• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : عيديات! .

عيديات!

من ذكريات المالكي.



تغريدات لفضيلة الشيخ " حسن بن فرحان المالكي" 

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


 كانت فرحة العيد فرحة ...

كنا نعيش في العيد فرحة متعددة الأطراف، تأتينا من كل ناحية..

من اللبس والألعاب ورؤية الناس والزيارات والأكلات.

كنا في أعياد أيام الصبا ( ما بين عامي 1390 - 1398 تقريباً ) يحصل كل منا - الأطفال - على لبس جديد مكون من 1- مصنف ( مئزر أبيض وآخره مخطط بألوان).

2- كرتية بيضاء ( قميص) مخططة بالأحمر طولياً.

3- سبتة ومنقلة ( حزام وخنجر صغير).

4- خضاور ( أشجار عطرية في الرأس).

5- صميل ( عصا).

6- وطلاعات.

الطلاعات ( ألعاب نارية متواضعة ، وأشهرها طلاعات أبو حمامة )..

يوم العيد:

1- نقوم في الصباح الباكر والبخور يعج في البيت..

2- نلبس لبس العيد..

3- نفطر عيش وسمن..

4- نذهب من بيوتنا إلى محل صلاة العيد ( في وادي الجنية ) ونسمع الناس ينزلون من الجبال بأدعيتهم المرتلة:

الله أكبر الله أكبر..

وهي الله اكبر الله أكبر .... لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر .... ولله الحمد..

فنشق طرق الجبال والمزراع ونحن نرتلها في بهجة مجنحة..

نصل إلى مصلى العيد وكبار السن يرتلون ذلك الذكر، أما نحن الأطفال فنقعد في الخلف ونسولف، وكل يري الآخر الألعاب النارية أو يتفرج على جديد اللبس..

ثم تأتي خطبة العيد والصلاة، ثم يتم التعارف والسلام بين الجميع، ثم اللعب والعرضة الشعبية وإطلاق الرصاص من الكبار وإطلاق الألعاب التاردية منا.

كانت البهجة تملأ جوانحنا فهو يوم راحة.. لا رعي فيه ولا زراعة ولا كد ولا تعب، وإنما نزهة ولقاء وفرجة وجديد في جديد..

ثم يروح كل أهل بيت إلى بيتهم، فيأكلون ويعيدون على الأمهات والأخوات، ثم ينتقلون إلى الجيران، ولا بد من أكل - ولو لقمة واحدة - عند كل بيت نزوره.

شخصياً كنت أمشي مع أخي أحمد، أكبر مني بسنتين،  نذهب من المعثرة إلى الخطوة إلى القحز إلى الجبيل ( هذا الأماكن ركن أساسي من أركان التعييد)، وكان إخواني الكبار ( عبد الله وجابر ويحيى ) يمشون معاً أو متفرقين.. كنا نجد بنات الجيران أجمل وأحلى وأملح مما كنّ عليه من قبل.. كانت البنت تبتسم أكثر من الفتى..

بسمة مع جمال مع خضاور الرأس وأغطية الرؤوس المزركشة الألوان..

الناس كلهم طيبون في العي.. د كلهم يبتسمون ويرحبون.

كنا في ليلة العيد غالباً ما نرقص الألعاب الشعبية، أبرزها المثلوت، وهي لعبة جميلة مغرقة في القدم..

وهذا نموذج لها:



لعبة المثلوث عبارة عن رقص ثلاثة يتناوبون الدخول، كل واحد يدخل بين الاثنين، ويأتي دوره.. ولو تأخر مع مزمار وإيقاع..

وهي لعبة الحرب والنفير!

ولعبة المثلوث يظهر أنها لا تمثل ( مقاماً كاملاً ) ففي المقطع السابق يظهر أنها من الراست ، فهي تتراواح بين ( سي ) و( الدو ) لكنها تنتهي بـ ( لا ).

