• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : فتنة (الدنيا) بما فيها من دنيا مادية ودنيا معنوية! .

فتنة (الدنيا) بما فيها من دنيا مادية ودنيا معنوية!


      فتنة (الدنيا) بما فيها من دنيا مادية ودنيا معنوية!


بعض آيات الدنيا !

1- {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } [البقرة: 200]
2- { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)} [البقرة]
3- { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)} [البقرة]
آية خطيرة؛ فاحذر أن تكون من الذين كفروا (بمعناه الواسع = النسبي).
4- { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) } [آل عمران]
5- { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ  ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)} [آل عمران]
هذا تقسيم إلهي للصحابة أيام النبوة؛ فتنة الدنيا قديمة.
6- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} [آل عمران]
فلا تغتر... لا تغتر.
7- { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)} [النساء:]
"فبئس المتجر مع الله أن ترى الدنيا لنفسك ثمناً".
- الإمام علي -
8- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)} [النساء]
تكفير دنيوي!
9- {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)}؟ [النساء]
دفاع دنيوي!
10 - { وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}[الأنعام]
هذا لسان حال لا لفظ (وأسروا قولكم أو اجهروا به).
11-{وما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخرَةُ خَيْرٌ لِلّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)} [الأنعام]
12- { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚوَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ(70)} [الأنعام]
أي اتخذوا الدين دنيا.. قارن مع 11.
13-{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130)} [الأنعام]
الكفر النسبي!
14- {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ(51)} [الأعراف]
تدبر.
15- {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} [يونس]
16- { فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(23)} [يونس]
البغي متعة.
17- {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)ْْْ} [يونس]
صف النعم.
18- { قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)} [يونس]
الافتراء متعة دنيا.
19- { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)} [يونس]
لا تغتر؛ هي دنيا.
20 أ- { مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)} [هود]
21- {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)} [الرعد]
لا تجعل الدنيا عوضاً لك عن الآخرة.

22- {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(26)} [إبراهيم]
23- { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} [إبراهيم]
آية عظيمة؛ تدبروها.
24- { ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)} [النحل]
25-{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (45)} [ألكهف]
26- {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [ألكهف]
27-{ قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)} [طه]
28- {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)} [الحج]
29- {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُون (60)} [ألقصص]
30- {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ(61)}؟ [ألقصص]
31-أ{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ
ب- (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)} [القصص]
32 أ - {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُون
ب- (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عظيمٍ (79)وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [ألقصص]
33- {وقال إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
الآوثات هنا أشخاص.
أكمل الآية... (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ()}[/color] [العنكبوت]
هؤلاء أشخاص لا أحجار.
34-{وَمَا هَذِهِ الْحياةُ الدّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)} [ألعنكبوت]
و
35- { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)} [الروم]
حتى الدنيا؛ يعلمون منها ظاهراً فقط.
36 أ- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ
ب- وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ فلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحياةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33)} [لقمان]
37 أ- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور
ب- إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} [فاطر]
38- أ{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} [الزمر]
فاصبروا  على أطماعكم... وأرض واسعة، فلا يعتدي بعضكم على بعض.
39 أ- {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
ب- (مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)} [غافر]
40- { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)} [غافر]
41- {منْ كان يريدُ حَرْثَ الْآخرةِ نَزِدْ لَهُ فِي حرْثِهِ ومنْ كان يريدُ حَرْثَ الدنْيَا نُؤْتِهِ منها وما لَهُ في الْآخرةِ منْ نَصِيبٍ (20)}! [ألشورى]
42-{ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)}[/color] [ألشورى].
43أ- {وَقِيلَ اليوْمَ نَنْسَاكُمْ كما نسيتمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ
ب- بأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وغَرَّتْكُمُ الحياةُ الدنيا فالْيومَ لَا يُخْرَجُونَ منْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)} [ألجاثية]
44 أ- {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا
ب- فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)} [ألأحقاف]
45- {إِنَّمَا الْحياةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجورَكُمْ ولَا يسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ(36)} [محمد]
46-{فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدنْيَا (29) ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ (30)} [النجم]
47 أ - {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
ب- كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
ت- وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شدِيدٌ ومغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ
وما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)}
[الحديد]
48- {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)} [النازعات]
الدنيا أشمل من المادة.
49- {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)} [الأعلى]
حقيقة الإنسان ... إلا من صدق الله وأراده.
