• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الدرر البهية في الصلح بين إيران والسعودية! .

الدرر البهية في الصلح بين إيران والسعودية!

هل هناك استعداد عند الدولتين ومذهبيهما ( السلفي والجعفري ) لاستخراج القضايا الإيمانية المشتركة من القرآن الكريم ثم توظيفها؟

أظن أن هذه الدرة أبلغ درر التواصل السعودي الإيراني، قطعيات الإسلام الكبرى بها تعاطى النبي حتى مع المنافقين..

لنا الظاهر.. والباطن عند الله.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


بعد زيارة أمير الكويت لإيران، والرسالة الرسمية من الخارجية السعودية، تلوح في الأفق آمال صلح.

كل سعودي عاقل - وهم أغلبية - وكل إيراني ، وهم أغلبية..  يرون أن الصلح والتفاهم بين الدولتين له آثار إيجابية على الدولتين ومواطنينها في كل المجالات، فقد تعب السعوديون والإيرانيون والسنة والشيعة من هذا الاصطفاف والخصومة الطويلة التي كان لها آثارها حتى على المعرفة والنفسيات..

فالصلح خير.

ولكن هنا يأتي أسئلة معرفية وشعبية مثل:

س1 لماذا الخصومة أصلاً؟

س2 هل هو مجرد لعب سياسي بالشعوب ونفسياتها ولتوظيفها في أحقاد لا معنى لها ؟..أم أنه فعلاً هناك مبررات صحيحة لهذه الخصومة؟

إذا كان الأول فهذا معيب .. لا يجوز للدولتين أن توظفان شعبيهما في خصومة عبثية.

وإذا كانت هناك مبررات صحيحة فما هي بالضبط؟

وهل تذللت؟.. هل ذهبت؟.. هل تم التفاق عليها في الخفاء؟.. أم ما زالت قائمة وعلى أشدها ؟!!

إذا كان الأول بأن مبررات الخصومة قد زالت..  فلماذا إبقاؤها في الخفاء، وما هي؟

وإذا كانت الثانية أنها مازالت قائمة.. فلماذا الصلح إذاً؟

حقيقة أنني صاحبت الخلاف السعودي الإيراني من أيام الثورة الخمينية، ولا أدري لماذا يختلفون، ولا أدري لماذا يصطلحون، ولعل أكثر الناس مثلي.

نعم.. أنا أعرف أن لكل دولة مبرراتها، لكن أليس من حق الشعب أن يعرف.. وبشفافيه؟!

على كل حال ننتقل للنقطة الثانية

وهي :

على أي أساس الآن سيتم الصلح؟.. هل الصلح والتفاهم سيتم على أساس ردم الماضي؟! أم الحوار فيه... أعني هل سيتم البداية من جديد وكأنه لا ماضي بين الدولتين أم سيكون في الحسبان؟

وسؤال آخر:

هذا الماضي هل يتم مناقشة ما قبل الدولتين أم لا؟.. بمعنى هل سيكون نقاشاً سياسياً سياسياً أم أن المتمذهبين قد نجحوا في فرض حوار مذهبي؟

إذا كان الأمر سيتم بردم الماضي كله فلا أظن أن هذا سيكون مفيداً، وخاصة على المستوى الاستراتيجي، قد تكون وتنبعث من جديد في أي لحظة.. فما الحل؟

الدرة الأولى:

الدرة الأولى من الدرر المذهبية في الصلح بين إيران والسعودية هي أن تحدد وزارتا الخارجية اعتراضاتهما وهواجسمها وتصنفها..سياسية، مذهبية، إعلامية..الخ

الدرة الأولى وهي ( الجمع ) .. يتم جمع السياسي والمذهبي والإعلامي والجنائي والاشتباكات في العراق وسوريا ولبنان واليمن ..الخ، ثم المناقشة فكرة فكرة.

لماذا أقول هذا الكلام؟

لماذا كأني أريد تصعيب الصلح؟

كلا.. لم أقل: ما فائدة هذا الجمع؟، هذا يتم مناقشته استراتيجياً مع وجود العلاقات.

كيف؟

بمعنى يجب على الدولة ( السعودية أو إيران )، أن تأخذ حساب الشعب الذي استقرت عنده معلومات عن الدولة الأخرة ومذهبها..

