• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المشروع الإخواني والتعليم! .

المشروع الإخواني والتعليم!


تحدثنا كثيراً عن البنية الفكرية السلفية في التعليم/ من حيث غلبة المذهبية على القرآن الكريم، وبقي الإخوان.
الإخوان لهم هدف واحد استراتيجي، وهو السلطة، سواء طبقوها بعقائد سلفية أو أشعرية أو صوفية أو اي مذهب لايهم هذا المهم السلطة والتحكم والعلو.

مكمن الخطأ عند الإخوان هو في هذا الشعور الداخلي بأن الله بعثهم لتغيير الأوضاع ولذلك يحلمون بهذه ( الخلافة) على أي وجه كانت ، لا يهم أيضاً. ولذلك نجد معظم مفكري وكتاب الإخوانية، يتباكون على كل فترات الخلافة الصالح منها والظالم، وكانت الخلافة في معظم فتراتها غاية في الظلم.

بمعنى لا يفرقون بين عادل وظالم،كلهم شرع الله!وكلهم أعتز بهم الإسلام ووصل إلى أرجاء الدنيا وهذا الكلام فيه خلل كبير، أهمه جهل معنى الإسلام! الإسلام بهذا التصور الإخواني - ولا أعمم على كل إخواني - هو المسلمين وليس العدل ولا المعرفة ولا الصدق ولا الشهادة لله ولاكل قواطع الإسلام. الإخوان عندهم خواء علمي من الداخل سببه الجهل بمعنى الإسلام قرآنياً فالإسلام البشري عندهم هو الأصل ويأتي القرآن والسنة كهامش مساعد فقط الإسلام عند الإخوان لا مكان فيه للصدق ولا للشهادة لله ولا العدل ولا مراقبة الله هذه المعاني القطعية ثانوية جدا المهم هو السلطة والتحكم يجب هنا أن أقول أن السلفية يحملون مثل سيد قطب وحسن البنا أكثر أخطاء الإخوان، وسيد قطب خاصة مختلف تماماً، فعنده فلسفة خاصة به ، وهو مظلوم.

إنما الذي أفسد الإخوان هم أمثال محمد قطب والقرضاوي... هؤلاء يختلفون عن سيد قطب، فالقرضاوي مثلاً تبين بوضوح أنه لا يراقب الله إذا اعترضه. القرضاوي كنا نرى فيه قديماً ذلك الفقيه المتحرر الواسع الأفق ثم تبين أنه انتهازي دموي، يفتي باستحلال أبلغ الحرام من أجل العلو في الأرض. هذه الروح الإخوانية كان لها أبلغ الأثر في مزيد من إفساد الساحة المحلية كانت الوهابية قد أفسدت على مستوى محدود، فأتى الإخوان وعمموا الفساد الإخوان يتلونون في كل أرض بلونها، فهم مع الوهابية في السعودية ومع الصوفية بمصر ومع القات في اليمن ومع الشيطان في سوريا! المهم السلطة  والإخوان يفرحون بالأحداث السياسية، لأنهم من خلالها يوجهون أي شعب نحو قضية عادلة ولو في الجملة، لأنهم يتصدرون المشهد ويصبحون مألوفين!

بمعنى عندما يتحدثون عن فلسطين فالهدف السلطة لا فلسطين لكنهم بالحديث عن فلسطين يكونون قد تصدروا المشهد وأصبحوا في نظر الشعوب محل قدوة. وعندما يتحدثون عن كفر نظام معين، فلا يعني أنهم لا يرون كفر الأنظمة التي يستعينون بها، ولكنهم مخادعون، يأخذون الأمور مرحلياً، والهدف سلطةفعندما بالغوا في تكفير النظام المصري والليبي والتونسي والسوري واليمني فهم مخادعون، رغم أن قضيتهم في ظلم تلك الأنظمة صحيحة في الجملة كيف؟ لأنهم في الأساس يرون نفس الشيء في تكفير الأنطمة الأخرى التي يدغدغونها بالثناء العطر، كما فعل القرضاوي مع قطر، فهذه الانتهازية سمة إخوانية  فمثلاً الإخوان عندنا، يستغلون التوجه السياسي السعودي في الموقف من سوريا مثلاً/فيشبعون الوهابية بتكفير العلويين ويشبعون السلطة بذم النظام.

وبهذا يكونون مقبولين عن الوهابية والسلطة معاً ويتصدرون المشهد ويحظون بالقبول والهدف يبقى هو السلطة كلها في العالم الإسلامي كله. هذا الخداع الإخواني ينزل إلى التعليم فهم يستطيعون التواصل مع رموز السلفية في التحذير من العلمانيين، وبهذا يصبحون محل ثقة، والهدف سلطة. حتى عندما يعظون في قصور الأفراح وفي المستشفيات .. فالهدف سلطة لأن الهدف يجييش الناس والقرب منهم والتواصل معهم وإعدادهم ليوم عظيم! والتعليم من أخص ما يهم الإخوان، فلذلك يحرصون على تنشئة الجيل تنشئة متعالية على الواقع، متكبرة، متعالمة، ترفع من الأنانية والتاريخ الظالم. فالأمويون فتحوا الأندلس والعباسيون لهم عمورية والعثمانيون وصلوا أوروبا والحجاج فتح المشرق ...الخ الله الله ...! أين ترون الإسلام هنا؟ الإسلام لا أراه فيما سبق إلا في قتال المعتدين - ولعل منها فتح عمورية- دون ذلك الافتخار بالتوسع والعدوان على شعوب الأرض، هذه قومية لا دين. 

الأمم أعقل منا بمعنى لم يعد البريطانيون يقولون: كنا مستعمرين الأرض كلها كنا نستخرج ثورواتهم ونستعبدهم الخ هذا فخر جاهلي، تركوه وحفظناه. الإخوان في التعليم لهم دور كبير في الحزبية والخروج عن المنهج وزرع الحلم الكبير! والتغرير بالشباب بأنكم أنتم الأمل وأنكم ستعيدون الأمجاد!

هذه الروح الإخوانية هي الشائعة في التعليم اليوم إنه الإعداد ليوم عظيم، يوم السيطرة على الأرض، يوم الخلافة، السلطة ..الخ أحلام جاهلية. أبناؤنا الطلاب يحتاجون إلى المعرفة، إلى التربية وبس! لا يحتاجون لحشوهم بأحلام جنكيزخان ومعاوية والمنصور هذا ليس ديناً.. الدين شيء آخر. أتذكر أيام المتوسطة والثانوية كانوا يقيمون لنا مخيمات ويشعروننا بهذا الشعور الكبير الذي يملأ النفوس، بأنكم ( جند الله) والمستقبل لكم!
لم يعلمونا كيف تكون الشهادة لله ولو على أنفسنا لم يعلمونا التواضع لم يعلمونا تدبر القرآن لم يعلمونا حرمة تزكية النفس أين هذه القيم؟

هذه القيم القرآنية لا وجود لا في مخيمات الإخوان ولا مقررات السلفية أبناؤنا من حقهم أن يتعلموا بعيداً عن المذهبية والحزبية تعاليم القرآن. تعاليم القرآن الأخلاقية والمعرفية ليست من فضول العلم بل هي تقود إلى الجنة وتجنبها يقود إلى النار اقرؤوا إن شئتم آيأت ذم الكبر وسترون.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=454
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28