• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : نحن نستهين بثقافة النفاق والمنافقين .

نحن نستهين بثقافة النفاق والمنافقين

تغريدات الشيخ 14-02-2014



نحن نستهين بثقافة النفاق والمنافقين كأن الله شحن كتابه بالتحذير من أفراد لن يكون لهم أثر في الفكر والأمة كأنه يبالغ - حاشاه- النفاق خطير! أول أثر لثقافة النفاق هو التهوين منها وأنها ليس لها وجود وأن المنافقين انتهوا بموت عبد الله بن أبي وأنه في الأنصار فقط وأنه ليس بعد النبي!


لن يحذر الله من النفاق والمنافقين بهذه الكثافة القرآنية إلا وهو يعلم أنه سيقود الأمة في معظم فتراتها النفاق ليس سهلاً النفاق معقد وعميق جدا النفاق نفسه هو من قلل من خطورة المنافقين هو من أوهمنا أن الناس صالحوا بعد النبي هو الذي أظهر وكأن النبي هو سبب النفاق فلمان مات صلح الناس!


النفاق هو من قلب الدين رأساً على عقب فترك غايات الدين وقطعياته الكبرى وغاياته وأحيا التفاصيل والجزئيات وحشر الناس فيها النفاق خطير لا شك النفاق واسع جداً هناك المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمعوقون والمرجفون والصادون عن السبيل كلها حالات نفاقية في كيس يمسكه الشيطان من أعلى!

 

ولسعة الثقافة النفاقية وأثرها وتشعبها وتلونها أصغى لها قسم من الصحابة المؤمنين واعتزوا بها وبأهلها ودافعوا عن المنافقين رغم الوحي والنبي فلذلك لا تظنوا أن ثقافة النفاق سهلة مادام ان بعض الصحابة كانوا سماعين لهم بل استطاع النفاق أن يأخذ قسماً من الصحابة في صفه ضد القران والنبي فقوله تعالى ( فما لكم في المنافقين فئتين)؟! ستبقى آية مذهلة تطرق الأسماع لتقول لنا: لا تستهينوا بثقافة النفاق فقد يتبعها بعض الصادقين!

 

النفاق ليس ثقافة ساذجة كما يظن البعض النفاق ثقافة قوية جداً وإلا لو كانت ضعيفة ساذجة لما استطاعت شق الصحابة نصفين رغم وجود الوحي النبي!

النفاق لخطورته قد لا يشعر المنافق أنه منافق لذلك اضطر النبي أن يجعل له علامات واضحة مثل لا يبغض علياً إلا منافق لا يبغض الأنصار إلا منافق لأن علامة النفاق في بغض الأنصار والإمام علي علامة سيعلمها الصحابي الأمي الذي لا يستطيع قراءة القرآن وتتبع ثقافة النفاق فكان علامة ظاهرة وقد استفاد الصحابة الصادقون من هذه العلامات النبوية التفصيلية فقالوا كما روي عن جابر وأبي سعيد (لم نكن نعرف منافقينا إلا ببغضهم علياً)!

 

كان المنافقون لهم صولة كبيرة أيام النبوة ولم يكونوا أفراداً كما يظن البعض كانوا كبني إسرائيل مع موسى في التعنت والاعتراض والشك والخورإلا أن حججهم لا يعرفها فسادها كل الناس لذلك قال الله (وفيكم سماعون لهم) فلهم من الصولة والجمهرة والوجاهة ما يجعل قسماً من الصحابة حولهم وكان المنافقون طبقات لم يكونوا طبقة واحدة معروفة بل طبقات تتدرج في الخفاء لدرجة أن آخر طبقة بلغ بها التخفي أن النبي نفسه لا يستطيع معرفتها!

كما قال تعالى (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) ولم يقل من الأنصار قال من أهل المدينة المدينة التي تضم الجميع!

