• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بمناسبة العيد ذكريات الشيخ حسن المالكي مع إخوانه! .

بمناسبة العيد ذكريات الشيخ حسن المالكي مع إخوانه!


        بمناسبة العيد ذكريات الشيخ حسن المالكي مع إخوانه!           


هذا الإنسان مسكين.. مهما كابر وتظاهر بالسمت العام، إلا أنه يبقى فيه روح طفل تشده إلى أيام الصبا، تهزه في الخلوات ويتناساها في البدوات..
أنا اليوم أسمعها وأنا بعيد عن عيد بلدتي ومدارج الصبا؛ أسمعها في الرياض - لظروف المولودة الجديدة وأمها - فأحببت أن أفضفض لمن يفهمني من هنا..

لأول مرة أطلب ممن يسمع الموسيقى.. شاركوني هنا!
انظروا ديرة الصبا مع سماع ما كنت أسمعه فيها!


للإستماع الى "لله مايحويه هذا المقام - محمد مرشد ناجي" على هذا اللرابط «««

http://www.3rbz.com/uploads/fb69361f88071.jpg
http://www.3rbz.com/uploads/2f38b2f9261f1.jpg

قبل ثلاثين سنة؛ كانت تسكني تلك الأغنية التراثية (لله ما يحويه هذا المقام) لعميد الفن اليمني محمد مرشد ناجي ، أيام الأعياد، في الديرة.
كنت أسمعها وأنا أتراءى أبي وأمي وأخواني وأخواتي وأترابي؛ كنت أسمعها مع شعود بوجودهم في مكان ما؛ فمات الوالدان وتشتت الأخوان وتغير الأصدقاء..
هذا الإنسان مسكين.. مهما كابر وتظاهر بالسمت العام، إلا أنه يبقى فيه روح طفل تشده إلى أيام الصبا، تهزه في الخلوات ويتناساها في البدوات..
أنا اليوم أسمعها وأنا بعيد عن عيد بلدتي ومدارج الصبا؛ أسمعها في الرياض - لظروف المولودة الجديدة وأمها - فأحببت أن أفضفض لمن يفهمني من هنا..
هنا سر في هذا الماضي؛ أهمها اجتماع العائلة؛ وسر أيضاً في تلك الأغاني التراثية اليمنية التي كنا نصطحبها معنا في الرعي والزراعة والليل والسمر..
أعرف أن البعض يريد مني أن أبقى كما يتخيل؛
صاحب دين وعلم؛ عليه سيماء أهل العبادة والورع التام؛ لكن؛ هذه صورة مزيفة؛ وتختطف نفسي مني؛ لا أريدها..
أسمع الغناء وأتوسع في المباحات؛ وعندي معاصٍ؛ وأسأل الله المغفرة؛ ولا أخشى من الموسيقى والغناء، فأنا لا أرى حرمتهما؛ وإنما أخشى على نفسي غيرهما..
يجب أن تظهر كما أنت؛ نعم؛ التستر؛ إنما هو عما تتفق معهم فيه أنه معصية؛ وليس عما ترى أنت أنه حلال؛ فالتمظهر قاتل؛ وهو صورة مزيفة تعطيها لنفسك؛ أستعد إنسانيتك؛ كن كما أنت؛ تواضع واعترف؛ احزن وافرح وتذكر؛ افعل ما تراه مباحاً ولو استعظمه الناس؛ بهذا تسهم في تخفيف النفاق والمظهريات الزائفة..
ما وجدت فائدة للأغاني أكبر من ربطها لك بوطنك وعائلتك؛ الأغاني - وخاصة التراثية - تزرع فيك الوفاء مهما طال الدهر؛ وتميط عنك التمظهر بالكمال..
لا أجد أكثر حثاً على الروابط العائلية وأنساً للمغترب؛ وربطهم بمواطن الصبا؛ من أغاني التراث اليمني وبعض أغاني التراث اللبناني؛ تهذب النفوس..
الجيل الحالي لا أحب أن أظلمه ...لكن كثر عليه الغث والسمين؛ ولذلك؛ لا يستطيع تأمل أغاني التراث القديم والعيش معها كما نعيش نحن؛ وسأذكر مثالين:
مثال (1)
تراثي شامي : مقطع من رائعة وديع الصافي : "على الله تعود"؛ أتحداك تسمعها ولا تحن لأهلك ووطنك؛ هنا فائدة الغناء:


