• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أين مكمن خطأ أهل السنة؟ .

أين مكمن خطأ أهل السنة؟


                  أين مكمن خطأ أهل السنة؟


لا حظوا أولاً أنني أعتقد بأن: الإسلام غير المسلمين؛ السنة غير أهل السنة؛ التشيع غير الشيعة.. هذا أولاً.
ثانياً: النقد هدفه الإصلاح لا الهجاء؛ ثم؛ نقد المسلمين غير نقد الإسلام؛ نقد أهل السنة غير نقد السنة؛ نقد التشيع غير نقد الشيعة..
هذه قواعد؛ احفظوها.

ثالثاً: المسلمون أولى بإصلاح أنفسهم؛ أهل السنة أولى بإصلاح أنفسهم؛ الشيعة أولى بإصلاح أنفسهم؛ والنقد الداخلي أكثر شهادة لله وأدعى للفائدة.
رابعاً: مكمن الخلل عند أهل السنة هو في نصرة الفكر وأهمال العمل؛ فالسنة عندهم في صواب الفكر لا في صلاح العمل؛ من قال لهم بأن السنة أفكار فقط؟ أغلب أهل السنة  - قديماً وحديثاً - يقولون: هذا سني؛ بناء على أفكار؛ ولو كان من أفسد الناس؛ ويقولون: هذا مبتدع؛ بناء على أفكار؛ ولو كان من أصلح الناس!
السؤال: من الذي قال لهم هذا؟ من الذي أقنعهم بأن الفكر فقط هو ميزان السنة والبدعة؟ هل هو الله؟ كلا. هل هو رسوله؟ كلا. من إذاً؟
شيوخهم فقط!
سؤال ثانٍ: هل هذا الفصل سنة أم بدعة؟ أعني؛ هل فصل الفكر عن العمل سنة أم بدعة؟ قطعاً قطعاً أنه من أبلغ البدع وأقبحها وأجهلها؛ لماذا؟ لأن الله في كتابه ربط جنتك ونارك بعملك لا بأفكارك؛ خاصة تلك الأفكار الظنية التي حشوا بها كتب العقائد والتي ما أنزل الله بها من سلطان.
مكمن الخلل في عقائد أهل السنة أنهم يضخمون الأفكار ولو كانت تافهة؛ لأن شيوخهم اهتموا بها فقط؛ ويهونون من الأعمال ولو كانت معيار الجنة والنار؛ ثم افتحوا كتب العقائد السنية؛ هل ستجدون فيها خشية الله؟ مراقبة الله؟ الخوف من الله؟ معنى الله؟ براهين النبوات؟ دلائل المعاد؟
كلا..
ستجدون تفصيلات ما أنزل الله بها من سلطان؛ خلق القرآن؛ التفاضل بين الصحابة؛ الصفات والتوسع فيها لدرجة التجسيم؛ تكفير الجهمية والمعتزلة والشيعة؛ ستجدونهم يتتبعون ذم كل من له فكرة تخالف ما هم عليه.. أما الظالمون والمجرمون فلا؛ هم في مأمن؛ بالعكس؛ قد يمدحونهم لأنهم قتلوا أبرياء من خصومهم؛
أكبر بدعة أن تهوّن مما عظمه الله من الظلم والكبر والإفساد والإجرام؛ وأن تعظم ما عظمه شيوخك ورموزك من دقائق الأوهام والولاء والبراء عليها.
البربهاري وغيره من صقور أهل العقائد السنية يقولون: لأن تكون كاذباً سارقاً زانياً خير من أن يكون عندك رأي فلان أو فلان!
من الذي قال لك هذا؟ لماذا هذا الهوس بالأفكار التفصيلية التافهة وترك القطعيات القرآنية ؟ أليس في هذا معاندة لله وتكبراً على كتابه وقفزاً على هديه وهدي رسوله؟
عندما تقول للسني: ما رأيك في فلان - كالحجاج مثلاً - الذي اركتب الموبقات وفعل وفعل؛ يجيبك: لكنه سني!
عجيب!!
إذاً؛ لا قيمة لكتاب الله عندك!
المعيار المذهبي جاهلي؛ لأن  الله ذكر دخول الصالحين الجنة (بما كانوا يعملون)؛ ودخول أهل النار النار (بما كانوا يعملون)؛ لا بما كانوا يعتقدون.
المعيار المذهبي جاهلي ونتائجه جاهلية؛ بل أسوأ من نتائج الجاهلية؛ لأن الكذب على الله أسوأ من الصدق على النفس.
عودوا للمعيار القرآني = إنه العمل.
يقول البربهاري  في شرح السنة (ص: 121) ورأى يونس بن عبيد ابنه [وقد] خرج من عند صاحب هوى، فقال: يا بني! من أين جئت؟ قال: من عند فلان؛ قال: يا بني لأن أراك تخرج من بيت خنثى أحب إلي من أن أراك تخرج من بيت فلان..).
عجيب!
لأن الفاحشة ذمها الله فقط؛ بينما ذلك الهوى ذمه شيخك!
ثم يقول: (ولأن تلقى الله يا بني زانياً سارقاً فاسقاً خائناً أحب إلي من أن تلقاه بقول فلان وفلان) اهـ
