ونحترم القناعات الفكرية؛  وننكر التعديات السلوكية ..الخ.
بقي أن أقول: أني أنا وأخي د عدنان إبراهيم لسنا متفقين في كل شيء؛ إنما بيننا المشتركات الكبرى السابقة؛ مع محبة وتقدير ..الخ؛ لكن؛ قد نختلف في التفاصيل في أشياء كثيرة؛ وهو أكثر اعتدالاً مني؛ مع سلاسة ولطف وتأله وتعبد وعرفان، وهو أوسع علماً فيما يخص الثقافات العلمية والإنسانية؛ لكني أعمق منه فيما يخص جوانب التاريخ المتقدم والثقافة الحديثية والعوامل المؤثرة فيها، والحركة الوهابية ومناهج التعليم المحلية ونحو ذلك.. وأعلم ما لا يعلم من الأسرار الأولى التي حرفت الإسلام عن غاياته العليا (غايات القرآن الكريم)؛ ولذلك؛ أنبه على خطورة المشروع الشيطاني والثقافة النفاقية أكثر مما ينبه، فهي المفتاح الإيماني والعلمي والتاريخي لاكتشاف تحول الإسلام من الإسلام الإلهي للإسلام البشري.
ومع أننا مظلومان من غلاة الفريقين؛ سنة وشيعة؛ إلا أنه من الظلم أن يتهم أخي عدنان بما أتهم به أنا، هو تراجع كثيراً عن حدته وتصرحاته السابقة.. وما زلت أنا أزداد يقيناً .. و ربما تطرفاً فيه-  ولكن التطرف هنا إيجابي ثقافي فقط؛ وبدلائل مقنعة جداً إن شاء الله - ولم أظهر كل ما اكتشفته لإيماني بأن المشتركات أهم في التأكيد عليها وبثها-  ولي في حذيفة بن اليمان أسوة في بعض الكتمان، فقد كان يقول: (لو أخبركم بكل ما أعلم لكذبني ثلاثة أثلاثكم)!
الخلاصة:
انا وأخي عدنان إبراهيم - رغم اختلافنا في التفاصيل - دعاة معرفة لا دعاة مذاهب؛ دعاة مشتركات وغايات وخطوط عامة عريضة؛ دعاة عقل وبحث وتعايش وحريات وسلم اجتماعي ووطني وإقليمي وأممي وإنساني؛ وهو مظلوم أكثر مني ..
أما الشيعة الغلاة؛ كالشيخ ياسر الحبيب والشيخ الغزي؛ فليقولوا ما يشاءون، سواء اتهمونا بالدعوة للتشيع أو أننا بكريون أو أخطر من النواصب..
نعم؛ تقييمنا الخاص وقراءتنا الخاصة للتاريخ ورموزه قد لا تتفق مع سنة ولا شيعة، ولكن؛ لعل اعتدالنا اخترق الوسط الشيعي؛ مما جعل غلاة الشيعة يحذرون منا ويحرضون علينا، مرة بأننا ندعو للتشيع، ومرة أخرى بأننا بكريون أخطر على جمهورهم من النواصب.
وليكن ..
لا يهم.
المهم؛ ماذا نقول نحن، لا ما يقال عنا من غلاة شيعة أو غلاة سنة؛ اقرءوا وخذوا منا الحق إن وجدتموه ، واتركوا ما ترونه من خطأ أو باطل. حتى الشيعة والسلفية؛ خذوا ما تجدون عندهم من حق؛ واتركوا ما ترون أنه باطل.
منهجنا اقرأ بصدق وابحث بصدق وحكم ضميرك وعقلك واستعن بالله.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1418
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29