فمثلاً:

الدرّه الثانيه

السعودي يريد - مثلاً - أن يفهم "قصة تفجير الحرم" صحيحة أم لا؟ وماهي حقيقتها مجردة؟

قصة التخطيط لتفجير البترول بالاتفاق مع القاعددة..

قصة  قصة ..الخ

وهناك قائمة طويلة عند السعوديين وقائمة طويلة عن الإيرانيين، من الأفضل أن يتم عرض الحقيقة كما هي، لأن الشعبين من حقهم أن يفهموا حقائق الأمور.

اعطيكم مثال آخر

الدرّه الثالثه

قصة الجزر الإماراتية الثلاث، هذه عند السعوديين أصبحت أهم مما عند الإماراتي، ولم نفهم االبرود الإماراتي والزيارات والتهاني؟

قرأت مرة في عنوان صحيفة كويتية قديمة أن إيران اشترت تلك الجزر، ووقع الطرفان الإيراني والإماراتي الاتفاق..

طيب.. إذا كانت هذه صحيحة فلماذا العبث؟.. وإذا كانت هذه باطلة فأيش القصة بالضبط؟

عشنا على ( طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى ) حتى كادت بعض القنوات أن تضيفها لسور القرآن الكريم!!

هذا عبث.. أنا الآن لا أقول أن إيران اشترتها ولا احتلتها، أقول هذا نموذج فقط .. إما على الحرص على حقوق العرب

أوعلى التحشيد والاستغفال والاصطفاف.

الدرّه الرابعه

أيضاً القضية الأحوازية، هي عند بعض السعوديين مظلمة خالصة تساوي مظلمة فلسيطن والقدس أو تزيد..

هل هي حقيقة أم ماذا؟

هذا يحتاج لشفافية مع الشعوب.

قضية حزب الله والحوثيين أيضاً، هل هناك فعلاً إطماع إيرانية في تحريض هؤلاء على أذية السعودية أم أن هذه الحملات مجرد تحشيد وحرب إعلامية..

الخ..

كذلك لا نتوقع أن القائمة الإيرانية خالية من الأسئلة، لنستعد لأسئلة مماثلة..

قضية دعم صدام ضد إيران عسكرياً ومالياً وإعلامياً.. صحيح أم لا؟

قضية ( جند الله ) وتفجيراتهم شرق إيران.. هل صحيح أنها مدعومة من السعودية أم لا؟

قضية دعم الجماعات المتطرفة في العراق وغيرها لاستهداف الشيعة.. الخ

المقصود هنا أن الشعبين ( السعودي والإيراني ) لهما الحق في الفهم.. فهم لماذا يختلفون ولماذا يتفقون.

العالم اليوم تغير ، ومن المهم كسب المصداقية.

الدرة الخامسة:

المذهبية = مذهبية الدولتين

في الجانب المذهبي هناك سؤال سعودي عريض: ( إيران تسعى للتمدد المذهبي )، وربما عند إيران سؤال مماثل وأدلتها في القنوات المتطرفة قائمة..

فما الحل؟

هل تسعى السعودية وإيران للتمدد مذهبياً؟

وما هي دلائل ذلك؟

ولماذا؟

وما الفرق بين هذا والحرية المذهبية؟

هذه منطقة حوار استراتيجي تهم الشعوب.

الدرة السادسة:

هل هناك استعداد عند الدولتين ومذهبيهما ( السلفي والجعفري ) لاستخراج القضايا الإيمانية المشتركة من القرآن الكريم ثم توظيفها؟

أظن أن هذه الدرة أبلغ درر التواصل السعودي الإيراني، قطعيات الإسلام الكبرى بها تعاطى النبي حتى مع المنافقين..

لنا الظاهر.. والباطن عند الله.

هذه القطعيات الإيمانية الكبرى مهملة تماماً، وخاصة عندنا أقول هذا عن علم بالوقع المذهبي عندنا، فما هي تلك القطعيات والمشتركات التي يجب توظيفها؟

القطيعات الإسلامية عند الدولتين والشعبين والمذهبين كثيرة جداً، لكنها معطلة تماماً.. كالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، ومثل قطعيات الأحكام من صلاة وصوم وحج وزكاة.. ألخ، وقطعيات المحرمات من ظلم وزنا وسرقة وشرك وكفر وكبر ..الخ

هذا معترف به نطرياً، ويبقى التوظيف.