50- {منْ كان يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عجَّلْنَا لهُ فيهَا مَا نشَاءُ لِمَنْ نرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جهنمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)} [ألإسراء]
51- {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)} [الإنسان]
لا إله إلا الله.
ما خلقنا الله سدىً.
والخلاصة:
هذه أكثر من خمسين آية  فقط - من نحو 115 آية أو أكثر- ذُكرت فيها الدنيا، وبعض ألقابها؛ مثل (العاجلة)، ولكن؛ لا نلقي لها بالاً ...! ولا أدري؛ هل أهمالنا للآيات في فتنة الدنيا؛ هل هو نتيجة كفر  باطن بالآخرة؛ أم أن ذلك لنسيان؟
والحالتان (الكفر والنسيان) ذمهما القرآن؛ لماذا؟ الله ذم الكافرين باليوم الآخر وذم الناسين لقاءه؛ ووعد الفئتين بالعذاب. لماذا؟ لأن النتيجة في الواقع واحدة؛ فمن نسي يكون سلوكه كمن كفر؛ فلا فرق.
حتى في حوارات المسلمين ومجادلاتهم؛ وفي ثقافتهم وسجالاتهم ولقاءاتهم؛ لا يتذكرون الآخرة؛ ولا تهمهم من قريب ولا بعيد - إلا الندرة - همهم الدنيا فقط. ولذلك؛ من الطبيعي أن تستمر بينهم البغضاء وانتهاك الحقوق وسفك الدماء الخ؛ لأنهم لا يؤمنون بالآخرة؛ ولا تهمهم. هم يعترفون بها؛ وهذا عندهم كافٍ جداً.
بل أصبح التحذير من فتنة الدنيا والتذكير بالآخرة لغة مستكرهه عند كثير من الناس؛ لسببين:
الأول: أن الذين كانوا يعظون بهذا؛ لم يكونوا يتقون.
الثاني: التكبر عن اللغة الدينية - وهذا عند بعض الناس الذين عندهم شك في الدين نفسه - وهذه ذكرها الله عن بعضهم: (وما نحن بمستيقنين).
الآيات السابقة؛ بعضها قرأته وكأني أقرأه لأول مرة.. مع أني أزعم أني متدبر إلى حد ما؛ وقد حرصت على أن أذكرها هكذا؛ بلا تعليق؛ إلا في القليل النادر.
ألا ترون أن ما يحدث بالمسلمين، وما حدث، وما سيحدث، هو نتيجة الرضا والاغترار بالحياة الدنيا؟
هو هذا. هو الاطمئنان بالعاجلة؛ فهي في اليد..
بعض الناس يقولون:
كيف أعول على أمر غيبي؟
ما الذي أدراني أن هناك يوماً آخر؟
لذلك؛ سأنتهز ما تحت يدي؛ لأني مطمئن لذلك؛ وواثق .. ولن أحيا إلا مرة. ولكنه لا يدري أنه حتى لو افترضنا أنه مصيب - أي أنه ليس هناك يوم آخر - ألن يقول من هو أقوى منك مثل قولك ويظلمك؟ وبهذا يتحول بنو الإنسان إلى وحوش.
الدنيا ليست المادة فقط؛ الدنيا تشمل المادي؛ من مال ورفاهية؛ وكذا المعنوي؛ من حب علو في الأرض وفخر ومدح؛ وهل يطحن البشرية إلا هذان المعنيان؟
طيب؛ إذا كنت أنت لا تؤمن بالآخرة؛ لكن؛ ألا تستطيع أن تكون محسناً؟ غير ظالم؟ غير معتد ... ترضى بحقك وتدافع عنه بدلاً من التعدي؟ فهذا يرفعك أيضاً..