للإستماع الى "موال على الله تعود - وديع الصافي" على هذا اللرابط «««

مثال (2)
دار الفلك، للفنان اليمني محمد مرشد ناجي - كلمات المحضار - لن يسمع مغترب مثل هذا إلا وخالطه الوفاء والحنين:


للإستماع الى "المرشدي محمد مرشد ناجي - و عزمت السفر دار الفلك دار" على هذا اللرابط «««

وللفنان المرشدي،  أغاني أخرى؛ مثل؛ زمان الصبا ويا ساري البرق ودعوة الأوطان؛ لكنه مظلوم من التلفزيون اليمني من ايام الرئيس صالح إلى ايام الحوثي؛ وقد شارك المرشدي فنانون آخرون يمنيون ابدعوا في مواساة المغتربين؛ مثل فيصل علوي وأبو بكر سالم وأيوب طارش، واختص الأخير بهذا اللون..
أمثلة:
وهذا فيصل علوي  في رائعة من روائعه؛ اسمعوا هذا الاكتناز من الحزن النبيل في هذا اللحن التراثي الأصيل:


للإستماع الى "فيصل علوي - يا غايب و زاد الفراق - جلسة نادرة مرة -" على هذا اللرابط «««

هذا الإنسان قلب أولاً؛ لسان الفتى نصف ونصف فؤاده .. فلم يبق إلا صورة الحم والدم! وكل غناء ساعد هذا القلب ليكون أكثر رقة ووفاءً فهو حسن.
نسيت أن أتحدث لنفسي هذا العيد؛ فكنت بحكم قرب بني مالك من اليمن وتشابهنا معم في االبيئة؛ والتضاريس والأنشطة؛ فقد تأثر جيلي بالفن اليمني كثيراً؛ وكان للإذاعة اليمنية دور في تشكيل الحسن الفني - إن صح التعبير - واليمن غنائية عبر التاريخ، للغربة والمزراع والرعي والحصاد وحفلات الزواج الخ؛ وهذا طبيعي؛ فالناس في الحجاز كانوا أقرب إلى مصر وتراثها الفني؛ والمنطقة الشرقية أقرب إلى ثقافة الخليج عامة وأغاني البحر؛ وكذا في البلاد الأخرى..
أذكر أنه في عام 1393هـ تقريباً - عمري يومها نحو 6 سنوات - رأيت الراديو ولأول مرة، مع ضيف (طارش) اسمه أحمد؛ ثم توالى بعد ذلك رؤية المذياع؛ وكانت إذاعة صنعاء هي الأكثر سماعاً؛ ثم اشترى إخواني الكبار راديوهات - وكان من يمتلك راديو تلك الأيام وجيهاً في المجتمع - وبدأنا نسمع الغناء..
كانت إذاعة المملكة لا تصفي بالنهار؛ ولا إذاعة عدن؛ ولا نحب الأخبار والوقار؛ أطفال نحب الغناء فقط؛ وكانت إذاعة صنعاء تبث لرواد الغناء اليمني؛ وكانت أول اغنية حفظها الجيل كله تقريباً هي أغنية : خطر غصن القنا، للفنان علي الآنسي؛ كانت في غاية الجمال؛ اسمعوها هنا:


