• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ما هو شرع الله في قتلة عثمان؟؟ .

ما هو شرع الله في قتلة عثمان؟؟

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

لمطالعة: "من هم قتلة عثمان؟"هنا.


لمطالعة: "دور معاوية في مقتل عثمان بن عفان!" هنا.


س  

ما هو شرع الله في قتلة عثمان؟؟

ج 

هو شرع الله في قتلة نيار الأسلمي!

كلاهما صحابيان شهدا أحداً وما بعدها، ولا قود في الفتنة، فإذا قيل أن علياً لم يقتل قاتل عثمان (الذي قتل قبل أن يكون خليفة) فعثمان لم يقتل قاتل نيار الأسلمي (وكان عثمان هو الخليفة)، فالحجة على عثمان في تعطيل القود ممن قتل صحابياً في خلافته أبلغ من الحجة على علي في تعطيل القود ممن قتل صحابياً خارج خلافته، والدماء واحدة.

ولعل الأقرب هو منهج عثمان وعلي، فهما لا يريان القود لقتلى الفتن، وقد أجمع اهل بدر على أن من قُتل في فتنة فدمه هدر (دنيوياً) كما ذكر الشافعي، فالذين يشنعون على الإمام علي في تركه قتل قتلة عثمان عليهم أن يشنعوا قبل على عثمان في تركه قتل قتلة الصحابي نيار الأسلمي وغيره ..

الدين واحد.

شرع الله هو هذا في قتال الفتن، وإنما القود والقصاص في القتل الفردي الشخصي، أما جيش أمام جيش فلا، ولو كان القود في الفتن العامة لما بقي أحد!

لا أدري لماذا يكتم الغلاة هذا الحكم الشرعي في التفريق ببن القصاص في الفتن وقتلى الأفراد.. إنهم يخفونه لتقوية حجة معاوية فقط، وبنفس جاهلي أيضاً، وكذلك عندما يتم قتل مالك بن نويرة وسعد بن عبادة في عهد أبي بكر وعمر، مرة يقولون تأويل ومرة يقولون جن!

أما إذا أتوا لعلي فهم حريصون على الشرع!

يقولون الامام علي لم يحقق في الموضوع، مع أن الفتن لا قود فيها، بينما لا يطالبون عمر بالتحقيق في دعوى مقتل سعد بن عبادة المقتول في جماعة!

في الأخير لا تجد عند هؤلاء علم بالشرع ولا شي، هم تبع لمعاوية في مطالباته على الطريقة الجاهلية فقط..

ابن عمي وابن قبيلتي..

هذه دعوى جاهلية بحتة!

الدعوة الشرعية هي أن تدعي على أشخاص بالبينة من شهود واعترافات، وبشرط مهم جداً، ألا يكون المقتول قتل في فتنة عامة.. هذان الشرطان ليس مع معاوية

معاوية لا يقارن فقهه الجاهلي بفقه الإمام علي النبوي، فرق كبير جداً بين شريعة الجاهلية وعصبياتها وشريعة الإسلام، لا يلتقيان في شي أبداً..

وهناك اثنان اسمهما (نيار) يخلط بينهما بعضهم، [نيار بن عياض الأسلمي] وهذا صحابي جليل قتلته حاشية عثمان 

[ونيار بن مكرم الأسلمي] تابعي من جماعة عثمان.

قال ابن حجر في الإصابة  في ترجمة نيار بن عياض الأسلمي: (ذكره الطبري وقال: كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ممن كلم عثمان في حصره وناشده الله وقتله بعض أتباع عثمان قالوا: وهذا أول مقتول في ذلك الوقت) انتهى كلام ابن حجر.

كان متظاهراً، فقط يطالب بالعدل، وقُتل ظلماً، فهذا الصحابي مثلاً لم نجد هؤلاء الحمقى يلتفتون له، ولم يقولوا عطل عثمان الحدود بعدم القود من قاتله، هم جاهليون ينزلون الشرع على من يريدون فقط.. بل كان الثوار على عثمان لا يرون القتال، حتى قامت حاشية عثمان بقتل هذا الصحابي الجليل، وطالبوا عثمان بالقود منه، لأن الأمر لم يكن فتنة حينئذ.

