• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بداية الخلل متى ؟! .

بداية الخلل متى ؟!

يخطيء أهل السنة عندما يظنون أن بداية الخلل كان من عهد معاوية  ويخطيء الشيعة عندما يظنون أن بداية الخلل كان من السقيفة


بداية الخلل قد سجله القرآن ذاته وأنه موجود من عهد النبي نفسه  متمثلاً في ثقافة النفاق التي حاربها القرآن والرسول هنا بداية الخلل لماذا؟

كل المخالفات التي ظهرت  من هجر للقرآن  أو ظلم لأهل البيت أو الصحابة أو ملك عضوض الخ كلها هذا بسبب هذا (الخلل الأول)وهو ثقافة النفاق بطبقاته.


مادام أن القرآن يسجل هذا الخلل ويعظمه ومادام أن المسلمين يخفون هذا الخلل ويهونونه فمعنى هذا أن هناك طريقين: طريق القرآن وطريق المسلمين.

ثقافة النفاق شقت الصحابة نصفين في وجود وحي غض ونبي حي (فما لكم في المنافقين فئتين) فكيف لا تشق المسلمين أنصافاً وأثلاثاً وأعشاراً؟ غير معقول

من أراد أن يدرك الخلل فليصدق الله  وليعظم ما عظمه من خطر شياطين ومنافقين  وليهون ما هونه من الأعداء الوهميين وهنا سيجد كل شيء واضحاً.

القرآن نور، نور كاشف لكل شيء لعقائدنا وأحاديثنا وتاريخنا وخزعبلاتنا فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم.. فلنعد إليه ولنستضيء به.

بداية الهداية في القرآن على المستوى الفردي والجماعي بدايات الضلالة بينها القرآن على المستوى الفردي والجماعي المشكلة في عدم تصديقه فقط.


النفاق خلل الكفر خلل الضلال خلل سماع الكذب خلل تحريف الكلم خلل الخ كل هذا موجود من العهد النبوي وكشفه القرآن.

ولم ينقطع بل ازداد مع الوقت.

بل تسارع هذا الخلل في آخر العهد النبوي كما هو ظاهر في آخر سورتين (التوبة والمائدة)  وارتفع إلى مستوى الكفر من مدعين للإيمان .. والدليل:

في آخر سورة نزلت يقول الله: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ)  من هم هؤلاء؟

اسمع الجواب.

(منَ الَّذين قالُوا آَمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا)  هذا هو الحلف الأخير! ماذا كانوا يفعلون؟


(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ)  ما أعظمه من خلل!

وما أهم ذلك الخلل؟!


(يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)  فهم يشترطون على الله إذاً؟

والنتيجة أنهم وقعوا في الفتنة (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)  وهذه الفتنة العظيمة نتيجة ماذا؟


(اولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

وغيرها من الآيات الكثيرة جداً  التي سجلت الخلل من بداية العهد النبوي في سورة المدثر (وليقول الذين في قلوبهم مرض) إلى آخر سورة (المائدة)


نعم الفتن زادت .. فهي كما قال حذيفة (الفتن يرقق بعضها بعضاً  آخرها شر من الأول) فالفتنة الأخيرة تجمع الفتن السابقة وتزيد عليها وهكذا..

لكن الفتنة موجودة من عهد النبي نفسه بدلالة الذين سارعوا في الكفر في آخر العهد النبوي، والكفر هنا نسبي وليس عبادة أصنام إيمان أفواه وكفر قلوب

بما أن الفتن - كما ذكر حذيفة - يرقق بعضها بعضاً  فمعنى هذا إذا أنت لم تلاحظ الأولى ومن مصدر يقيني كالقرآن فلن تلاحظ الفتن اللواحق هذا واضح

إذاً فبداية الخلل (الفتن) سجلها القرآن من أيام النبي نفسه  وهو بريء منها، فنسبتها إلى عصره لا يضره فقد كان النفاق والكفر في عصره ولم يضره.