طبعاً؛ لا يستطيع منكر الآخرة - من المتكبرين - أن يفعل هذا؛ أما منكر الآخرة من المتشككين الصادقين في البحث؛ فيستطيع؛
ليس كل من ينكر الآخرة متكبراً؛أعرف بعض منكري اليو م الآخر، من أكثر الناس إنسانية؛ وهو لا يجزم؛ لكنه يستبعد ذلك؛ فهذا ضرره أخف؛ إنما الضرر الأكبر من المتكبر، جاحداً أو ناسياً؛ وهذا النوع الثاني (المتكبر جحداً أو نسياناً) هو أكثر ما خاطبه القرآن وتوعده؛ لأن كبره سيدفعه للتعدي والظلم والاستيلاء على الحقوق الخ؛ لذلك؛ احذروا من الفقيه الجاهل؛ الذي يعظكم فيما يعلم من الصغائر؛ ويرتكب ما لا يعلم من الموبقات. فهذا قد يدفعه الإيمان لمزيد من الظلم! لماذا؟
لأنه يؤمن تبعاً لثقافته؛ لا لثقافة القرآن؛ فتجده يبغضك ويظلمك ولا يتقي الله فيك؛ ليس لأمر حرام في ثقافة القرآن؛ وإنما لأمر حرام في ثقافته هو. والأمثلة واضحة جداً اليوم؛ والخير الموجود في شر هذه الفتن والنزاعات هو إدراك هذه الدقائق؛ فلا تفوتك.
العاقل يستفيد من الخير والشر؛ فراقب بعقل؛ فستجد كثيراً ممن يصنفون (في أهل العلم والدعوة والإيمان والخشوع) من يكون رأساً في الفتن، يدعو إلى كل طامة؛ وهو لا يعي؛ فهذا كيف يتم علاجه؟
لا تستطيع معالجة هذا مادام أنه ما زال متكبراً؛ سواء تكبر بثقافته أو قومه أو مكانته أو المحيطين به الخ.
المتكبر كالمنافق؛ لا يعلم أنه متكبر؛ لذلك؛ فإن الذين لا يؤمنون بالآخرة قسمان:
قسم مستشكل عن علم وبحث وتعب وقصور طبيعي.
وقسم معترف؛ وقد يخاف؛  لكنه لا أثر لهذا الإيمان وفقاً لثقافته
من الأشياء التي يجب عليه تصحصحها:
أولاً: الإيمان باليوم الآخر لا يعني الاعتراف، إنما يعني الاستشعار، مخالطة الوجدان؛ وإلا؛ فقطاع الطرق يعترفون.
يجب على هذا النوع الثاني؛ ممن يعترف باليوم الآخر، ويرى نفسه في مأمن من إنكار اليوم الآخر، أن يعيد تعريف (الإيمان) من القرآن، حتى لا يتفاجأ.
الإيمان بالله أو باليوم الآخر لا يعني اعترافاً؛  لا يرضى الله أن ترمي له الاعتراف؛ ثم تعود لخدمة الشيطان، في السوء والفحشاء والكذب والإفساد؛ هذا النوع من الإيمان (الاعترافي) دون أثر على القلب والعقل والسلوك؛ هو استهانة بالله عز وجل وآياته؛ هذا الإيمان (الاعترافي) في حد ذاته جريمة.
الإيمان (الاعترافي) لا  (الوجداني الذي ينتج عنه السلوك)، هو أضر من الكفر التام؛ لماذا؟
لأنه يعطيك اطمئناناً بأنك متميز؛ وأنك في حيز الله.. ثم يرقيك الشيطان لمرتبة أخرى؛ وهي: أنه يجب أن تكون حامياً لدين الله، فأنت على ثغر عظيم؛ تذكر شدة فلان وفلان؛ وما قاله فلان وفلان؛ فتظلم بإيمانك.
التصحيح الثاني: إذا تمكن المؤمن أن يتحول؛ بل يهرب؛ من الإيمان (الاعترافي) إلى (الإيمان الوجداني)؛ فعليه تصحيح الثقافة، فلا ينفع إيمان بلا علم.. والتخريب الثقافي هو أخطر المرحلتين الشيطانيتين؛ بل؛ تصور المؤمن بأن الإيمان هو الاعتراف فقط؛ هو من التخريب الثقافي القديم ، وقد ذكره القرآن؛ والدليل على ذلك؛ قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136)} [ألنساء]
والآية لا تناقض فيها؛ وإنما هي تخاطب أصحاب الإيمان الاعترافي= التقليدي = الذي لا يخالط بشاشته القلوب)؛ فالله يامر هؤلاء المؤمنين أن يؤمنوا.
الإيمان ليس قولاً لفظياً؛ ولا اتقاداً بلا خشوع؛ لذلك؛ يقول الله {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} [الحديد]
إذاً؛ فهذا التصور؛ بأن الإيمان بالله واليوم الآخر؛ مجرد اعتراف جاف؛ أي؛ بلا خشوع ولا وجدان ولا انعكاس على السلوك؛ كان مرضاً قديماً؛ من أيام النبوة؛ والله صنف هذا القسم من الإيمان (الاعترافي بلا استشعار ولا وجدان)، مع الكفر والشرك والنفاق؛ ولم يصنفه مع الإيمان الحق؛ وسنذكر الدليل من القرآن..
