• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المواطنة.. والدين الرديف! ولماذا يفشل الإخوان والسلفيون في الحكم .

المواطنة.. والدين الرديف! ولماذا يفشل الإخوان والسلفيون في الحكم

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


المواطنة..!

يظن الإخوان والسلفيون أن الإسلام يحرم مساواة مواطن بآخر في الحقوق، وهذا لب خلافهم مع الجميع، فهم يقرءون الدين بعيون التاريخ، فإذا أتت آية مثل ( لا إكراه في الدين ) لا يقرءونها كما هي، لأن التاريخ كان فيه إكراه على المذهب. فكيف بالدين؟

فماذا يفعلون؟

يقولون: هم أعلم!

نعم يقولون: هؤلاء أعلم منا بالقرآن، وهم أعلم منا بالسنة، وهم وهم، وهذا كله نتيجة التوقف عن مراقبة الأثر السياسي على الدين، واثره كبير جدا.. وإذا وجدوا آية في الأسرى تقول ( فإما مناً بعد وإما فداءً ) يقولون إن الآية معناها فإما مناً وإما فداءً وإما استرقاقاً.. لأن السلف فعلوا ذلك، فهم يضيفون أفعال السلف والتاريخ الذي نتج بفعل السلاطين الظالمين، يضيفونه للقرآن الكريم بسهولة، لأنهم أعلم وأفقه وأحرص على الدين! هكذا ..

وإذا وجدوا آية الكلمة السواء مع أهل الكتاب، أو في نجاة من عمل صالحاً منهم، لا يلتزمون!.  لأن السلف لم يلتزم، وهم أعلم وأفقه وأحرص على الدين!

وإذا وجدوا حصر القتال في حق المعتدين كقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) يقولون معناها الذين يقاتونكم والذين لم يقاتلوكم! لأن السلف والتاريخ والطغاة قاتلوا الاثنين.. وهم أعلم وأفقه وأحرص على الدين.. فقد أوصلوه إلى الشرق والغرب! وهكذا في المساواة والعدل وغيرها.

فإذا وجدوا آية كريمة تحث على أمر وخالفه السلف والطغاة والتاريخ يقولون: أن هذا الأمر القرآني ( س ) معناه ( س + ص) لأن التاريخ فعلهما معاً!... وهذا كله من ضعف الثقة بالقرآن، فالثقة في القرآن ضعيفة جداً، لأن السلف والتاريخ والطغاة هم أعلم به، وهم من يحكمون عليه وينسخون ويضيفون!.. 

فلذلك كلما تريد إقناع السلفية والإخوان بأهمية النقد ومراقبة أثر السلطة على التاريخ والحديث والعقائد لا يصدقونك، فهم أعلم وأحرص على الدين!.. وإذا ذهبت معم إلى الحديث وجئت لهم من الحديث بشيء يشبه القرآن يقولون لم يصححه التاريخ والطغاة والسلف، وهم أعلم وأحكم وأحرص على الدين!

وإذا أتيت لهم بما يجمعون هم وسلفهم وتاريخهم على صحته ويوافق القرآن، قالوا لكنهم سكتوا عنه ولم يفهموا فهمك!! وهم أعلم وأحكم وأحرص على الدين!

إذاً...  فالنتيجة النهائية هي عمل الجاهليين تماماً..

ما وجدنا عليه الآباء والأجداد.. ولو خالف صريح القرآن وعدله وهداه ورحمته.. هذه هي الخلاصة.

كما قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)) [المائده]

انظروا لقولهم ( حسبنا)! اي هذا يكفينا.. هم مغتبطون به!

المواطنة عند الإخوان والسلفيين لا تستوجب المساواة بين المواطنين ولا بين المسلمين ولا حتى بين أتباع المذهب الواحد، بل يحرم ذلك عندهم شرعاً، وكل ما تسمعونه منهم أن المواطنين سواسية كله كذب في كذب، والناس يعرفون أنهم يكذبون، وهم يعرفون أنهم يكذبون، لذلك يستمر التوجس منهم وعدم الثقة، فإذا أنت أتيت وقلت لهم أن هذا الكذب حرام.. كونوا صادقين.. لأن الله قال ( وكونوا مع الصادقين ) وأن مشكلتكم الأولى مع غيركم هو في الصدق والكذب.

الآخرون لا يقولون أنهم لا يكذبون وأنهم لا يظلمون...

