• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : فلقة قمر وحياة البرزخ! .

فلقة قمر وحياة البرزخ!


                    فلقة قمر وحياة البرزخ!


كأنه فلقة قمر!
لم أدرك  المعنى الحقيقي لهذه الجملة إلا قبل ساعة؛ رأيت أمي في المنام في رؤيا عجيبة، وكان وجهها كأنه (فقلة قمر)؛ أي قطعة من قمر.

جاء حديث (فقلة قمر) في وصف النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، في حديث كعب بن مالك (قصة الثلاثة الذين خلفوا) وحديث جبير بن مطعم بعد حنين. الرؤيا فتحت لي علاقة اليوم الآخر والحياة بعد الموت بنظرية الأبعاد التي عُرفت حديثاً؛ لكن سأقص الرؤيا من باب تثبيت الذكرى، ثم نكمل في الأبعاد:
رأيت كأنني كنت عند بيت أخي عبد الله (في السفح الشمالي)؛ حوالي الساعة الثامنة مساء، ثم أردت النزول إلى بيت الوالدة  في المعثرة ، وكانت القصة؛ نزلت على القدمين أمشي في الظلام، أما المعثرة فكانت مضيئة قمرياً، مع وجود ظلام دامس على أطراف الطريق. وصلت عند السدرة في عرصات المعثرة  ثم اتجت إلى طريق غربي على وثين (طرف) مدرجة طويل - ليس موجوداً في الوقع - تربته برتقالية نقية كأنها الدقيق، فلما وصلت آخر وثين المدرج تذكرت أن الطريق أقرب من عند السدرة، فرجعت ووصلت في جو عجيب، هواء ليل عليل فوق المتعارف، وأخذت أنادي على أمي وأختي عافية وأخي أحمد  ليخرجوا..
فتحت أمي نافذة مدورة - ليست كنوافذنا - رأيت النور منها خارجاً؛ فقلت لها أنا حسن، لماذا تنامون، الليل في أوله، تعالوا نسولف، (
نحو هذا الكلام).
خرجت الوالدة تستقلني، كانت في هيئتها، عجوز وضيئة ضعيفة الهيكل، إلا أن وجهها كأنه فلقة قمر، معنى حركي رأيته أمامي لم أدرك حقيقته من قبل .
انحنيت ومددت يدي لمصافحتها، وانتبهت من النوم؛ وهذا فتح لي أسئلة عن الحياة بعد الموت ونظرية الأبعاد؛ فالموت سر ولغز عجيب، وما بعده نجهل أكثره.
أسئلة:
- هل الأموات يعيشون بيننا في حالة برزخية في بعد من الأبعاد؟
- هل يسكنون معنا في بعد آخر لا نعلمه، ويكونون في جنة أو نار إلى يوم البعث؟
- هل تكون الجنة هي ما رأيته في الرؤيا مثلاً؟ كانت جنة بمعنى الكلمة، لكنها ستكون دون (جنة المأوى) الأخيرة، (ولمن خاف مقام ربه جنتان)؛ لا واحدة.
- ما الحكمة إخفاء الحياة الأخرى عنا؟ أعني الحياة القريبة بعد الموت مباشرة.
كان الشوق والحب يكاد ينفجر من صدري، كنت أحس بحقيقة السعادة الأبدية.
- وهل النار تكون لآخرين في بعد من الأبعاد أيضاً؟
- هل الأموات بيننا ويسكنون في ديارنا، وتصلهم أخبارنا أم لا؟
ايش القصة؟
ما اللغز في الرؤى؟
- كنت قديماً أنكر عذاب القبر ونعيمه، لكن لعل التعبير بالقبر هو تعبير عام، يقصد به تلك الحيوات بعد الموت، لماذا لا؟ ما الذي أدرانا؟
ما أدري.
- وهل نكون بعد الموت قادمين على أهلينا وأصدقائنا ومعارفنا إذا كنا من أهل الرضا؟
- هل ستكون حياتنا البرزخ أكثر متعة وأنساً من حياتنا الآن؟
- أليس من الحكمة ألا تنقطع الحياة إلى يوم يبعثون؟ وإنما انتقال إلى حياة برزخية لا ملل فيها ولا انتظار لأهل الرضا؟
- لماذا الخوف من الموت إذاً؟
- كبار السن من أهل الرضا، إذا ماتوا هل سيتفاجؤون بأن ما تحتها من معارفهم أكثر مما فوقها؟  يلتقون أباءهم وأصدقاءهم ويجدون مجتمعهم حاضراً كله!
-نظرية الأبعاد تقول أنه يمكن أن تكون أنت ومخلوق آخر في المكان نفسه؛ ولا يرى بعضكم بعضاً،
نظرية الأبعاد فتحت لنا ما وراء المحسوس؛ آفاق أخرى؛ بيتنا الذي خرجت منه الوالدة، رأيته بنوافذ بيضاوية صغيرة رائعة، كأني رأيت أمثالها في القصور الأثرية..
- هل هم معنا كما رأيت؟
- وفي نفس البيوت أيضاً؟
نسيت وأنا متجه من فناء بيتنا القديم إلى مصافحة الوالدة، رأيت سلحفاة كبيرة جداً (وهذه دلالة خير، أمطار، الخ) كانت تمشي بجوار الخزان السفلي.
هي تساؤلات فقط.
السر المحجوب من الصعب أن تعرفه بيقين؛ ولكن مجرد التصور قد يؤثر في إيمانك بأشياء من عدمها..
وسبحان الله العظيم؛ وصباحكم تأمل وأفق.
من الأشياء المحيرة في الرؤى؛ أنك قد تجد شخصاً وكأنك تعرفه تمام المعرفة، وتتذكر بينك وبينه أحداث وقصص؛ ثم إذا انتبت من النوم تكتشف أنك لا تعرفه. طيب، هذه الذكريات وأنت معه في الرؤيا، ما قصتها؟ هل نحن لأنفس عديدة؟ بعضها معنا وبعضها لها حياة أخرى في عوالم مجهولة؛ ثم تلتقي النفسان فيك؟


مواضيع أخرى:
لمطالعة "عام ....على وفاة أمي!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "في ذكرى القمر والوالد!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "شيء من ذكريات المطر!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "من ذكريات المطر..!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "وقفه مع الذكريات والفراق." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "اوالدي وجابر أسعد الفيفي/ صداقات زمان!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ذكريات السياسة! (ألجزء الأوّل)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "العلمانيون والدواعش!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "جيل ماجد عبد الله .... وجيل ابن تيمية! -الجزء ألأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "إنه الموت!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "رمضان بين الجبال الشرقية! (الجزء الاوّل)"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عندما ترى أبناءك يكبرون أمامك؛ عقلياً وعلمياً!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1641
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18