أحب إليك ممكن؛ لكن هل هو أحب إلى الله؟
الزنا والفسق والسرقة والخيانة والقتل والفساد وأكل أموال اليتامى... الخ؛ كل هذه عند العقائديين سهلة لأن الله ورسوله ذموها؛ أليست هذه أكبر بدعة؟  بينما رأي ما لأبي حنيفة أو الجعد أو الجهم أو واصل بن عطاء؛ إذا ذمه أيوب السخيتاني أو يونس بن عبيد أو حماد بن سلمة؛ فهو أقبح مما ذمه الله؟!!!
هذا مكمن الخلل الكبير في عقائد أهل السنة؛ إذ معظمهم عندهم هذا الخوف من مخالفة أحمد وابن زريع وابن تيمية أكثر من خوفهم من مخالفة قواطع القرآن.
يجب تجديد العقائد (الإيمانيات) وفق ما يحبه الله ورسوله؛ وليس وفق ما أحبه ونصره أيوب أو يونس بن عبيد أو حماد وحماد أو أحمد أو أبي زرعة؛ لابد.
تعلمنا أن عبادة الأحبار والرهبان ليست صلاة وصياماً، وإنما تحريم ما حرموا وتحليل ما أحلوا؛ وكذا؛ تضخيم ما ضخموا وتهوين ما هنوا؛ صححوا دينكم؛  من يصرح بأنه يستهين بالزنا والسرقة والخيانة والفسق والمخنثة مقابل تضخيم رأي فلان وفلان؛ فهل هذا يصلح أن يكون إماماً في السنة؟
اتقوا الله.
كل العقائد وأصحابها لا يلزموننا، ويجب أن نخضعهم ونخضع تراثهم لكتاب الله؛ وكل الفقه وأصحابه كذلك؛ والحديث وأصحابه كذلك؛ كفانا عبادة للبشر؛ الخلل في التركيز على تفاهات الأفكار والتهوين من كبار الأعمال؛ هنا الخلل؛ هنا البدعة؛ هنا الضلالة؛ من هنا انطلقت الشرور والمظالم ومشروع الشيطان.
ليس هناك آية واحدة تذكر سبب دخول الجنة أو النار (بما كنتم تعتقدون)؛ أو ( بما كنتم تفكرون)؛ كلا؛ وإنما الجنة والنار (بما كنتم تعملون) = العمل. البر والإحسان والصدق والعدل وبر الوالدين وعمل الصالحات هي الميزان عند الله؛ ولكن هذه  الأعمال الصالحة كلها هي توافه عند أهل البدعة والضلالة.
أهل البدعة والضلالة نصروا ما نصره شيوخهم؛ وأحبوا من أحبوه؛ ولو ضلوا؛ وأبغضوا من أبغضوه؛ ولو ظلموا؛ هم أتباع الأحبار؛ لا أتباع دين الله وكتابه.
يجب إعادة الأمور إلى نصابها؛ يجب تضليل وذم من انحرف عن هدي القرآن وسيرة الرسول؛ حتى ولو وصفه أهل الجهل والبدعة بالسنة؛ القرآن هو المعيار لا هم.


مواضيع أخرى:

لمطالعة "(ما غزي قوم في عقر قرآنهم إلا ذلوا)!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حرص إبليس وأتباعه على الصد عن سبيل الله" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى (السنة)." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تلك الفئة المثالية.. لتدمير التواصل الإنساني (3)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسرار لا يفهمها الدعاة (3) المعرفة لا الجمهور هي هدف الأنبياء.. فافهم أيها الداعية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما ضرر استخدام الألقاب المذهبية؟ كأهل السنة مثلاً!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "متى ظهر اسم مذهبنا؛ اهل السنة والجماعة؟! وما شرعيته؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "السنة سنة محمد فقط" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "من هو السني ؟؟؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "السنة فوق أهل السنة مثلما الإسلام فوق المسلمين!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المتوكل ناصر السنة - الجزء الثاني!؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "من المعايير السنية المحمدية"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1647
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28