• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أعداء النبي هل يشبهوننا أم يشبهون خصومنا؟ - الجزء ألأوّل .

أعداء النبي هل يشبهوننا أم يشبهون خصومنا؟ - الجزء ألأوّل

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

لمطالعة "أعداء النبي هل يشبهوننا أم يشبهون خصومنا؟ - الجزء ألثاني" هنا.


عندما أرى هؤلاء الشتامين والسفهاء أقول في نفسي: الحمد لله أن النبي لم يدركهم ويتأذى بهم.

ثم أعود لنفسي وأقول: وما الذي أدراني أن النبي - صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله - قد وجد أمثالهم ومن هو أسوأ منهم؟!  فإن من يقرأ القرآن يجد صنوفاً من أعداء النبي صلوات الله عليه وآله، فمنهم السفيه الشتام الكذاب، ومنهم المحارب الشريف، ومنهم ومنهم.. كلهم عادوه، ولكن القرآن الكريم لا يسجل إلا التهم والعداوات الرفيعة، كالتكذيب والاتهام بالسحر والجنون .. هذه تهم رفيعة قياساً بما نراه من السفهاء اليوم، ولو كنا اليوم في العهد النبوي لوجدنا أعدى أعدائه السفهاء هم شلل الغلو السلفي قطعاً.. في سفاتهم وكبرهم وأموالهم وقنواتهم وسخرياتهم وأكاذيبهم، أما نحن خصومهم فقد يكون منا المتخاذل والتأخر والشاك ونحو ذلك..

لكن نجزم أننا لسنا في سفاهات وشتام وأحقاد وكبر هؤلاء الغلاة..

يعني سنكون أقل، قد نؤمن وقد لا نؤمن - لا ندري - لكن لن نكون سفهاء، لن نكذب عليه ونؤذيه ونرسل سفهائنا يسلبون عمامته وهو بجوار الكعبة..

 لكن الغلاة سيفعلونها!

القرآن الكريم لم يدون تلك السفاهات النذلة حتى لا يؤذي بها نبيه وهو يقرأها، إنما سجل اتهامات السحر والجنون والكذب، وهذه لها وجهة فكرية ما.

ثقوا بأن البيئة التي عادت النبي صلوات الله عليه وتعب منها هي نفس هؤلاء السفهاء الشتامين الصم البكم الذين يسخرون ويكذبون.. مثل هؤلاء تماماً.

قد نكون نحن – خصومهم - من المتخاذلين، من الفرارين في القتال، من الشاكين، وربما المرتدين..

 لكن لن نكون من السفهاء قطعا؟؟ً هذه نشعر بها في نفوسنا.

مثلما اليوم لا نفرح بتقطيع الجسد أرباً إرباً - كما فعل سفهاء قريش بخبيب بن عدي وحمزة ويفعله السفهاء اليوم - فالنفسيات واللؤم والخسة هي هي، لذلك كان في كفار قريش المحاربين من أنكر على أبي سفيان وهند بنت عتبة تمثيلهم بجثة حمزة بن عبد المطلب..

 ففي الكفار كرام نفوس أيضاً.

هذه الخسة التي كانت في بعض كفار قريش,, كيف يستطيع الشيطان حمايتها؟

 كيف يستطيع أن يبقيها حتى يفخر على بني آدم بأنهم وصلوا إلى هذا الحد؟

 كيف؟

طريقة الشيطان في إدخال الخسة اللؤم والحقد في قلب أبي سفيان وهند بنت عتبة حتى مثلوا بجثة حمزة هي نفسها التي سيدخل بها تلك الصفات في الغلاة، الغلاة الذين يفرحون بقتل طفل أو امرأة أو أكل ميت أو سحل في الشارع ..الخ، قد تمكن الشيطان من إدخال نفسية هند وأبي سفيان فيهم أيضاً..

 كيف؟

هنا انتبهوا للطريقة - طريقة الشيطان - في ملء القلوب بالأحقاد لينزله إلى أسفل سافلين، وينجح الشيطان مع هذا الإنسان، مرة بالكفر ومرة بالإسلام!..

 حتى يصل الإنسان لهذه المرحلة من اللؤم والحقد يجب أن يمر بعدة مراحل شيطانية.. ليصل إلى أسفل سافلين..

 فما هي خطوات الشيطان في صنع هذه النفسية؟

حقيقة هذا موضوع طويل.. قد أكتب فيه مستقبلاً تحت عنوان ( صناعة النفس الشيطانية) مستدلاً من القرآن فقط على خطوات الشيطان في هندسة هذه النفس، فهندسة هذه النفس الشيطانية هي انتقام شيطاني كبير من بني آدم، فهو عدو لكل بني آدم ، وليس للمسلمين فقط، فكل من وجدتموه بهذا اللؤم فهو كذلك.

نعم الشيطان عدو لكل بني آدم (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60)) [يس]

لكن كيف ينجح الشيطان في نقل هذا الخلق اللئيم من السفاهة والحقد واللؤم والوحشية إلى المسلمين أكثر مما ينجح مع غيرهم؟ ولماذا يحرص على هذا؟

أما لماذا يحرص الشيطان على صناعة هذه النفس الشيطانية (إسلامياً) أكثر من حرصه على صناعتها (مسيحياً أو بوذياً أو يهودياً ) فله سبب عجيب!.. وهو أن الشيطان حريص على ضرب أعظم الأديان وأكمل الرسالات، فهي الرسالة الخاتمة الصافية، فحرص الشيطان أكبر على صناعة نفسيات لها صفة (إسلامية).. الشيطان حاقد جداً وملعون وحسود، لذلك يقوم بتخريب أفضل الأديان.. بتخريب أكثر المنتسبين إليه، هو يحقد على الرسالة الأكمل والأصفى أكثر.