لكن ما الفرق بين كذبهم وكذب السلفية والإخوان؟

ما الفرق بين ظلمهم وظلم الآخرين؟

اسمع إذاً :

الفرق أنك إن (كشفت القومي والعلماني) في كذب أو ظلم اعتذر منه أو سقط أمام أنصاره وأمكن محاسبته، أما السلفي والإخواني إن ( كفشته ) فماذا يحدث؟!

الفرق أنك إن ( كفشت ) السلفي والإخواني في ظلم أو كذب برر ذلك بالشرع، بدين الله!!

وإذا كانوا أغلبية يصدقهم جمهورهم بأن هذا الظلم والكذب شرع!.. فإذا وصل الإخوان أو السلفية للسلطة وتم قتل مواطن بلا محاكمة وإنما غوغاء استخرجوه من بيته وقتلوه فماذا يقولولون؟

يقولون : هذا دين الله!

لكن لو وصل العلمانيون للسلطة - وهم يكذبون ويظلمون أيضاً - فجمهورهم لا يتعدى بنفسه على المواطنين ، وإذا وقع ذلك تبرؤوا منه وحاكموه..

هذا الفرق.

اليهودي والنصراني والبوذي والملحد لا يستطيع الاعتذار عن سرقة ولا قتل ولا ظلم ولا كذب! لكن السلفي والإخواني يستطيع أن يعتذر عن هذا بالدين!.. فالدين في جيبه، وهو من يفسره ويعلمه، وهو من يأكل به ويشرب، وهو وحده لا شريك له في فهم الدين وتوظيفه ليكون خادماً صغيراً له من جملة الخدم!

من هنا، فالإخوان والسلفيون يخاف ظلمهم حتى أقرب الأقربين إليهم، وكثير منهم لا يعرفون عندما يظلمون أنهم يظلمون، ولا يعرفون أنهم يكذبون..

كيف؟

هم يظنون أنهم على الدين، وقد ينقلون لك أحاديث وفتاوى في تأييد الظلم والسرقة والكذب والغش والخيانة، وإذا أصررت على إنكار ذلك كفروك وقتلوك!

إذاً فالشيطان قد استطاع إيجاد دين رديف لدين الإسلام، هذا الدين الرديف وضع له سلطاته ووعاطه وهذا الرديف أقوى من دين الله في قلوب أتباعه.

الدين الرديف الشيطاني ( الذي يسوغ لأتباعه الظلم والسرقة والكذب ) هو أقوى على الساحة من دين الله ، دين العدل والصدق والمعرفة والمساواة.. يجب على دين الله الأول أن يبقى صامتاً أمام الدين الرديف وإلا يا ويله ويا سواد ليله وليل أتباعه! الدين الرديف أقوى في القلوب والتطبيق!.. الدين الرديف أذل أتباع الدين الإلهي عبر التاريخ قتلاً وسجناً ولعناً وتكفيراً وحرمان،اً فمن الطبيعي أن يحمي نفسه وأن يعمل الشيطان على ذلك.

الدين الرديف لا يخلو من آيات مقطعة الأوصال وأحاديث ولغة طيبة لأول وهلة وابتسامات!! ثم يتغير هذا فجأة إذا اقتربت من كشف المستور وتصبح ضالاً.

وأختم بآيات في ( حسبان هؤلاء أنهم مهتدون ) وما سبب ذلك ( الحسبان) يقول تعالى(يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)) [ألأعراف]

تدبروها بهدوء.. ما أصدقها..

والآن نتدبر الآيات معاً وننظر ماذا يستوقفنا منها:

الوقفه الأولى: أول ما استوقفني من الآيات أن التحذير لكل بني آدم، فالشيطان عدو للجميع، ويجب على الجميع أن يحذروا من الشيطان، فهو عدو للمسلم وغير المسلم، السني والشيعي، الإسلامي والعلماني.. شعر بذلك أو لم يشعر، آمن بذلك أو كفر به، والذين لا يؤمنون بوجود الشيطان ويلجؤون للتأويل المتكلف ليتواضعوا، فما أوتو من العلم إلا قليلاً، وهذه المادة تحت المجاهر لم تنته أسرارها.

الوقفة الثانية: الفتنة ومعناها... ويدخل فيها الشك والتردد والموقف الضعيف، يجب أخذ ما آتانا الله بقوة، فالأخذ الضعيف المتردد سبب هلاك من سبق.

