• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم! - الجزء الأول - .

ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم! - الجزء الأول -


    ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم!

                                        - الجزء الأول -

لعل الاكتشاف الذي سأكتبه الآن، من أغرب الاكتشافات، حتى أنني ترددت في كتابته كثيراً، لأن التاريخ أهمله تماماً، بينما هو في القرآن واضح.
الخلاصة؛ أنه بعد أن كنا نظن أن المذاهب نشأت أيام ما يسمى بــ (الفتنة الكبرى) = شيعة/ نواصب/ خوارج ..الخ، والذي يبالغ في قدم نشأة المذاهب يقول: نشأت بعد النبي مباشرة،(أهل السقيفة/ أهل الغدير/ الأنصار )..الخ؛ إلا أن القرآن الكريم - فيما أرى من الآيات التي سأذكرها بعد قليل – يشير الى أن المذاهب نشأت مبكراً ومن العهد المكي، ربما في أواسط العهد المكي، وكانت مذهبين اثنين (أو أمتين اثنتين = وفق التعبير القرآني)، ثم من كل أمة (أو مذهب) تتفرع أمم ومذاهب.
تعالوا لنقرأ الآيات أولاً، ثم ننظر، فأنا لا أبريء نفسي من الوهم والخطأ.
الآيات::
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)}[النحل]
هذه الايات نستفيد منها ما يلي:
1- أن الآيات خطاب إلى (المؤمنين) وليس إلى الكفار، لأنها في تفاصيل الأحكام، ولما سيأتي في السياق.
2- أن الله يحذرهم من نقض العهد = عهد الإسلام والتسليم والطاعة.
3- أن الله يحذرهم من النكث = نكث بيعة الإسلام بالتحيز لعمل أمة كبيرة تخالف أمة أخرى.
4- أن بعض المؤمنين يتخذ الأيمان (الحلف) مدخلاً لاقناع (آخرين)؛ لماذا؟
5- لتكون (أمة أربى من أمة) = أي لتكون طائفته أو جماعته أو أمته - لا فرق - هي أكبر وأكثر وأعظم من الجماعة الأخرى، وكل أمة من هاتين الأمتين نستطيع أن نسميها طائفة أو مذهب أو فرقة.. ؛ لا مشاحة في الاسم؛ المهم أنها أمة في مقابل أخرى.
6- والضمير في (يبلوكم الله به)؛ الضمير هنا في (به) هو سر الاختلاف بين الأمتين / أو المذهبين/ الطائفتين/..الخ، ويمكن معرفته من القرآن الكريم، ولكن هذا يطول، لنؤجل البحث في أمثاله من الضمائر.
7- هذا الخلاف سيستمر إلى يوم القيامة؛ ثم يبين الله هذا الاختلاف وطبيعته .. كما نفهم من نهايات الآيتين.
8- أن الله أراد (فتنة هذه الأمة) إلى (أمتين)؛ ولو شاء لجعلهم (أمة واحدة)؛ وهذه تتفق مع آية أخرى مكية (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟ فالقرآن المكي يؤكد لنا أن الافتنة والابتلاء والاختبار والتمييز والفرز بدأ مبكراً من أيام العهد المكي؛ وهذا شيء مهمل في الحديث والتاريخ، أو مسكوت عنه.
9- أن الأمتين لابد أن تكون أحدهما ضالة؛ وهي التي تتخذ أيمانها (حلفها) دخلاً لإقناع آخرين بالانضمام إليهم لتكون أمتهم (جماعتهم / طائفتهم) هي أربى ( أكثر/ أكبر) من الطائفة الأخرى التي ستكون المهتدية والتي لم تحلف ولم تنكث ..الخ.
10 - ربما لن يتفق المسلمون حتى يعلموا طبيعة تلك (الأمتين) وزمنهما وطبيعة فكرها وأعمالهما ... وهل توحدتا لاحقاً أم سيبقى اختلافهما إلى يوم القيامة كما هو الظاهر في الآيتين عندي؛ فأنا أؤمن أننا لو بدأنا من حيث بدأ الله؛ سيهدينا الله، ولكن؛ لا أرى أكثر الناس يؤمنون بأن القرآن يحمل الخروج من الخلاف، مع أنه أتى (ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)؛ ففيه نبأ ما قبلكم وخير ما بعدكم و(حكم ما بينكم)؛ ولا يجوز تخصيصه بزمن دون زمن.
أي؛ إلى اليوم؛ نستطيع حل خلافاتنا الكبرى من القرآن الكريم، فالبداية من القرآن الكريم سيكون أسهل طريقة وأسرع استنباطاً وأعمق هدى وأبرك معرفة وعلماً من أن نبدأ من كتب العقائد المذهبية.


الجزء الثاني = يتبع

لمطالعة "ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم! - الجزء الثاني -" على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:
لمطالعة "خلاصات أموية." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عندما تغيب المناهج تحضر المذاهب .!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تزيين الله وتزيين الشيطان ... ما الفرق؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تقزيم المعاني- السنة نموذجاً - الجزء الثاني."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "إعادة قراءة التاريخ الإسلامي في برنامج الشريعة والحياة" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "كيف نفهم تأثير السياسة في الحديث؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قراءة في كتب العقائد - المذهب الحنبلي نموذجاً-بقلم: محب النبي"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1608
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20