مثل الحاسد من بني البشر، فهو يحرص على إهلاك أفضل ما للمحسود من مال أو مكانة ..الخ، فلذلك الشيطان أكثر من صناعة نفسيات شيطانية من المسلمين،، الشيطان حقود وحسود، لذلك لا يركز كثيراً على أتباع الأديان المشوهة أو المحرفة أو الناقصة ..الخ، حرصه على تخريب الكمال أكثر وأبلغ انتقاماً، والشيطان ناجح مع غلاة السلفية أكثر من غيرهم، حسدهم أكثر، بذاءتهم أكثر، حقدهم أكثر، عنفهم أكثر، وحشياتهم أكثر، فرحهم بالمعصية والوحشية أكثر.. الخ، فلذلك تجدهم - أعني غلاتهم - أكثر الناس حلفاً بالباطل، أكثر الناس سفاهة - حتى عند الحرم - أكثر الناس وحشية، أكثر الناس فرحاً بالمعاصي الكبرى.

ولكن السؤال المهم هو:

 كيف استطاع الشيطان أن ينقل اللؤم والوحشية والسفاهة والنذالة من سفهاء الكفار - وليس عقلائهم - إلى جمهرة من المسلمين؟

سفهاء كفار قريش صدرت منهم ثلاث حالات مشهورة:

 1- طعن سمية أم عمار بالرمح في فرجها حتى الموت.

 2- أكل كبد حمزة والتمثيل به.

 3- تقطيع خبيب.

سفهاء المسلمين فعلوا أضعاف أضعاف أضعاف هذه الحالات الثلاث..

 من شق امرأة نصفين -أم قرفة- إلى قصة كربلاء والحرة وما فيهما إلى أفعالهم اليوم.

ما فعله سفهاء قريش وأصحاب الأحقاد منهم، لم يفعلوا واحداً على المليون مما فعله المسلمون..

 فكيف استطاع الشيطان أن ينجح هذا النجاح الكبير معهم؟

الشيطان له طريقة واحدة في صناعة الشخصيات الشيطانية - كفرية كانت أو مسلمة - طريقة واحدة يكررها ولا ننتبه لها..

 تقوم على أعمدة ثلاثة:

العامود الأول: الكذب.

العامود الثاني: الحقد.

العامود الثالث: التشريع.

 ثم يأتي تتويج كل هذا بالتنفيذ، وبهذا يحصل الانتقام الشيطاني الكبير والبليغ من بني آدم، فهو يبدأ:

 1- بتعبئة الكذب في الشخص المستهدف حتى يؤمن بألأكاذيب ويتدين بها.

 2- ثم يدفعه للحقد على من لا يؤمن بها.

 3- ثم يشرع له قتله بوحشية!

خذوا نموذج الشيطان مع أصحاب إبراهيم وما هموا به مع إبراهيم، من نيتهم إحراقه..

 أو ما فعلوه مع النبي أو سمية أو حمزة أو خبيب.. ماذا يفعل؟

الخطوة الأولى: يملؤهم بأكاذيب أنهم على حق وأن آباءهم وأجدادهم (سلفهم) هم الأكمل، وأن هذا المعارض لهم كذاب له أهداف .. وهكذا يملأهم كذبا.ً

الخطوة الثانية: ثم الخطوة الثانية في الحقد على هذا الكذاب الذي يريد بهم وبآلهتهم سوءاً، والذي ينسبون إليه كذباً أنه يسب آلهتهم - وإنما يبطل ألوهيتهم – الخ.

الخطوة الثالثة: ثم الخطوة الثالثة تكون بقتله بوحشية انتقاماً مما يظنونه كذباً منه وحقداً على آباءهم وأجدادهم وطريقتهم المثلى، فهم لا يكتفون بالقتل الهادي، فعندما يقوم سفهاء قريش بتقطيع خبيب بن عدي قطعة قطعة وهم يتضاحكون..

كيف وصل بهم الشيطان إلى هذا الحد؟

 إنه اتباع معهم نفس الخطوات الثلاث.

وعندما يقوم آلاف من الغلاة اليوم باقتحام بيت وسحل شيخ مشلول في الشارع وضربه حتى الموت وهم يتضاحكون كالسكارى كيف وصلوا لهذا؟

 نفس الخطوات!

وهكذا تتبعوا كل حالة ستجدون خطوات الشيطان..

 تلقين كذب، ثم حقد على من لم يؤمن بهذا الكذب، ثم الانتقام منه بوحشية.. وهنا يتحقق إنجاز الشيطان!

 

صناعة النفسيات الغاضبة الحقودة الحسودة الدنيئة ... هدف شيطاني كبير جداً لما له من آثار على تشويه الدين والآدمية معاً.. وهذا يحتاج لتفصيل، وهذا التفصيل يجب تتبعه في القرآن الكريم، فقد كشف عن عداوة الشيطان وخطواته ومكره وحسده، وستجد خطواته في قصص الأنبياء، وما فعل بهم أقوامهم.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=745
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28