الدليل قول الله: { مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) } [آل عمران]
تدبر الآية؛ ماذا تقول لك؟ تقول لك: هناك دائرة (المؤمنين)؛ وهي دائرة واسعة؛ لكن؛ تحتوي على مجموعتين (خبيث وطيب)؛ وإيمان المجموعتين تبع لهما. وعلى هذا؛ فهذا (الخبث الإيماني) لن يكون إلا ذلك الإيمان الاعترافي الجاف؛ الذي لا يمنع صاحبه من موبقة؛ ولا يجعله مراقباً لله؛ ولا يخاف المعاد؛ فهذا الإيمان (الاعترافي) – بلا وجدان ولا استشعار ولا مراقبة لله -  هو خدعة الشيطان لك؛ لتفتري على الله وأنت مطمئن أنك مؤمن بالله واليوم الآخر! وتصنيفه النهائي - إلاهياً - لا يختلف عن خبث الكفار والمنافقين والظالمين ..الخ؛ فالله طيب؛ ولا يقبل إلا طيباً؛ لا يقبل أن تخادعه، أنت تخدع نفسك فقط.
الخبث ليس عند الكفار أو المنافقين فقط؛ بل عند المؤمنين أيضاً - كما سبق - والإيمان الخبيث كالنفاق الخبيث والكفر الخبيث؛ أي؛ ليس مرحوماً، كله في جهنم؛ والدليل؛ قوله تعالى: { لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}[ألأنفال]
لاحظ؛ الخبث طبقات؛ تحتاج إلى أن تركم! وسواء كان هذا الخبث إيماناً جافاً أو نفاقاً خادعاً أو كفراً جاحداً؛ يركمها الله فوق بعضها؛ ويرسلها لجهنم؛ وهذا طبيعي جدا؛ بل؛ هذا لب عدل الله؛ فلماذا يدخل الكافر المفسد والكاذب والظالم إلى النار؛ ويدخل المسلم المفسد والكاذب والظالم إلى الجنة؟
لا يمكن؛ لأن رسالات الله جميعاً أتت بأمرين:
1- بعبادة الله وحده لا عبادة الأنداد -اي أنداد -
2- بالأمر بتقوى الله - فلا عدوان إلا على الظالمين -
هاتان الرسالتان هما الأصل (عبادة الله + التقوى)؛ تكررتا في كل خطابات الأنبياء؛ فبأي حق يجوز للمسلم أن يعبد غير الله ولا يتقي الله؟
بأي حق؟
الله لم يأمرك أن تعترف به، بل أمرك بالإيمان به، وهناك فرق؛ وقد بيّن لك في كتابه (الإيمان الطيب المطلوب)، وحذرك من (الإيمان الخبيث المرفوض)؛ فلا تمن على الله أنك اعترفت به؛ لا تقل "أنا أؤمن بالله واليوم الآخر" حتى لا تكذب ولا تخدع نفسك؛ اعرف الإيمان بالله واليوم الآخر؛ وماذا يعني أولاً؛ لا تظن أن الله بحاجة أن تؤمن به، وأنك تتفضل عليه وتمن عليه باعترافك؛ كلا؛ أنت خادع مخدوع؛ الله لا يطلب منك الإيمان إلا لأجلك أنت؛ لا لأجله هو؛ قد سبقك من قال (آمنا بالله واليوم الآخر)؛ فرد الله عليهم ذلك وقال (وما هم بمؤمنين)؛ وذكر أنهم (يخادعون الله والذين آمنوا)..
اعرف الإيمان أولاً؛ لا توقع نفسك في خدعة.. الإيمان وجدانٌ، قلبٌ حيٌ: {إِنَّما الْمُؤْمنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}؛ فهل أنت منهم؟
إذا كنت منهم؛ فجرب نفسك في مضادة أخطاء ثقافتك؛ ثقافتك بشرية؛ لا تدعي لها العصمة؛ جرب  مثلاً (وإذا قلتم فاعدلوا)؛ جرب إيمانك؛ تذكر الله واعدل.
