مجموعة تغريدات لفضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي 

التغريدات من شهر مايو 2012

في وسط الخصومة مع الوهابية من أكثر من عشرين سنة؛ لابد أن أخلص ذمتي من أي تعميم أو تجاوز قد يحتج به خصوم الوهابية، والوهابية طبقات، معظمهم عامة طيبون، فيهم مكارم الأخلاق وحب الدين والنبي (ص) وحب الانصاف.. الخ، لكن مشكلة الوهابية في أقلية

الوهابيون، في الأصل ليس لهم موقف سلبي من النبي (ص) ولا من أهل البيت؛ لكن الأقلية لا تتيح لهم الاستمتاع بحب النبي (ص).

فالوهابية التي لم تختلط بالخاصة ( من تلك الأقلية المتعصبة) هم كسائر المسلمين؛ يحبون الخير لكل الناس؛ ويبغضون الشر وأهله، هؤلاء العامة - وهم يمثلون أكثر من 90 ٪ - ليس فيهم تجسيم ولا جبر ولا نصب ولا إرجاء؛ ومتمسكون بأصول الدين وتعاليمه الكبرى، بل هم محبون لجميع المسلمين، أعني هؤلاء الأغلبية،  فلا يجوز لمن ذم الوهابية أن يقصدهم، فهذا ظلم، وكل من فهم مني ذلك فقد أخطأ.

نعم هناك أقلية وهابية متعصبة مسيطرون على منافذ المعرفة؛ من تعليم وإعلام وخطابة ودرس.. الخ، وليس كل هؤلاء الأقلية متعصبون، إنما قلت هذا بعد أن رأيت تقارير ظالمة تدين شعبا كاملا بأقلية صغيرة متنفذة، لا يجوز وصف الوهابية بالغلو ولا التكفير ولا العمالة ولا كراهية المسلمين.. الخ، هذا ظلم ونبرأ إلى الله منه، إنما نعم هناك أقلية متعصبة وهي مستويات، فبعضهم يعلم الحق ويعانده ( وهؤلاء أقلية الأقلية)، قد لا يتجاوزون 10٪ من الأقلية، والقسم الأكبر منها يظنون أنهم على حق.

إذن يحب أن يستحضر القارئ هذا القيد عندما نذم تطرف الوهابية وغلو السلفية، لا نقصد عامتهم - وهم أغلبية ساحقة - بل ولا من يجهل الحق من خاصتهم، فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه، إذن فأقلية الأقلية من الوهابية والتي قد لا تتجاوز 5٪ هي سبب البلاء!

نعم هذه الأقلية نحن نخاصمها بعنف وشراسة، وقد ظلمونا وتكلموا فينا بالباطل، فلا نشعر بإثم في رد المظالم وتفسير أسبابها.

ثم الوهابية حتى في عقر دارها ( نجد) فيها حيوية؛ وتجديد ووقوف على أخطاء المدرسة النجدية؛ وينقدونها في المجالس ويحيون تراث خصومهم من الحنابلة النجديين والصوفية الحجازيين والشيعة.. الخ، لو كنت أسكن خارج نجد لظننت أن الوهابية على رأي واحد كله تكفير وغلو وجهل وتعصب.. الخ، هذا وهم يقع فيه كثير من الناس بسبب تصدر الغلاة للمنابر الإعلامية وبسبب التراث الذي لا يعرفه هؤلاء أو لا يهتمون به، بل أزيدكم مفاجأة، وهي أن بعض أقطاب الوهابية - كالشيخ البسام والشيخ بكر ابو زيد رحمهما الله - قد ترجما لخصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في علماء نجد وعلماء الحنابلة، وهذا إقرار منهم بأن تكفير الشيخ محمد بن عبد الوهاب لهؤلاء كان خطأ وإلا لما قالا في ترجمة كل منهم ( هو العلامة الشيخ الأصولي الحنبلي .الخ) فالكفار لا يترجم لهم في العلماء والفقهاء والفضلاء.. الخ، إلا أنهم يسكتون عن تخطئة الشيخ محمد، مع أن الترجمة لخصومه الذين كان يكفرهم

دليل على أنهم يرون أن الشيخ قد وقع في التكفير، بل طبعوا بعض كتب خصوم الشيخ محمد، كالسحب الوابلة ونحوها، فليس الأمر بالسوء الذي يتصوره الناس خارج نجد وخارج المملكة.

الوهابية في الدولة السعودية الأولى كانت متطرفة جدا؛ وهذا يعرفه الجميع تقريبا؛ لكنهم يخافون التصريح، ومرت الوهابية بتطورعبر مراحلها الثلاث في الدول السعودية الثلاث، ولعلنا نفصل في ذلك لاحق،ا فقد قرأت كل التراث العقدي الوهابي تقريبا وخاصة كتب الشيخ وما كتبه الرموز - كعبد الرحمن بن حسن وعبد العزيز بن محمد وابن عبد اللطيف وابن إبراهيم وآل عتيق.. الخ.