للإستماع الى "علي بن علي الانسي خطر غصن القنا ـ الاصلية" على هذا اللرابط «««

كنا نسمعها ولا نمل منها؛ وكان لخالي علي عامل يمني اسمه شعبان، جميل الصوت، يصدح بهذه الإغنية حسب ما يطلبونها منه؛ حتى وهو يسوق الحمير..
دنيا !
وأيضاً كان لجارنا موسى عامل يمني اسمه (جربوش)؛ وكان أخواني الكبار يدعونه لزيارتنا بسبب راديو كان معه؛ وما زلت أذكر الغطاء الزهري للراديو للآن..
الراديو تلك الأيام - قبل التلفزيون بعشر سنين - كان مصدر علم الكبار بالشأن الخارجي، وإلا لم أكن أتصور أنا شخصياً فلسطين إلا في عيبان بلغازي؛ وكنا نسمع من الكبار أحياناً أسماء لا نفهمها مثل: جمال عبد الناصر.. فيصل.. أمريكا.. السلال.. فلسطين..
كنا نهتم باللعب والغناء فقط؛ كان الفنان اليمني أيوب طارش هو الذي اكتسح جيلي؛ فما من صبي ولا شاب ولا كهل ولا بنت إلا وهم يعرفون أيوب طارش، ثم عرفنا غيره فيما بعد.
أما الأغاني؛ فسمعنا مثل (خطر غصن القنا) للآنسي؛ لكن؛ نعرف الأغنية ولا تعرف صاحبها؛ لكن أيوب طارش توالت علينا أشرطته ذات الأغاني التي تناسبنا؛ ومازلت أذكر العامل شعبان (عامل خالي) وهو يصدح بأغنية (واحبيب) لأيوب، عند عارض القفيلة؛ بعد أن طلبه إخواني؛ وهي هذه:


للإستماع الى "وا حبيب وا حبيب - ايوب طارش - ( أصوات يمانية )" على هذا اللرابط «««