لا يقل لي أحد من السعوديين أو الإيرانيين ( ولكن المذهب الفلاني فيه كذا وكذا..)

 الدرة السابعة

وهي مناقشة الأمور الخلافية ، ليفهم كل الآخر..

فمثلاً: الشرك والكفر والنفاق.. الخ، سب الصحابة أو أهل البيت أو بغضهم، التضيق المذهبي..

هذه ميادين واسعة للسجالات المذهبية، فلابد من حوار مذهبي جاد.

فمثلاً: الشرك ... هذه شبهة غلاة الفريقين، متناسين أن النبي تعامل بالظاهر حتى مع مشرك نطق الشهادة قبل أن يقتل ( قصة حديث أسامة المشهور )..

نعم.. الشرك دقيق، وقد يدخل عندنا وعندهم، لكن التعامل يكون على أساس الإعلان لا على أساس الحقائق، فالنبي تعامل مع المنافقين على أساس الاعلان فقط.

لو أن النبي حقق في ( نيات المنافقين ) كما يحقق السلفيون في نيات الشيعة وكما يحقق الشيعة في نيات السلفية

لانفرطت المدينة في يومين.

لله حكمة.

فالله عز وجل أمر نبيه الكريم بالبلاغ المبين فقط، لم يأمره بالتفتيش عن قلوب الناس.. هذه لله فقط.

الله - فقط - هو العليم بما في الصدور.. ويحاسب عليها.

فإذا اتفق السعوديون والإيرانيون والسنة والشيعة ألا يزايدوا على النبي صلوات الله عليه فهذا مفتاح كبير للصلح والتعاون على البر والتقوى.. وأما إن أصر السلفيون والشيعة والسعوديون والإيرانيون على أن سنة النبي مع المنافقين لا تكفي مع بعضهم البعض ولابد من المزايدة فسيذوقون النتائج.

نعم.. البحث مشروع، يعني شبهة دعاء الموتى والتبرك بالقبور ...الخ

يتم بحثها علمياً، وهي ليست خلافاً سلفياً إيرانياً، هي خلاف مذهبي قديم داخل السنة!

البحث سيكشف للفريقين والدولتين أن ما ينكره المذهب على المذهب الآخر موجود في مذهبه غالباً، فالحنابلة وهم رأس السلفية لهم كتب في قبر أحمد وفضله، وكان أحمد بن حنبل يرى التبرك بقبر النبي ، والرمانة التي على منبره، وثياب يحيى بن يحيى النيسابوري، والتعوذ بسيد الوادي من شر ما فيه.. الخ

وبالبحث .. سنكتشف أن الحنبلي الكبير ( إيراهيم الحربي.. من كبار تلاميذ أحمد ) كان يقول ( قبر معروف الكرخي ترياق مجرب )، وقصص الحنابلة في هذا كثيرة.

هذا البحث مفيد للمذهبين.. لتواضع أتباع المذهبين، سيريحون السياسيين عندما يكتشفون الكوارث هنا وهناك، لذلك من الضروري الحوار المذهبي الجاد المصاحب.

على كل حال..

ما زلت أؤمن أن السياسيين - رغم ما فيهم - أخف من المتمذهبين وأعقل، ويستطيعون التفاهم، ولكن حتى يريحوا المتمذهبين ليفرضوا عليهم الحوار.. لا أريد ( إدخال المذاهب في الحوار )، لكن للأسف تم الشغل على المذهبية ( عقوداً )، فأرى إنشاء ( مركز حوار مذهبي سعودي إيراني )، أو الاعتذار للشعبين.

من الشعبين من فقدوا أولادهم بسبب هذا التوظيف المذهبي..

بعضهم فقدوا عقولهم.

الخ

إذاً لابد من حوار جاد، أويقال للشعبين :

 آسفين ما كنا نقصد!.. والموضوعات المذهبية ( الاختلافات ) يتم النقاش فيها بعد تحديد القطعيات، وأظن أنه إذا تم تحديد القطعيات ستذوب أكثر الأوهام التفصيلية..

ولنجرب ونرى!

الملفات السياسية كالملف العراقي والسوري والبحريني واللبناني واليمني ملفات ضخمة بلاشك، لكن باطنها كلها مذهبي،  فلابد من فتح المذاهب وكوارثها.

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=726
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28