قال ابن حجر (فقام نيار بن عياض بن أسلم وكان شيخاً كبيراً فنادى عثمان فأشرف عليه فبينما هو كذلك إذ رماه رجل بسهم فنادى الناس: أقدنا نيار..الخ

فالذين يعترضون على الإمام علي بعدم القود في قتلى الفتن عليهم أن يعترضوا قبل على عثمان بعدم القود من قتلى الجماعة.. وعلى أبي بكر وعمر أيضاً.

هؤلاء (المعاويون) ليس معهم فقه ولا نية في معرفة الشرع ولا تطبيقه، عندهم حجة معاوية الجاهلية العصبية.. يريدونها وبس.. كما فعل العريفي وغيره، ونحن نسألهم:

هل تفرقون بين القتلى في الفتن والقتلى في الجماعة أم لا؟

وهل تعرفون المراد بهذا وهذا أم لا؟

وهل قرأتم أحكام قتال أهل البغي أم لا؟

صدقوني ما عندهم جواب، عندهم أن معاوية يريد الأخذ بثأر عثمان وبس!

هذه أعجبتهم!!

لم يعجبهم حديث النبي في الفئة الباغية ولا شيء، النصوص لا يريدونها، أوعى أن تذكر لأحدهم نص النبي (في الفئة الباغية)، ولا أحكام قتال أهل البغي، ولا شروط القود.. الخ

كلا!

اذكر لهم جاهلية معاوية فقط!.. الدين لا، أوعى!

طيب .. نمشي مع الكذاب لعند الباب ونقول لهم: ماذا تريدون بالضبط؟

لسان حالهم يقول: لا نريد نصوص النبي ولا أحكام الدين، نريد حجة معاوية أن تعلوا فقط!

وإذا قلنا بعضهم يريد الدين والنص لكنهم يجهلونه بسبب هؤلاء المعاويين - كالعريفي وعرعور - الذين يتشبثون بجاهلية معاوية؟

قلنا سنفصل لكم..

اسمعوا:

تعالوا نفهمها بالشعبي.. صارت فتنة بين قبيلة (س) وقبيلة (ص)، أو بين حكومة (س) ومعارضة (ص)، فهل عند الصلح أو الإتفاق يتم قتل كل قاتل أم لا؟

جميعكم سيقول: لا.

تم الاتفاق بين الطوائف اللبنانية في الطائف - مثلاً - ومثله  في بلدان كثيرة، لم يقتل القتلة.

الإسلام دين عملي أيضاً، لا يقتل هؤلاء.

وحالة أخرى:

شخص يقتل شخصاً آخر لخلاف شخصي، هل يُقتل القاتل أم لا؟

ستقولون: نعم، هذا القصاص في القتلى.

إذاً فالإمام علي أعلم منكم ومن معاويكم، أنتم تعرفون أنني لا أرى العصمة وأخالف الشيعة الإمامية فيها، لكن أقول بحق

ليس في الصحابة من هو أعلم من الإمام علي بأحكام الدين، فلا تزايدوا..

لا أنتم ولا معاوية ولا ابن تيمية أعلم من الإمام علي ولا أحرص على تطبيق العقوبات الشرعية، فنصيحتي أن تريحوا أنفسكم من المزايدة عليه .. ستتورطون.

هل تعرفون لماذا ستتورطون؟

لأنكم إن قلتم بوجوب القود  في الفتنة(والقود هو قتل القاتل)، فستكون الحجة عليكم أعظم في إهمال القود في الجماعة!

كل اقتتال جماعي ليس فيه قود، حتى الاقتتال بين النبي وكفار قريش لم يكن فيه قود، لم يقتل النبي قاتل حمزة ولا غير حمزة، هذا تقاتل جماعي، فئة لفئة.

وكذلك قتال أبي بكر لما سُمّوا (مانعي الزكاة)، لم يكن فيه قود، ولا حتى للمرتدين، وقد بقي قاتل زيد بن الخطاب واسمه [أبو مريم الحنفي] ومات على فراشه..