أنت تعلم أن ثقافتك - من اي تيار كنت - فيها ظلم؛ فيها زور؛ فيها كذب؛ فهل تستطيع أن تجرب إيمانك المطلوب من الله؟ أم تبقى في إيمانك الخبيث المرفوض؟
إذاً؛ فالإيمان الطيب صعب، ليس لهواً ولا لعباً؛ اللهو واللعب للدنيا؛ صحيح أن الإنسان قد يضعف؛  لكن؛ ليس لدرجة أن (يخوض مع الخائضين) ولا يراقب الله.
الإيمان الحق الطيب لا يعني أن تكون معصوماً من الخطأ؛ كلا؛ ولكن قلبك يبقى حياً؛ فالإيمان الطيب به يبقيك مراقباً لله؛ لا للبشر؛ في معظم أحوالك.. قد تخطيء في تقييم حدث أو معلومة أو شخص؛ ولكن؛ هل أتى هذا الخطأ نتيجة مراقبة الله أو مراقبة الناس؟ ثم؛ هل عندك استعداد للتصحيح والتوبة أم لا؟
قد يتختلف اثنان من المؤمنين حقاً في شخصية تاريخية؛ فأحدهما يرى هذا كافراً والآخر يراه مؤمناً؛ أحدهما يرى هذا منافقاً والآخر يراه مؤمناً..
أمثلة:
سأضرب مثالين؛ حتى يعرف الناس أن  أصحاب (الإيمان الحق) قد يتخلفون أيضاً؛ ولكن؛ بلا تجاوز أو اعتداء.
خذوا الاختلاف في أبي طالب أو معاوية؛ قد يوجد مؤمنان؛ ومن مذهب واحد؛ أحدهما يقول بإيمان أبي طالب؛ والآخر يقول بموته على الكفر (والرأيان سنيان)؛ هنا؛ كيف تفسرون هذا الاختلاف؟
القائل بكفره اثنان:
أحدهما يرى أنه مات على الكفر لوجود روايات يعتقد صحتها تفيد بذلك؛ وقد لا يحب ثبوت ذلك؛ لكنه متبع؛ والآخر يتعصب؛ فيحب ثبوت هذا.
كما أن القائلين بإيمانه اثنان: الأول يعتقد أن إيمان أبي طالب ثابت لوجود روايات أخرى تقول بذلك، ولعلمه بعلل الأحاديث الأخرى؛ والثاني مقلد فقط.. هنا؛ لا تستطيع أن تقول أن القائلَين بكفر أبي طالب على نية واحدة؛ ولا القائلين بإيمانه على نية واحدة؛ بذل الوسع هو المطلوب؛ والعصبية هي المرفوضة..
وكذلك الأمر في معاوية؛ قد تجد اثنين من مذهب واحد - كعبد الرزاق الصنعاني و تلميذه أحمد بن حنبل - أحدهما يرى أنه صحابي فاضل؛ والآخر يرى العكس..
واليوم أيضاً؛ قد يرى مثل الغماري أو عدنان إيراهيم أو محمود سعيد ممدوح – بعلم - أن معاوية ظالم منافق؛ ويخالفهم آخرون - بعلم أيضاً -  وليس عصبية؛ وهناك من قد يحب بعصبية؛ ومن يذم بعصبية.
الخلاصة:
كل هذه الأصناف الأربعة؛ ليس حسابها عند الله واحداً؛ كما هو الحال في موضوع أبي طالب أيضاً. وقد جرت اختلافات كثيرة من هذا النوع؛ كالاختلاف في النبيذ مثلاً؛ فكان أهل البصرة يتركون شرب النبيذ تديناً؛ وكان أهل الكوفة يشربون النبيذ تديناً؛ كان أهل البصرة يتركون شربه تديناً لروايات يرونها صحيحة؛ وكان أهل الكوقة يشربونه تديناً حتى لا يتم تحريم ما أحل الله؛ ولا يرون صحة تلك الأحاديث؛ هم ذكروا علة (التدين) في أهل البصرة والكوفة هكذا؛ لكن الله له علم أعمق؛ فقد يجتنبه بعض أهل البصرة عصبية لقومهم؛ وقد يفعله الكوفي هوى وعصبية..
هنا؛ الأصناف الأربعة؛ ليس حسابها عند الله واحداً؛ فالله يعلم من الذي راقبه ثم اختار ما يراه أقرب إلى دين الله؛ ويعلم من الذي قلد وتابع وتعصب.. فالكلام على نيات الناس اليوم كثير جداً، وأغلبه هوى وعصبية.
