 |
هناك مرض نفسي وخلقي وعلمي منتشر على شكل واسع جداً بين المتعلمين ومقلديهم،
وتذكرته الآن عندما رأيت بعض التعليقات فما هو؟ هو إنهم عند كل نصيحة يصرون على أن تنقد الآخرين كالشيعة مثلاً ! وهذا مرض بل هوس مذهبي يصدك عن سماع النصيحة فهذه المقايضة لا وجه لها البتة بمعنى لو رأيت الواحد من هؤلاء المرضى يشرب خمراً وقلت له : هذا حرام , لقال: رح إنصح الجيران فعندهم خمر أيضاً طيب وأنت لماذا تقايض هذا بهذا؟ هذه المقايضة دليل على السكرة المذهبية فأصبح السكران ممتلاً بالخصومة مع الآخر والحشد لذمه بلا مناسبة مع أن الدعوة هنا أدعوها للجميع عامة وهذا المقايضة تفسد القلوب لأنها تخرج النصيحة من جوهرها ( الدين النصيحة ) إلى ( مذهبية) وهذه الجاهلية مرض خطير منتشر ولا أدري كيف علاجه بعضهم يطالبك بدليل ولا يتحدث عن مذهبية ولا مقايضة ثم إذا أتيته بالدليل لا يستفيد وإنما يقول : ولماذا لا ترد على الآخرين؟ منطق عجيب .... هذا مرض مذهبي , أنا أنصحك بما أعرف، وهي تشمل نصيحة للآخر، فلماذا تشترط هذا الشرط في قبولك للنصيحة وتربط ذلك بوجوب أن أرد على الآخر؟
هذا المرض داء مستعصٍ لا أظن أن هناك أملاً قريباً في التخلص منه فقد اختلط بالدم والعقل... وهذه فتنة أوجدها الشيطان في نفسك ليصدك عن الحق ولو أذكر شهادتي لله لغضبوا أكثر ولا بأس شهادة لله أنني لا أذكر أني نصحت شيعياً في أمر واشترط علي هذا أبداً هذا المرض خاص بأتباع السلفية .
قبل أيام زارني أخ باحث شيعي من الكويت ، معه بحث في النبوات والعدل الإلهي، سافر خصيصاً لهذا الأمر ليشاورني في هذا الأمور ثقة منه بي، فلما ذكرت له بعض الملحوظات، مثل ارتفاع منسوب التكفير والشتم عند الشيعة في بعض القنوات على غير المعهود، وعلم الأئمة والعصمة الخ ..
لم يقل وأنتم عندكم كذا وكذا ..أو ليش ما تنكر على أصحابك كذا وكذا ..لا والله...بل كان يجيب بكل أدب ويوافقني على كثير مما أطرحه على جانب الشيعة المقصود أن الاشتراط في قبول النصيحة بأن تذم الآخر أمر غريب وهوس مذهبي , فالواجب أن تبحث من باب ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم).
|
|