 

النفاق فقط هو من حصر النفاق في الأنصار النفاق فقط هو من يزعم انه انتهى النفاق فقط هو من يزعم أن المنافقين أفراد منبوذون النفاق لعب لعبته النفاق هو من عطل غايات القرآن وهو من عسكر الإسلام وهو من هجر تدبر القرآن وهو من قدم عمل البشر على القرآن وهو من أبغض علياً والأنصار وهو وهوالنفاق هو من قدم الرواية وأخر القرآن هو من جعل الحديث وعمل الناس مفعلاً والقرآن شعارا معطلاً النفاق هو من قاد الأمة في مركب صعب فأوغل بهاالنفاق هو من أوغل بالأمة الى محيط لا تعرف الخروج منه أبداً النفاق هو من زرع الكبر والفخر في قلوب المسلمين وانساهم فضل التواضع والتذلل لله النفاق وثقافته أخطر مما نتصور ثقافة لم يستطع القرآن إزالتها في وجود خير الأنبياء فكيف نظن أنها ستنتهي بعد؟ أين عقولنا؟! بل أين إيماننا؟

 

النفاق هو الذي أحال الإسلام دين الرحمة للعالمين الى عذاب على المسلمين النفاق هو الذي ورط المسلمين في هذا الوحل العميق ولن يخرجوا إلا بشرط! هذا الشرط هو أسهل الشروط وأصعبها! أسهلها على المؤمنين فقط ألا وهو تغيير ما بهذه النفوس ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)!

لاحظوا أن الله لم يقل (حتى يغيروا أنفسهم) قال ( ما بأنفسهم) أي ما علق بها من ثقافة النفاق والمنافقين والكبر والغرور والتزكية والشيطنة الخ.

إبعاد وطرد هذه العلائق التي تعلقت بالنفوس سهل على المؤمنين إلا أنه من أصعب الأمور على المنافقين أو من هم نتيجة الثقافة النفاقية وهم كثرة!

 

ومادام أنهم لن يفرطوا في هذه العلائق الفاسدة فلا أمل في التغيير فالتغيير له ثمن يجب أن يُدفع والكثرة تقول لسنا مستعدين إذاً مكانك سر!

لن يغير الله أمة مشحونة بالكبر مشحونة بتزكية النفس مشحونة بالغرور مشحونة بالثقافة النفاقية مشحونة بالجهل والتخلف وهجر الكتاب لا يمكن أبداً لن ينصر الله أمة تجعل الله وكتابه ورسوله مجرد أعوان لها في ظلمها وكذبها وتخلفها وكبرها وأحقادها وجهلها لا يمكن أن ينصرها وهي بهذه الأمراض لابد أن تتواضع هذه الأمة وتعود لمعرفة أمراضها من القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور من تلك العلائق الفاسدة التي ثبتها النفاق من قديم  الله لا يريد أمة الكبر والكذب يريد أمة التواضع والصدق فمتى ما نصدق في تغيير ما بأنفسنا يأتيتنا التغيير الإلهي ومتى ما ننتظر ينتظر!

 

اليوم كشفنا شيئاً يسيراً مما صرح به القرآن عن النفاق والمنافقين وكان صادماً لكثير من الناس مما يدل على أن النفاق قد أخذنا للجة بحر عميق! ومن هنا نعلم أن القرآن لم تتعطل له آية فكيف نزعم أن النفاق كله انتهى بموت النبي هذه إساءة للنبي وللقرآن كأن الله يحذر من شئ يسير ومنقطع! من تمام إيمانك بالقرآن أن تعظم ما عظمه القرآن وأن تهون مما هونه القرآن فإذا عظّم من التحذير من الشيطان مثلا او ثقافة النفاق فلا تستهن بذلك استهانتك بما عظمه القرآن هو خديعة منك لنفسك ولن تضر الله شيئا المنافقون يخادعون الله وهو خادعهم وقد رأينا أثر الخدعتين في أوضاعنا!

 

الخلاصة في القرآن خلاصنا فهل من عودة صادقة؟؟ نعم الاعتصام بحبل الله مطلب قرآني لا يأباه إلا المنافقون الذين يريدون حبلهم لا حبل الله بنقصه من أطرافه بحيث يصبح الذبح لغير الله شرك والشهادة لغير الله اتباع! مع الفارق بينهما فهذا مثال.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=499
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28