• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : إياكم وحب الجماهير .

إياكم وحب الجماهير


إياكم وحب الجماهير.. لا تبحثوا عنها ،وإذا أتت فاحذروا منها، فالجماهير تقود العقول الى أصغر عقل فيها.

لذلك إذا شعرتم بالضعف عنهم فشتتوهم!

كثير من الدعاة والكبراء تكون الجماهير في قلوبهم أعظم من الله، لذلك يرددون:
(الناس -الناس /الأمة-الأمة/الشعب-الشعب)!

انتهوا خير لكم
بدلاً من ترددوا معهم: الناس الناس الامة الامة الخ، قولوا:
الحق الحق..
الصدق الصدق..
العلم العلم..
العقل العقل.

هذه من أمر الله بها لا تلك! بل حذر الله من الناس، وهو تعبير قرآني عن الأكثريات والرأي العام.

هؤلاء الناس هم سبب كل ضلال، وهذا العلم هو مفتاح كل هداية، وأهله قليل!

أمة الجماهير يحبها المتكبرون، وأفراد العقلاء يحبهم الله، اترك العقل الجمعي والضمير الجمعي فهو كبر (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون).

المتكبرون لا يحبون البدايات العلمية،إنما يحبون النهايات الجماهيرية،
فهم مع الجماعة ويعبدونها جهلاً!

لذلك يسألونك عن النتائج وينسون المقدمات، الجماهير كالسيل لا يفرق بين شجرة وصخرة، فمن واجههم دفعوه، ولا يهمهم إن كان عدواً مقاتلاً او صديقاً مناصحاً، المهم الا يقف في وجوههم!

الجماهير كالسيول.. لا يوقفها إلا سد عظيم أو بحر أعظم منها!
الجماهير كالسيول.. فيها الماء والأخشاب والجيف والضحايا،
وكلها تتجه بالدفع الخلفي الى قرار لا تعلمه!
الجماهير كالسيول.. يتجنبها العقلاء ويهرول اليها الحمقى.

اتق أكثر الناس وكن من أقلهم على حذر!
ولا تطيعهم في كل معروف فيطمعون في المنكر!

الجماهير كالسيول.. لونٌ واحدٌ ومواد شتى، إن أحبوا  ظالماً عبدوه، وإذا أبغضوا صالحاً قتلوه، إذا اجتمعوا ضروا؛ واذا تفرقوا لم يُعرفوا !

الجماهير كالسيول.. فرغم أن في السيول ماءً كثيراً وعذباًإلا أنك لا تستطيع أن تشرب منه مذقة!
لابد من فصله.. وتصفيته.. وتنقيته.. والبسملة عليه!

الجماهير لن تعتصم إلا بحبائلها، ولذلك لا تفهم ما معنى (حبل الله)، تظنه حبل الجماهير!

إنها تكره البدايات وتحب النتائج!

يد الله مع الحق وإن شذ عن الجماهير..
يد الله مع الحق لا مع الجماعة..

وفي الانبياء عبرة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=539
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29