• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : فتنة تطبيق الشريعة - .

فتنة تطبيق الشريعة -

"فتنة تطبيق الشريعة" مقال للاستاذ أحمد عدنان يستحق القراءة والتأمل ..

لقراءة "فتنة تطبيق الشريعة" للاستاذ (احمد عدنان) هنا.


تغريدات فضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"  

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

 فتنة تطبيق الشريعة لها وجهان:

الاول: مادتهم العلمية خاطئة أو ناقصة على الأقل.

الثاني: الهدف منها ليس لله.


أما الوجه الأول :

فالذين ينادون بتطبيق الشريعة يجهلون أو يهملون أساسيات الدين التي يجب أن تسود، ويذهبون لمجموعة عقوبات لتطبيقها على الضعفاء..

بمعنى: أن القيم الكبرى أو الغايات العظمى للدين التي عرفنا عظمتها من القرآن كالعدل والصدق والقلب السليم  والشكر والعقل.. الخ، هي الواجب سيادتها.

 هذه الغايات الكبرى لابد من سيادتها في قلوب الناس - وخاصة قيادات النا - قبل المسائل القانونية كالعقوبات..

الرسل أتوا من أجل الغايات لا العقوبات، وبما أن الرسل أتوا للغايات لا العقوبات، فالذين يحرصون على العقوبات قبل تحقق الغايات في نفوسهم أولاً قبل غيرهم هم يقلبون الإسلام على رأسه، وهذا لا يعني تعطيل العقوبات، وإنما التنبيه إلى أنها تحتاج - ونحن نطبقها بتشويه وانتقائية - الى دراسة وبحث لوضعها في المكان الذي اراد الله.

لو ان سلطان بروناي مثلا استخار الله.. هل الأفضل انفاق المليارات من أمواله على فقراء شعبه أو يطبق عليهم العقوبات ( الفقهية ).. فأيهما الأفضل؟؟

اعني هل كنز الذهب والفضة في القرآن أعظم إثماً وجرماً من السرقة؟

أم أن السرقة في القرآن أعظم إثماً وجرماً من كنز الذهب والفضة؟

هذا هو السؤال!

تعالوا نتحاكم الى القرآن في المقارنة  بين جريمة كنز الذهب والفضة وجريمة السرقة، لاسيما وأن تجارة ( الكانز) غالباً تمر بالسرقة أثناء الطريق!

ماذا يقول الله عن عقوبة السرقة

يقول  (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائده الايه 38]


تعالوا نتدبرها بهدوء....


اولاً: 

 هذه الآية من سورة المائدة، آخر سور القرآن نزولاً، نزلت أيام حجة الوداع، وهذا يعني ان قطع النبي لايدي سراق مشكوك فيها على الاقل.

ثانياً:

الله قال ( والسارق والسارقة ) ولم يقل ( من سرق )، وهذا يدل على أن القطع في حق ( محترف السرقة )، وليس كل من سرق!

والسارق يتم تحديده عرفاً.


ثالثاً:

قال ( اقطعوا ) ولم يقل ( ابتروا )، والقطع يصدق على الجرح فما فوق، جرح او قطع اصبع او اثنين او كف او اليد كلها.. فماذا اختيار البتر؟

ثم نحن بقطع ايدي الفقراء الضعفاء دون الشرفاء نكون قد انتهجنا سنة بني اسرائيل التي اهلكهتهم ( اذا سرق الشريف فيهم تركوه وان سرق الضعيف قطعوه ) .

اذاً فالسارق المحترف للسرقة نعم يقطع، سواء كان محترفاً صغيراً ام كبيراً، اما اذا انت ستعجز عن السراق الكبار فلا داعي لسنة بني اسرائيل!

وعقوبة السرقة عند الله هو ما ذكره من القطع، ليس في الآية وعيد بنار ولا شي، بعكس كانزي الذهب والفضة، فاسمع ماذا يقول الله عنهم..

قال تعالى

( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ*  يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)[التوبة]


من الآيتين تعرف أن كنز الذهب والفضة أعظم اثماً وجرماً من احتراف السرقة، وانما جعل الله العقوبة في الدنيا على السارق دون الكانز لأنها جناية ظاهرة، فالكنز كأكبر الذنوب ( النفاق الكبر والكذب) ليس فيهم عقوبة دنيوية..

اذاً فعندما يأتي سلطان بروناي أو غيره ويريد تطبيق الشريعة فليتذكر أن الشريعة يجب فهمها من القرآن وليس من تاريخ المستبدين.. وليبدأ بنفسه.

الوجه الثاني في ( فتنة تطبيق الشريعة)

أن التطبيق ليس لله، هو للدعاية السياسية فقط.. لذلك لا يكتوي بنارها الا الضعفاء..

تشدد معاوية في باروكة النساء، وتشدد سليمان بن عبد الملك في الغناء، وغيرها ذلك..

وقد فعلوا ما فعلوا!

لا تظنوا هؤلاء الدهاة الكبار في سذاجتكم!.. كل سلاطين المسلمين من قديم فيهم دهاء، وكلما اظهر السلطان تشدداً اكثر في التحريم والعقوبات ازدادت شعبيته، لذلك كثر التحريم المدعوم من السلطات..

 والفقهاء ايضاً يحبون السلطان الذي يكثر من العقوبات،  لأنه يكثر من مسؤولياتهم ويشعرون أنهم سلاطين، فيرتاحون نفسياً!

الموضوع حب علو في الارض.. هذه النفس الداخلية للسلاطين والفقهاء من القرن الاول  هي سبب كل تشويه للدين..

اشباع النفوس بحب العلو هو ما دفع السلاطين وفقهاءهم لهذه الفتنة


 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=668
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19