• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الله غيور على الحقيقة .

الله غيور على الحقيقة

تغريدة
الله غيور على الحقيقة أياً كانت دينية أو طبيعية أو إنسانية أو سياسية أو مذهبية ...الخ ..أي حقيقة يحرم كتمها مريحة أو متعبة الحقيقة لله , من ظن أن الحقيقة الدينية يجب الإقرار بها, بينما الحقائق المذهبية والسياسية والعلمية والاجتماعية يجوز التلاعب فيها أو كتمانها فقد أبطل , كل الحقائق - مهما جهلنا فائدتها - هي تسهم في تشكيل الدائرة العامة للمعرفة , كل الحقائق سماوية أو أرضية في الكتاب المنزل أو الكون المخلوق, كل حقيقة هي لله سواء سواء قال بها الكتاب أو النبي أو الإنسان أو المسلم أو الكافر كل حقيقة يحرم رفضها بسبب مصدرها أو ظرفها أو توهم ضررها كل حقيقة نافعة ليس هناك حقيقة في هذا الكون إلا ولها فائدة سواء علمنا بتلك الفائدة أو لم نعلم كل حقيقة يجب حمايتها والمحافظة عليها ولذلك يقول الله عز وجل (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8))فأكثر من الحق , لم يقل الميزان بالحق بل الوزن نفسه الذي يثقل ميزان حسناتك هو الحق ....كل حق , لا خصومة بين حق وحق. فأكثر من الحقائق اعترف بها فهي الوزن الحق .

ثم يقول (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)) تخسر نفسك متى ???? تخسر نفسك عندما تخفف من هذه الحقائق تثبت ألأوهام وتكابر في إنكار الحقائق أنت هنا تخسر نفسك لماذا؟

لأن نفسك مزودة بأدوات اكتشاف الحقائق , هذه الأدوات من عقل وسمع وبصر ... خسرتها !!!! وهذه جريمة في حق الله , كأنك تقول لله: لا فضل لك , لا أحتاج هذا البصر والسمع والعقل , وجودها كعدمها ,وبهذا تقلل من الحقائق , وكل حقيقة تنفيها يحل محلها وهم كاذب وبها يخف ميزانك وتخسر نفسك نفسك المزودة بأدوات امتلاك الحقيقة إنك تخسرها وأكثر الخاسرين لأنفسهم هم المتمذهبون المتعصبون ..فهذا المتعصب السني لا يقبل بحقيقة لصالح شيعي وهذا المتعصب الشيعي لا يقبل حقيقة لسني وكذلك عند الخصومة أي خصومة يتم إنكار الحقائق وأعظم الحقائق هي أوسعها في الناس ويعظم جرم الحقيقة كلما تحرم منها عدداً أكبر من الناس (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ) التكذيب بالحق أعظم جرماً من الشرك.وكذلك الصدق، وهو من فروع الحق، رفضه أعظم من الشرك ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ) ومن سهل عليه رفض الصدق والحق السياسي والمذهبي والتاريخي فما يدريه أن هذا ليس عليه نفس إثم التكذيب بوجود الله والنبوات؟ما الذي يدريه؟

الله يبغض النفسية المتكبرة مطلقاً وسبب بغضه للكفار المعاندين لأنهم استكبروا وليس لأنهم اختاروا وكذلك التكذيب بالصدق والحق نابع عن استكبار وهنا يجب على المؤمن أن يخافأو نقول هذا سبب خوف المؤمنين (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون) لماذا ؟ لأنهم يعرفون هذا ... يعرفون أنهم قد يكذّبون صدقاً أو لا يؤمنون بحق من باب المكابرة
فلذلك هم وجلون خائفون يتذكرون مثلا تكذيبهم أموراً عادية يعرفون غيرة الله .

وسبب الشقاء في هذا العالم هو هذا التكذيب بالحق , التكذيب بالصدق , هو سبب التنازع والتقاتل والتظالم وتشكل الدول المتحاربة والأحزاب المتعادية السبب هو التكذيب بالحق لو أن كل البشر يؤمنون بالحقائق لما تصلهم - أياً كانت- وضبطوا أنفسهم عليها لما كان هناك في الأرض فقير ولا مظلوم كل ما ترونه من فقر ودماء وهدر للحقوق وشقاء في هذا العالم مثلاً هل تعلمون أن سببه التكذيب بالحق؟ دينياً ( نصياً) كان أو طبيعياً مشاهدا ,
من من المسلمين يصدق الآية (وَالَّذِين يَكنزُونَ الذَّهَب والْفضَّة وَلَا ينفِقونهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) الجواب : لا أحد... هذه كنوز تجار المسلمين بالميليارات ومن القرن الأول لو أنفقوها في المشاريع ووظفوها في الناس لما افتقر مسلم والساكت عن هذا الحق من تجار الدعاة والشيوخ مشاركون في التكذيب مشتركون في جرئمة موت الناس جوعاً وخاصة في أفريقيا فالأقربون أولى بالمعروف نحن مجموعات من المكذبين والساكتين الساكتون هؤلاء عند الله ملعونون لماذا ؟

سأذكر آية ( إثم الكتمان) وسيكذبونها أيضا فالتكذيب يجر التكذيب الكذب مسلسل في حلقات والصدق مسلسل في حلقات حاول تتخلص من تكذيب واحد للصدق أو التخلص من كذب وستنقطع السلسلة وتتخلل وتبدأ بناء حلقات الصدق فمثلاً إذا صدقت بإثم ( كنز الأموال وحرمته) فستتخلص من كذبة أن الزكاة هي نفسها الصدقات بأصنافها الثمانية وستتحلص من التشريع التاريخي للمال الكذب مترابط بقوة والصدق مترابط بقوة وبما أن الظلم والفقر منتشر فمعنى هذا أن الموجود في أذهاننا كله كذب وإن توهمناه صدقا كيف؟! اعطوني اي حقيقة دينية نؤمن بها ؟! الإسلام مثلا؟!

الاسلام الذي في أذهاننا غير إسلام الله الذي في القرآن , إذن فهو كذب وإن توهمناه صدقا , الله مثلاً؟ الله الذي في اذهاننا غير الله الذي في القرآن في عقولنا إله على مذهب فلان فهذه التي نظنها حقيقة هي في عقولنا وهم كاذب , النبي مثلاً؟ النبي الذي في عقولنا مشوهة سيرته ويحب الظالمين ويعطي صكوك غفران لجيل كامل , وهو غير النبي الموجود في القرآن وهكذا...

الكذب مترابط بقوة لا يترك للصدق فرصة في قطع حلقة واحدة من حلقاته لذلك انتشر الظلم والفقر والكذب باسم الدين وهنا ابداع الشيطان الصدق (الهامشي) لا يضر الكذب وإنما يضره الصدق (الهاشمي) والصدق الهاشمي حوله الكذب (الأموي) أمياً , فهو في (الأميين العامة) فقط , في الهامش أما الصدق الإلهي ( القرآن) فقد تم تكذيبه من قديم , تكذيبهم للقرآن سابق على تكذيبهم للنبي فيما يتفق مع القرآن إلا في النادر ووسعوا الكذب .

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=324
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28