ثم هذه الفتنة التي كانت في العهد النبوي أصبحت تنتج فتناً أخرى في عهد الخلفاء  ثم جمعها معاوية وزاد عليها أضعافاً، وسار عليها أكثر الأمة.


إذا عالجت المرض بناء على تشخيص صادق سهل عليك القضاء عليه أما إذا عالجت بعض مظاهره ففي كل يوم سينبثق منه بثوق ولن يتعالج وتشخيص القرآن صادق.


لذلك نصيحتي لكل الباحثين المؤمنين خاصة الذين يؤمنون بأن هذا القرآن نور أن يبحثوا بداية الخلل من القرآن الكريم  سيدلهم القرآن على الخلل بوضوح

 

وانتبه لسر خطير وهو: إن الله سيبتليك بشخصيات تحبها مثلما كان يحب المشركون آلهتهم! فالله عادل  والاختبار واحد فانتبه لا تشترط على الله!


كل من اشترط على الله ألا يمس له آلهة ولا محبين  فقد فعل فعل المشركين الذين كانت غايتهم ألا يتم ذكر آلهتهم بسوء! فانتبه لنفسك وتجرد  نصيحة.


القرآن حي .. ليس فيه آيات ميتة.. كلا  آيات الابتلاء والفتنة والتمحيص موجودة في حق أبي جهل وفي حقك سواء .. القرآن حي ليس فيه آيات ميتة.


نعم كان اسمه (النفاق) فخففه محبو المنافقين إلى اسم أسهل فقالوا (النصب)  أنا معك في أعادة اللفظ الشرعي.

هذا الرأي منك بسبب ثقافة النفاق .. النفاق هو من دشن التهوين من القرآن بل الامتعاض منه وفوق النفاق شيطان بخبرة عمر البشرية.

أعطاهم مهلة أربعة أشهر .. ألا يظهروا هذا الحلف وعاقب بعضهم وشهّر ببعضهم فانقمعوا ظاهرياً ثم توسع الخذلان والمسارعة في الكفر.

الدجال لا أؤمن به.. المهدي نعم من حيث الجملة وليس لي بحث في تحديده..

ومن أصول النبوة الإيمان بالنبي فيما أخبر وبالقرآن فيما أخبر  أم أن عدم تصديق القرآن والنبي لا يعد نفاقاً؟!


للسقيفة نصيب من التغيير...

ولذلك فليسا من الأصول .. انظر الأصول الإيمانية قبل، ومن القرآن المحكم فإذا أحصيت القطعي منها فهذا يكفي وزيادة.

نعم كلام الإمام علي هذا صحيح (لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه) وهذا يتفق مع ما نقول هنا معرفة سبيل المجرمين واجب قرآني أصيل

رزية الخميس مفردة واحدة من نتائج الخلل والفتنة لكن الخلل أسبق وأوسع..

أيضاً كلام الإمام علي هنا صحيح جداً فالقرآن وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان لا يؤويهما مؤوٍ.. إلى آخر النص. وهذا شهادة عظيمة


من رفض الآيات التي سردتها فالذم يشمله  سواء كان سنياً أو شيعياً.. القرآن فوق الجميع فعليك به.


كلا هذا مما أصاب فيه الشيعة واكتفى السنة بالرواية لضغط السلطة النبي لم يترك الأمة هملاً بل تركهم على محجة بيضاء

استأمن ابن ابي السرح وكان من السابقين وقد ارتد لا تكن أحمق واستأمن آخر ونافق وكذب على النبي ولفظته الأرض  لا تكن أحمق


الجهل المقدس هو الاصل أما الذرية الطاهرة فلا انت تظلمهم بالغضب المقدس

بعض الناس يشترط في تصديق الله أن يذم خصومه أو يمدح آلهته هذا المرض قديم

أتفق معك.. ولكن الناس مالوا مع اختيار البشر  وسقطوا في الامتحان الأكبر  وانتجوا كل هذا الضياع لكل شيء..


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=529
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28