الوقفة الثالثة: قدرة الشيطان على التأثير، إذ كيف أضل آدم وحواء مع أن التحذير صريح ومن الله مباشرة ومن شجرة معينة تعييناً واضحاً ومع ذلك نجح!!.. ولا يظن البعض بأن الآية ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) تعارض هذا، فهذا جاء في سياق قتال أولياء الشيطان، أما في سياق كونهم أئمة فالأثر قوي، ولعل الشيطان هو من عمم في أذهاننا آية ( الكيد الضعيف ) حتى نستخف به ونقول هو مسكين يا حرام!..

نعم هو ضعيف إذا قررنا محاربته وليس ونحن معه!

وهذا هو سياق ضعف كيد الشيطان ( الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76))  [ألنساء]

هنا نعم.. الشيطان ضعيف، أنما وهو القدوة فقوي، ومن دلائل قوته على أوليائه أنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت!

نعم يقاتلون وقد يُقتلون في سبيل الشيطان، فأثره عليهم قوي جداً وليس ضعيفاً.. فانتبه!

والذين يقاتلون اليوم في سبيل الطاغوت فيقتلون من لا يجوز لهم شرعاً ويفجرون ويستبيحون قتل المخالفين، هل أثر الشيطان عليهم قوي أم ضعيف؟

الوقفة الرابعة: أن الله نفسه جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون عقوبة لهم على عنادهم وكفرهم، هم أولياؤهم، يأمرونهم كما يأمر السيد عبيده.. وكلمة ( لا يؤمنون ) مطلقة في حق من لم يؤمن بالكلية أو لم يؤمن ببعض الكتاب، ولا يجوز تخصيصها، ولا تغر نفسك بأنها خارج هؤلاء، قد تكون من عبيده، والسياق التالي يدل على أن هؤلاء مؤمنون بالله، فهم يفعلون الفواحش والمظالم ويحتجون لها بأمرين:

1- السلف .

2- يزعمون أن الله أمرهم بها!

إذاً فليسوا كفارا بالكلية لا يؤمنون بإله ولا يوم آخر، ولعل الشيطان هو من أقنعنا أن هؤلاء هم الكفار بالكلية حتى نطمئن، فالشيطان لا يحب القلق، الشيطان يحب أن تذهب إلى جهنم مطمئناً، واثق الخطوة تمشي مَلَكاً!

نعم يحب أن تذهب بهذه الغبطة حتى يضل بك آخرين وحتى تكون المفاجأة كبيرة!

تأمل الآيات مرة أخرى ( وَإِذَا فَعَلُوا فاحِشةً قَالُوا وجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا ) فأول ما يحتجون به إلى اليوم هو السلف ( الآباء)!.. فإذا أنت جادلتهم بأن هؤلاء السلف تحت النص، وأنهم بشر، وأن سلف بني إسرائيل أضلوا من بعدهم، وأننا سنسير على سننهم، وأن الله نهى عن عبادتهم.. الخ، هنا يتذكرون أن حجتهم ضعيفة، فيتذكرون ويزعمون (وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا )، فهذا الظلم والقتل - مثلاً - إذا فقدوا حجة السلف بحثوا في دليل!

والرد عليهم ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمونَ (28)) [ألأعراف] فالله ليس من ظلمكم في شيء، والسبب واضح، فقل لهم أن القطعي الذي تعرفه أن الله لا يأمر بالظلم ( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ) وليس من القسط ما تفعلون.. هذه شهادتنا.

والوقفة الخامسة: أنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله لأنهم أعرضوا عن النص،

الشياطين هنا ( شياطين الإنس والجن )، وهم كثير عبر التاريخ.

الوقفة الأخيرة: في هذه الآيات أنهم يحسبون أنهم على (هدى عظيم )!

لايحسبون أنهم يكذبون على الله وعلى شرعه، ومع ذلك يعذبهم.. لماذا؟

نجيب لاحقا

سنحاول الإجابة على أسئلة جريئة مثل:

لماذا يعاقب الله الذين 1- هم غافلون 2- لا يعلمون 3- لا يشعرون وما صفاتهم؟

وهل منهم العامة أم لا؟

الهدف الذي من أجله فرض الله عليكم العبادة لا تفسدوه بالبغضاء والتظالم وسوء الظن ..

اتقوا الله في خلق الله، فإنما يتقبل الله من المتقين..

 

اسمعوا الغاية هنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13))

كرر.. التقوى.. لماذا؟

لأنه (الغاية )، فاتقوا الله.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=698
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19