فالإمام علي إذاً حجته أبلغ، أن من ابتدأ بالقتل هو جماعة عثمان لا الثوار، هم من بدأ بقتل الصحابي نيار الأسلمي، فهل يأخذ منهم القصاص أيضاً؟

الدين ليس فيه أن هذا خليفة وهذا صحابي..

عادي.. الدم دم، والشرع شرع.

لكن هناك دم لا يؤخذ القصاص منه، وهناك دم يؤخذ القصاص منه، والشرح يطول.. ولو أن الإمام علي أراد قتل كل من قتل في فتنة فكان يجب عليه أخذ القصاص من حاشية عثمان أولاً ، فهي التي بدأت بقتل المتظاهرين، ومنهم صحابة كبار، بل على منهجكم المعاوي الجاهلي لابد أن يقتل من تبقى ممن قتلوا أصحاب النبي ببدر وأحد والخندق.. ويزايد على النبي كما تزايدون عليه.. 

تعلموا الفقه.

الثوار على عثمان كانوا ثواراً فقط، وفيهم جمع من أهل بدر والرضوان، وليسوا كما تظنون نتيجة ابن سبأ، قصة ابن سبأ إنما تم اختراعها فيما بعد للتغطية.

الأسانيد الصحيحة - وليست أكاذيب سيف بن عمر - تقول كان في الثوار عدد من كبار الصحابة، كطلحة بن عبيد الله وأبي أيوب الأنصاري وجبلة بن عمرو.. الخ، ومعهم جنود الأمصار (أهل الفتوحات الذين تفاخرون بهم)، هؤلاء من الصحابة والفاتحين كانوا يتظاهرون فقط، وبعد مقتل نيار صارت فتنة بين الفريقين..

والسؤال:

هل تريدون من الإمام علي قتل الجميع أم لا؟

إذا قلتم نعم، فهل ترضون أن يقتل طلحة وعائشة وأبي أيوب الأنصاري وهم مجرد ثوار أو محرضين؟

إذا كنتم لا تصدقون أن طلحة وعائشة وعمار وأبي أيوب الأنصاري وأمثالهم من المحرضين للثوار على المطالبة بحقوقهم والإنكار على عثمان فهذه مشكلتكم، وحل هذه المشكلة أن تتعلموا، اقرءوا المصادر القديمة ( طبقات ابن سعد/ تاريخ خليفة/ البلاذري/ المدائني..الخ) وتعلموا الأسانيد وستعرفون ذلك.

أما أذا أصررتم على الجهل وبقيتم في المصادر التي اعتمدت كذب سيف (كالعواصم من القواصم وابن تيمية ومناهج التعليم) فلن تتعلموا وستبقون مع معاوية.

لا أحب أن أطيل عليكم، ولولا أنني رأيت من يزايد على الإمام علي بجهل وليس بالعلم، وبرفع حجة معاوية الجاهلية - لا رفع الأحكام الشرعية - لما كتبت.

وإذا قلتم : والله التاريخ صعب ولا نستطيع معرفة الحقيقة فهناك حل..

هذا رسولكم المبعوث رحمة للعالمين قد رحمكم، وفرق بين دعاة الجنة ودعاة النار!

النبي صلوات الله عليه اختصر لكم الموضوع، ما يحتاج أن تقرءوا كل هذه الكتب، قولوا نحن مع رسول الله، لا مع علي ولا معاوية، وهو قد حكم في الموضوع.

ولكن عندما تذهبون للحديث انتبهوا من حيلة ثانية لمعاوية، فقد وضع حزبه أحاديث تجعله الأعلى.. خذوا المتواتر الصحيح - كحديث عمار - واتركوا الكذب.. خذوا ما اتفق المسلمون على صحته واتركوا الشاذ والمنكر والمناكفة، وإلا ستضلون، لأن صاحب الهوى يضل يبحث عن قشة يتمسك بها، فالمشكلة إذاً في القلوب.، وإذا وصلت المشكلة للقلوب 

فوالله لا تنفعكم آيات القرآن كــ (فقاتلوا التي تبغي)، ولا الأحاديث المتواترة كحديث عمار، ولا فقه الإمام علي ..ولا شيء.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=771
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16