نعم؛ قد تجزم باتهام هذا أو براءة ذاك تبعاً لدليل أو ظن؛ وقد تجزم تبعاً لهوى وعصبية؛ فالمبرؤون لأبي طالب  يرون أنه صحابي كبير لأدلة يرونها؛ والمتهمون يرون أن هناك أدلة خاصة تخرجه من الإسلام؛ وكذلك الحال في معاوية؛ والله من يعلم؛ وعلى هذا فقس.. مواقف الناس والسياسات والإعلام والفتاوى في تقييم الأحداث والشخصيات اليوم؛ بعضهم صادق مع نفسه؛ وبعضهم يخادعها ويبني على عصبية؛ فهناك؛ حتى - نفكك العصبيات – نقول: ما هو الحل؟
أولاً: لا تجعل مخالفيك على رأي واحد، لا تجزم أنهم كلهم قلوبهم خبيثة؛ قد يأتيهم الوهم من جهة العلم؛ بمعنى؛ الاختلاف في الشخصية (أ) ذماً أو مدحاً؛ أنت ترى أدلة هو لا يؤمن بها؛ وهو يرى أدلة أنت لا تؤمن بها..
افهم.
هذا النوع له علاقة بالمعلومة.
نعم؛ الأصل هو العصبية؛ نظراً لفساد الزمان وكثرة الكذب والاستجابة للرأي العام؛ لكن؛ ما الذي أدراك أن جميع مخالفيك بلاؤهم من القلب؛ وليس المعلومة؟
قد تقول: وما الفرق؟
نقول: الفرق كبير جداً؛ ففساد القلب فيه العقوبة والخبث؛ أما نقص المعلومات؛ مع بذل الوسع؛ فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
ثم؛ مثلما أنت تستغرب من (عصبية الطرف الآخر)؛ رغم وضوح الأدلة عندك؛ تذكر دائماً، أن في الطرف الآخر من يستغرب منك هذا هذه العصبية؛ مع وضوح الأدلة؛ وأنا لي تجربة مع كثير من الناس، من ثلاثين سنة؛ وكنت أظن أحياناً؛ أن الجميع على هوى وعصبية؛ ولكن؛ عندما أرى تحول بعضهم فيما بعد؛ أعلم أني استعجلت.
أكرر؛ ألأصل هو العصبية والهوى، لا نبريء الواقع، فهو سيء؛ ولكن؛ بعضهم لا، بلاؤه في فقدانه المعلومة، وظنه أنه لا جواب عندك على ما يراه من أدلة. وقد اختلفت مع كثير من الناس
في تقييم شخصيات أو احداث؛ أذكر منهم  أجلهم عندي؛ د. ( ع ، ق)؛ كنت لا أطيقه ولا يطيقني؛ كما يقولون: كيماء نفسية؛ التقينا في النسيم عند الأستاذ (ع. الماضي) سنة 1416 فيما أذكر؛ كان الشيخ إبراهيم الأفندي ضيف لذلك الأخ الماضي؛ كنت أرى في وجه (ع.ق) بغضه لي؛ ثم قررت أن أدعوه لبيتي؛ وأقفلت عليه الأعذار،  فاستجاب أخيراً - هو مهذب - وحاولت بقدر الإمكان أن أفهم؛ لماذا هو غاضب ؟ ثم أنظر إنصافه ثم أقرر..
زارني؛ وبدأت بالسؤال عنه وعن أحواله؛ ثم طلبت منه الملحوظات علي بكل صراحة، وألا يجاملني؛ فالشهادة لله ، ليست لي ولا له..
ذكر بعض ملحوظاته بتهذيب؛ فأجبت عليها بما أرى؛ وسألته عن أدلتي؛ ماذا ترى فيها، اعتبرني تلميذاً لك، أقنعني؛ فكان كل مرة يخفف من ملحوظاته الجوهرية ويذهب إلى ملحوظات ثانوية؛ لم أشأ أن أضغط عليه، فهو في الأخير ضيف، ويحتاج لوقت لمراجعة؛ وأعطيته مذكرة فيها (موضوع عن شخصية ما)؛ وقلت له : "اقرأ وانقد لله؛ ليس لي ولا لك"؛ فوعدني وخرج بوجه غير الذي جاء به؛ فقد أشرق وجهه وزادت ابتساماته وشعر باطمئنان..