بعد ذلك؛ بدأ يستقر في أذهان الناس أسماء فنانين آخرين كالحارثي والآنسي والسنيدار ؛ مع أنهم أقدم من أيوب، ثم المرشدي؛ مع أنه أقدم من الجميع.. ثم سمعنا بالفنانين السعوديين / محمد عبده وطلال مداح من ابن جارنا (سالم جبران)؛ فسمعنا  من أشرطته مقادير؛ وبعض أغاني محمد عبده القديمة ...
ثم بدأنا عبر المذياع - وليس الأشرطة - نسمع بأسماء أخرى عربية، مثل سميرة توفيق - وكان لها شعبية - وصباح وناظم الغزالي وأم كلثوم وفيروز الخ؛ ثم بعد أن كبرنا قليلاً وأصبحنا شباباً؛ توزعنا تشجيع الفنانين؛ فالأكثرون مع أيوب طارش؛ واخترت أنا محمد مرشد ناجي؛ وما زال فناني المفضل  إلى اليوم.. ولكن شقيقي الأكبر (عبد الله) كان عجيباً هنا؛ يتنقل من فنان لآخر، ولا يسمع لآخر حتى ينهي سماع أغاني الفنان السابق كلها ويعيش معه سنوات.. فبدأ بأيوب طارش سنوات؛ ثم أحمد السنيدار  مثلها؛ ثم المرشدي؛ ثم الآنسي الخ؛ ثم الحارثي.. واستقر عند الحارثي إلى اليوم؛ لكنه عرفنا على الخريطة كلها.
أما أخي أحمد (وهو زميل دراسة)؛ فذهب إلى أم كلثوم؛ لكنه هجر الغناء؛ فأسمعته عبر الهاتف  مرة مقطعاً من (أنت عمري) لأم كلثوم؛ فأقسم لي أنه بكى!
أما أخي الأكبر جابر (متقاعد) فهو موسوعة؛ إحساس كاملة؛ وهو الأخ الوحيد الذي أتفق معه في بث الذكرى وسماع أغاني الصبا؛ وهو إنسان بمعنى الكلمة..
يقول أخي جابر؛ كنت في بيتي  في الديرة  ليلاً؛ فسمعت طرب عود في بيت مهجور  في نيد الضفير، فذهبت إليهم؛ فإذا هم شباب معهم؛ فأخفوا العود؛ أخفوا العود لعظم لحيته - لحية أخي جابر تشبه لحية عبد الرسول سياف - فدعاهم إلى الطرب؛ واختار لهم ما لا يعرفوه من التراث؛ وهم يعزفون؛ فكانت ليلة!
أخي جابر يشبهني كثيراً؛ يحب الماضي على أي حال؛ يحب  في الديرة كل الذكريات؛ التراب والزرع والأمطار والمواشي والغبرة والبعوض والحر والبرد  الخ..
أخي جابر أيضاً متعبد؛ حنون جداً، على القريب والبعيد؛ وعلى الإنسان والحيوان؛ دائم البسمة؛ مزيج من كل شيء جميل! وكان في صباه خداعاً محتالاً.
أخونا الأكبر يحيى؛ كان أول من اشترى مذياعاً؛ لكنه رجل قرش ورصيد بالحلال؛ وليس رجل سماع طرب؛ إلا إذا صادف؛ يحب الحياة السريعة؛ ويخاصم في مد من شعير.
حفظ الله إخواني جميعاً؛ وهم يعرفون أني أنكت عليهم؛ وبيني وبينهم من الأنس والذكرى والتقدير ما لا أظنه لغيرنا.. والحمد لله.
هذه بركة الوالد؛ أخواتي لم أخالط كبارهن؛ لكن اللاتي في سني أو أكبر قليلاً أو أصغر قليلاً؛ كن يسمعن توحة وابتسام لطفي ونبات أحمد وسميرة توفيق؛ ولأيوب أيضاً..
طبعاً الأخوات أكثر رقة؛ فاتجهن للتدين الشائع؛ بعكسنا الرجال؛ فما زلنا نسمع؛ إلا أخي أحمد؛ فيه وهابية ما! ههه
لكنا نسمعهن بعض المحفوظات فيتأثرن؛ وقبل فترة أسمعت الأخوات  - في قروب العائلة (تسجيلات في شريط - عام 1399هـ) - وفيه أهداء الوالدة وأهدائهن لأختي عافية في تبوك؛ فكانت قصة
وهي:
الشريط كان فيه بعض الأغاني التي كنّ هنّ يسمعنها يومئذ؛ فكان الانسجام والتأثر بليغاً بالأغاني..
كانت هذه حيلة مني لتخفيف وطأة الثقافة السائدة؛ وقالت لي بعضهن أن محبة بعضنا ازداد تبعد سماع هذه الأجواء كلها؛ وشعرنَ بأنني أرجعتهن لتلك ألأيام.
ما أوحش الوعظ الذي يجردك من الإحساس والحنين!
إخواني وأخواتي - من زوجة أبي الأخيرة - لم أعش معهم؛ للأسف؛ بسبب الغربة للدراسة والتدريس، فليعذروني إذا اقتصرت على الذكريات القديمة؛ لكن؛ الذي أعرفه عن الأخوين الأصغرين (محمد وعايض)؛ أنهما أيوبيان = أيوب طارش؛ أما الأخوات الصغار؛ فالظاهر لي أنهم مع الشيلات وأناشيد بداية؛ ومع ذلك؛ أحب تخفيف الثقافة عن طريق المزح؛ أتهم بعضهن بالداعشية مزحاً وتعليماً؛ ويتهمنني بأني مع الحوثي  ههههه ؛ والمزح اللطيف لذيذ؛ وفيه أنس..
طبعاً نمزح بما لا أقوله هنا؛ أي؛ قد أعترف من باب المزح أني حوثي لأسحبهم للاعتراف بأنهن مع عرعور ههههه؛  لكنهن ينكرن؛ وقلوبهن طيبة؛ لكن؛ وصال شغالة.
طبعاً؛ وصيتي لكل أسرة؛ أن يكون أفرادها متحابين يعذر بعضهم بعضاً؛ وأن يبتعد - غير الحكيم - عن الجدل السياسي والمذهبي؛ فالمزح كالملح؛ أفضله أقله؛ فحق الرحم عند الله عظيم.
صل أفراد أسرتك؛ فحقوقهم عليك عظيمة؛ واترك لهم حق الاختيار في سماع غناء من عدمه؛ أو اعتناق فكرة من عدمها؛ إلا التطرف؛ حاول..

يتبع,,

لمتابعة الحوار؛ الانتقال الى:" في بيتك داعشي?! كيف تتحاور معه!?" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1436
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19