• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الدين مبني على التشدد في الحقوق والتسامح في العبادات! .

الدين مبني على التشدد في الحقوق والتسامح في العبادات!

ديننا دين ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وليس دين ( فمن شاء فليظلم ومن شاء فليعدل ).. كلا..

الحقوق يجب أطر الناس عليها، أما القناعات فلا.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


الدين مبني على التشدد في الحقوق والتسامح في العبادات! وأعني هنا بالعبادات بمفهومها الضيق ؛ الصلاة والصوم والحج ألخ نقول هذا لماذا؟!

لأنني رأيت الشيطان قد قلب المسألة، وأصبحت فتاوى انتهاك الحقوق مشاعة غير منكرة، وفتاوى العبادات يتشدد فيها ويوجب عليها المحاسبة الدنيوية.. مثال :

 قبل قليل أستنكر بعض المتابعين الفتوى التي رآها الشيخ جمال البنا بأن الدخان ليس من مفطرات الصوم، ويرون هذا أخف من فتاوى القتل والظلم!

لا يدري هؤلاء أن فتوى الشيخ البنا رحمه الله هي في العبادات، وقد صدر من بعض أهل بدر ما هو أعظم منها، فهذا أبو طلحة الانصاري يرى أن أكل البرد في رمضان لا يفطر، وكان يطبق هذا بنفسه، فيرد الصوم اربعين سنة ويكتفي بأكل البرد ( الثلج )! والخبر سنده صحيح، (راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء).

فالذين يجعلون السلف شرعاً سيكوتون محجوجين بهم - إذ لم يسخروا منه - وتساهلوا معه، بل لم يروَ أن أحداً منهم أنكر عليه، وحجة أبي طلحة في البرد هي حجة ابي تراب الظاهري وجمال البنا في الدخان، إذ مات أبو طلحة يقول ( البرد ليس بطعام ولا شراب)! وهذه الفتوى من ذلك الصحابي البدري أفضع، فحاولوا أن تتسامحوا في العبادات وتتشددوا في الحقوق فالحقوق، وخاصة حق الحياة من أقدس الحقوق، وقد عظمه القرآن ورعاه النبي عنايته الخاصة، والنصوص في ذلك كثيرة.. كآية القتل وحديث أسامة وحديث خالد في بني جذيمة، بينما في العبادات - كالحج مثلا - افعل ولا حرج..

 احفظوا هذا وتعلموه.

وهذا طبيعي، بل الايمان بالله نفسه واليوم الاخر والنبوات لا إكراه فيه، ولكن الحقوق يجب الإكراه عليها، صغيرها وكبيرها..

 احفظوا هذا وتعلموه..

ديننا دين ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وليس دين ( فمن شاء فليظلم ومن شاء فليعدل ).. كلا..

الحقوق يجب أطر الناس عليها، أما القناعات فلا.

يظن الحمقى أنه كلما زاد الذنب فيجب أن تكون عقوبته الدنيوية أعظم، وهذا وهم كبير، فليس هناك اعظم من النفاق ذنباً، ولا عقوبة دنيوية فيه.. كذلك الكبر أعظم ذنباً من السرقة، ومع ذلك فيها ( اي السرقه ) عقوبة وليس في الكبر عقوبة - اعني دنيوية - لماذا؟!

لأن السرقة جناية تتعلق بالحقوق. فافهم هذا.

المنافق لا نقول فقط ليس فيه عقوبة دنيوية، بل له كل الحقوق التي لغيره من اهل بدر، الفئة والعطاء والزواج والدفن في مقابر المسلمين. الخ

 واضح؟!

وهذا الذي لم يفهمه لا السلفيون ولا الإخوان، لأنهم مثقفون بتراث بشري مذهبي، يعاقب على البدعة والرأي بالقتل والسجن والضرب والهجر.. الخ

 فهمتهم؟

هذا التراث، وكَتَبَتُهُ تسامحوا مع ما تشدد فيه الشرع من انتهاك الحقوق، بل شاركوا فيها وتشددوا فيما تساهل فيه الشرع، حتى حاسبوا على النيات..!

عجبي!!

فأصبح الحمقى يتابعون زلات الفقهاء العلمية في موضوعات لا انتهاك فيه لحق أحد وينسون فتاوى سلفهم بانتهاك كل حق.. من حق الحياة الى حق التفكير، بهذا يستطيع الشيطان بخبث ومكر أن ينشئ (ديناً رديفاٌ ) مضاداً لدين الله، يعاقب فيما لم يعاقب الله فيه، ويتسامح مع انتهاك الحقوق، بل يشرع لها.

وأخيرا..

 

 الدين الشيطاني متغلغل في النفوس بفعل التراث، لأننا اتخذنا بعضنا أعداء ولم نتخذ الشيطان عدواً كما أمر الله، فكانت النتيجة كل هذا.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=727
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28