ثم ماذا؟
تفاجأت في عصر اليوم الثاني باتصاله - هاتف منزل يومها - وإذا به يقول" يا أخي جزاك اله خيراً، وكنت أسيء بك الظن، وهذه البحث الذي أعطيتني إياه حولني من موقفي السابق منك ومن فلان إلى الضد.." في كلام كثير؛ وما زال ذلك الشخص من أحب الناس إلى قلبي إلى الآن..
فهذا مثال على أنه ليس كل من نظن أنهم متعصبون يكونون كذلك؛ وأمثال هذه القصة قصص؛ ليست وحدها؛ وحتى أنا؛ كنت أسيء به الظن – قبل - وأنه من هؤلاء الغلاة، وأنه وأنه؛ ولكن؛ لم أشأ أن اقول فيه ويقول فيّ؛ فهو ضيف؛ وأقدم مني علماً وأرفع مقاماً؛ ولكن في الأخير؛ تحققت النتيجة؛ فصحح رأيه عني، وصحح آراءه في أمور كثيرة؛ دون أن أقول له "أنت عليك كذا وكذا.."؛ فالله يفتح بتواضعك ما لا تعرف.. فليس كل الناس يكونون على عصبية وهوى؛ وإن كان هؤلاء قليل؛ لكن؛ أنت قدّم حسن الظن؛ واصبر؛ وتحمل؛ واحتسب؛ فالقلوب بيد الله؛ لا بقلبك ولا بمعلوماتك.
وللأمانة، يوجد كبار جداً في الفقه والعلم قد تحولوا جذرياً بعد تحاوري معهم وقراءة بعض كتبي؛ لكنهم يفضلون تجنب الإعلان؛ وهذا  من حقهم.
البعض قد يقول: ولماذا لا تتحول أنت؟
صدقوني؛ لو اقتعنت بخلاف ما أراه لتحولت. التحول هو صفة إيجابية عندي؛ وليست سلبية؛ ولذلك؛ تحولت إلى ما ترون.
نعم؛ هناك أمور كثيرة تحولت عنها؛ لكنها فرعية؛ لا تمس الموضوعات الكبيرة.. الموضوعات الكبيرة أجدني مؤمناً بها؛ وأخاف إن كفرت بها أن أكون صاحب هوى؛ فمثلما يخاف البعض أن أكون صاحب هوى... أنا أفهمه تماماً ولا أعاتبه؛ لكني  أسبقه إلى هذا الخوف على نفسي من أن أكون صاحب هوى؛ فالهوى عكس الدليل؛ وبما أن الهوى عكس الدليل، فموضوعه المعلومة بدليلها؛ وليس بالهوى.. ولو علمت أحداً يستطيع نقض قناعتي بالدليل؛ لسافرت إليه إن استطعت.. وهذا أريح لي.
على كل؛ القرآن الكريم يؤنسني كل يوم؛ ولا يؤنس إلا من يشعر بالحاجة إلى الله والافتقار إليه؛ وأسأله  أن يسددني؛ وأن أقضي ما تبقى من عمري في رضاه؛ وما أراه من مواقف وتقلبات وتعصبات كثير  من الناس، يزيدني اطمئناناً بصحة موقفي؛ فأقول في نفسي؛ لولا أني أعلم الأمر الفلاني لكنت مثل هذا وهذا.
شكراً لكم على تفاعلكم؛ واسمحوا لي في الراحة؛ ولا تنسوا الموضوع الأصلي؛ وهو  "فتنة (الدنيا) بما فيها من دنيا مادية ودنيا معنوية".


مواضيع أخرى:
لمطالعة "إنه الموت!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عام هجري جديد 1438 هـ - ذكريات أبناء الخمسين -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عام ....على وفاة أمي!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "محطات من حياة الوالد فرحان حسن رحمه الله."على هذا اللرابط «««
لمطالعة " مسكين هذا الإنسان!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "احذروا الدنيا - قبسات من أقوال الإمام علي"على هذا اللرابط «««
لمطالعة " ذكر الموت يجعلك ترى الأمور في حجمها الطبيعي!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "رحمة الله وسعت كل شيء."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "نصيحتي لأصحاب ( الأحزان الصغيرة) - لا تنظروا للمصائب الصغيرة."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "وقفه مع الذكريات والفراق." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل نؤمن بالبعث والنشور؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة " تغريدات المالكي حال علمه بوفاة والده.. المالكي الانسان."على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1543
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28