وياليت المهتمين بالمقامات من أبناء البلد يعملون تصنيف لكل الفنون وألحانها، فإن لها عمقاً تاريخياً، ففي مذكرات الرحالة ( فيلبي ) ذكر أنه سمع مزماراً في مكان عندنا اسمه ( الجفين ) عن آل سلامة، فذكر فيما أذكر أنه يشبه ( مزامير بيت لحم ) أو كلمة تشبهها، والمنطقة احتفظت بتراث قديم!

وكنا نسهر مع ألعاب كبار السن مثل الطرح والزامل والترحيبة والتكثيرة، وهذا نموذج مبسط عنها وعن معانيها مع تطبيق:



وكان إطلاق النار يشعل الحماس في قلوب الجميع، اسمعوا الكبار كيف يلعبون وتخيلوا أن هناك إطلاق نار نهاية كل مقطع..

وتخيلوا هههه

شيء مذهل!

هذه الألعاب موغلة في القديم، ومنطقتنا الجبلية معزولة عن طرق التجارة والحروب، فلذلك احتفظت بألوان شعبية لعلها تعود لعهود سبأ الأولى..

فاسمعوا...

المناطق المعزولة عن الآثار - آثار الدول والحروب - كبني مالك وفيفاء وبني امعوض وآل تليد وقيس وحريص ألعابها متشابهة إلى حد التطابق أحياناً.. 

وأحياناً نجلس ننصت لصاحب المزمار، يخرج من لحن للحن....

ومنهم هذا الرجل الملقب ( القرحاحي )، وهو منا كنا نسمعه ونحن صغار:



أذكر أني رأيته في القحز ( بجوارنا ) قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وهو يجيد الأغاني اليمينة القديمة على المزمار..  وما زال حياً.

وهذا الأخ الشعيثي صاحب مزمار وتراث في مشاركة بني مالك في الجنادرية، ويظهر الرقص ونموذج البيت المالكي من الخلف:



يجب التنبيه أن بني مالك في المملكة كثير،  فهناك بني مالك خولان ( نحن جنوب الجزيرة ) ناحية فيفاء، وهناك بني مالك في جدة والطائف وأبها والليث، وهم قبائل متفرقة لا يجمعها جد واحد..

نحن خولانيون،  وبنو مالك الآخرون منهم من هو من بجيلة ومنهم من هو من الأزد ( كهلانيون )، أما نحن فحميريون.


وهذا شكل آخر من لعبة المثلوث.. وأظن صاحب المزمار هو الشعيثي ( وهم من آل سلامة = وآل سلامة من آل خالد من بني مالك:



وهذا كشكول من الألعاب الشعبية في استقبال بني مالك لوفد يمني من قبائل منبه بسبب صلحهم مع أهل فيفاء في دية قتيل:



الألعاب فيها الطرح والتكثيرة وإطلاق نار كثيف ( بعد إذن من الإمارة )، وكان أستاذنا المرحوم حسن فرح الفيفي مدبر هذا الصلح..

وهذا الاستقبال قد جرى في مكان يسمى ( الجشّاء ) جنوب بني مالك، وكنا نسكنه قديماً - عام 1394 هـ - وهو قريب من بيتي، فهذه الديار قد رعيت فيها وزرعت قبل الدراسة.

في الجشاء تورطت بفتاة أحبتني ولم أحبها، وكنت صغيراً.. فمازحتها في الحب فصدّقت..

فكانت تلاحقني بالريحان وأنا أهرب منها هههه

وذات مرة سرحت الجمل ( سيلان ) في الجشاء ( مكان هذه العرضة الشعبية )، وعند العودة وجدتها راعية بالضأن، ولكني حمدت الله أني فوق الجمل! هههه


كانت حياتنا في الأعياد جميلة..

فطرة بهجة براءة..

لا نسمع بشيء.

لا أخبار سياسة ولا غيرها.. 

كنت أظن العالم كله موزع بين ( السعودية واليمن) فقط!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=697
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 21