حسن بن فرحان المالكي / الوليد بن يزيد؛ جرائم نوعية!

الوليد بن يزيد؛ جرائم نوعية!

سعدت قبل أيام - وليس قبل قليل- بلقاء كوكبة من أهل الأدب والفن؛ منهم الاخ الاديب عبد الله ثابت؛ والفنان طاهر حسين؛ وقبلها قابلت أحد الأخوة من ذرية منصور بن جمهور الكلبي؛ أحد قتلة الوليد بن يزيد الفاسق؛ وأهداني خنجر جدهم منصور بن جمهو- قال متوارث في العائلة.
الجزء العلوي من الخنجر(الممسك) هو الذي أخبرني أخونا أنه لم يتغير؛ أما الخنجر نفسه (الحديدة) فلا..
منصور بن جمهور مات سنة ١٣٤ هجرية؛ شكراً؛ أخيراً تملكت خنجراً قتل أحد فسقة بني أمية!
هههههههههه
من لا يعرف الوليد بن يزيد! هو الذي استفتح - أي فتح القرآن - ففتح على الآية (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)؛ فنصب القرآن هدفاً للسهام يرميه! وقال في ذلك شعراً مشهوراً؛ وهو :
أتوعد كل جبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد!
إذا ما جئت ربك يوم حشر ... فقل يا رب مزقني الوليد!
هذا هو.
وهو من فساق بني أمية؛ عزم أن يحج ويشرب الخمر فوق الكعبة؛ لكن عاجله ابن عمه المعتزلي يزيد بن الوليد ومعه جماعة منهم منصور بن جمهور فقتلوه؛ لذلك؛ أرجو أن يكون منصور بن جمهور قد بعجه بالخنجر الذي معي وليس بسيفه.
وهذا الفاسق (الوليد بن يزيد) كان إلى فسقه عسوفاً ظلوماً متهتكاً؛ سأله بعضهم عن دينه فقال:
يا أيها السائل عن ديننا ... نحن على دين أبي شاكر
نشربها صرفا وممزوجة ... بالسخن أحيانا وبالفاتر!
تفضلوا.
وله أشعار كثيرة في الكفر؛ منها:
تلقى بالنبوة هاشمي .. بلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي .. وقل لله يمنعني شرابي!
لعل الحمقى يفهمون!
وبعضهم؛ كابن الأثير؛ يرى أن عزم الوليد أن يشرب الخمر فوق الكعبة كان أيام ولايته للعهد وليس أيام خلافته؛ قال في الكامل في التاريخ (4/ 285) فَحَمَلَ (أي الوليد) مَعَهُ كِلَابًا فِي صَنَادِيقَ وَعَمِلَ قُبَّةً عَلَى قَدْرِ الْكَعْبَةِ لِيَضَعَهَا عَلَى الْكَعْبَةِ وَحَمَلَ مَعَهُ الْخَمْرَ، وَأَرَادَ أَنْ يَنْصِبَ الْقُبَّةَ عَلَى الْكَعْبَةِ وَيَشْرَبَ فِيهَا الْخَمْرَ. اهـ
هذا الفاسق متهتك جداً؛ لذلك؛ لا تستغربوا من سب الحمقى لنا دفاعاً عنه؛ هم جهلة يتعصبون مع كل ناصبي ظالم؛ لعلهم معه لأنه أمر بحرق جثة زيد بن علي فقط؛ الباقي عندهم سهل!
ونقل الذهبي بسند صحيح في تاريخ الإسلام (8/ 290) (أَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَجَّ وَقَالَ: أَشْرَبُ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ)! ونقل الذهبي أيضاً أن الزهري كان يأمر هشام بن عبد الملك بعزله من ولاية العهد، وأنه ذكر عنه أموراً عظاماً؛ كالفاحشة بالصبيان؛ وكان يخضبهم ..الخ؛ وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ت تدمري (8/ 290) قال المعافى الجريري - محدث ثقة - : جمعت من أخبار الوليد ..ومن خرقه وسخافته وكفره ..الخ.. بمعناه ونصه: ((قال الْمُعَافِيُّ الْجُرَيْرِيُّ: كُنْتُ جَمَعْتُ مِنْ أَخْبَارِ الْوَلِيدِ شَيْئًا وَمِنْ شِعْرِهِ الَّذِي ضَمَّنَهُ ما فخر بِهِ منْ خَرْقِهِ وَسَخَافَتِهِ وَخَسَارَتِهِ وحُمْقِهِ وما صَرَّحَ بِهِ مِنَ الإِلْحَادِ فِي الْقُرْآنِ وَالْكُفْرِ باللَّه تعالى)؛ بل كان أخوه سليمان بن يزيد يقول: بعداً له لقد راودني عن نفسي!
انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت تدمري (8/ 294)؛ فالحمقى لماذا يشتمون لأجله؟ وإنما ننقل عن الذهبي ونحوه بكثرة لأنه كان أموي الهوى؛ لكنه معتدل؛ وليس كهؤلاء المجانين الجهلة من أنصار بني أمية النواصب الخلص؛ فهؤلاء بلاء عام. والذهبي - رغم ما نقله - إلا أنه دافع عن الوليد بقوله؛ (تاريخ الإسلام ت تدمري (8/ 294)؛ وَلَمْ يَصِحَّ عَنِ الْوَلِيدِ كُفْرٌ وَلا زَنْدَقَةٌ نَعَمُ اشْتُهِرَ بِالْخَمْرِ والتلوّط فخرجوا عليه لذلك. اهـ
وهذا غير صحيح؛ فشهرة أبياته الكفرية وهمه بالشرب فوق الكعبة أشهر من التلوط.
على كل حال؛ نحن نفرح بمن يذكر بعض الحق؛ ولو لم يقله كله؛ أما هؤلاء الحمقى فلا تأخذ منهم شيئاً؛ إلا حباً للظالمين مع سكرة ونشوة جنونية. والأشد أموية من الذهبي هو ابن كثير؛ لكنه أيضاً قال في البداية والنهاية ط إحياء التراث (10/ 8) (كان هَذَا الرَّجُلُ ( أي الوليد)مُجَاهِرًا بِالْفَوَاحِشِ مُصِرًّا عَلَيْهَا، مُنْتَهِكًا مَحَارِمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يَتَحَاشَى مِنْ مَعْصِيَةٍ.) اهـ
هذا يكفي!
وابن كثير كان ممن يرى أن عزم الوليد على بناء مبنى فوق الكعبة ليشرب فيه الخمر كان أيام خلافته وليس أيام ولايته للعهد؛ انظر تاريخه (10/9) بالطبع معظم بني أمية وبني العباس كانوا يشربون الخمور، وهذا معروف؛ لكن الجديد في أمر الوليد الفاسق أنه يريد بهذا معاندة الله بالشرب فوق الكعبة.
إذا أردت أن يغضب الشيطان كثيراً فتعرض لأوليائه بالكشف المعلوماتي؛ هنا سيحشرهم ضدك من كل فج عميق!
شف يا شيطان؛ والله لا تهز فينا شعرة!
ههه
اكشفوا مشروع الشيطان الخماسي؛ العداوة؛ البغضاء؛ السوء؛ الفحشاء؛ القول على الله بغير علم. وستجدونه يهاجمكم..
لا عليكم؛ سخط الشيطان ولا سخط الله.
لا تذموا أولياءه وتتركونه؛ أفهموه أنكم تعرفون لعبته تماماً؛ وأن كل شر لبني آدم هو رأسه ومنبعه.
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان)
صناعات الشيطان متنوعة؛ لكنها كلها صناعات تايوانية مقلدة ومعادة؛ لا تغركم ثقتهم؛ (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون).
الشيطان قبل أن يصنع صناعته يمسخها سمعاً وبصراً وعقلاً وفؤاداً
ليجعلها هكذا؛ تتحرك بلا وعي؛ لا تعرف باب الهدى لتتبعه ولا باب العمى لتعدل عنه.
عندما عهد الله إلينا (ألا تعبدوا الشيطان)؛ ستجد أولياء الشيطان يقولون: "نحن لا نعبده ولا نصلي له ولا نصوم له"! هم يردون النص بتفسير الشيطان! عبادة الشيطان في طاعته في مشروعه؛ (العدواة والبغضاء) و (السوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)؛ هذه الخصال متحققة في عبدة الشيطان؛ كل من تجدونه رافعاً هذه الرايات الخمس لمشروع الشيطان، فهو من عباد الشيطان وأوليائه؛ شاء من شاء وأبى من أبى.
صدق الله وكذب الشيطان وأولياؤه.
يتبع في "خنجر منصور .... وسيف العرعور!" على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:
لمطالعة "خلاصات أموية." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ايها الناصبي بالمخاصمه.. تعلّم." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تزيين الله وتزيين الشيطان ... ما الفرق؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تقزيم المعاني- السنة نموذجاً - الجزء الثاني."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الرد على فتوى البراك في موضوع الاختلاط!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "كيف نفهم تأثير السياسة في الحديث؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قراءة في كتب العقائد - المذهب الحنبلي نموذجاً-بقلم: محب النبي"على هذا اللرابط «««