• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ما هو الإلحاد؟؟ .

ما هو الإلحاد؟؟

كن إنساناً تكن مسلماً تلقائياً وفق غايات القرآن..

فكر واشكرواترك الاذى واعدل واصدق.. الخ

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


الإلحاد بالمعنى القرآني هو الميل، وهو العربي الفصيح، ومنه سمي (اللحد) داخل القبر، لكن الالحاد بالمعنى الذهني اليوم يختلف، فالإلحاد بالمعنى الذهني الشعبي - بل الأممي - هو إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى..

وهذا - حقيقة - وهم في الأغلب، وإنما المشهور هو اللادينية، لأن وجود الخالق مفطور في النفس الإنسانية، ومعظم - إن لم يكن كل - الدين يزعمون أنهم ينكرون وجود الخالق بين مكابر وغير جازم، متردد محتمل لهذا وهذا، ونحن نستعمل كلمة الإلحاد ونقصد به غالباً المعنى الشعبي، اعني ليس الميل فقط في اسماء الله، وإنما الشك أو التردد في وجوده أو دعوى إنكار الوجود.

لا يمكن لعاقل - في الغالب - أن ينكر وجود الخالق، وآيات الوجود أكبر من شبهات العدم، آيات الله - من أكبر مجرة إلى مكونات الذرة - ناطقة بوجود الخالق، والذي يقدم الشبهات في العدل الإلهي على هذه الآيات المبصرة, معنى هذا أنه لم يفعل (لم يقم بغاية الشكر)، وقدم المظنون والإشكال على القطعي. ومثل هذا (الملحد) غالباً يكون عنده كبر، فهو يهمل كل هذه القطعيات (القصدية المصممة بدقة متناهية وحكمة ولطف وإعجاز) ويذهب لمشتبهات هذا كفر.

الكفر في القرآن ضد الشكر (أأكفر أم أشكر) الكفر هنا تغطية، فهو يكفر بنعم الله عليه.. من سمع وبصر وعقل.. الخ، ولو فعل هذه النعم لقدم الأوضح القطعي، ولكن المتردد شاك، المتردد غير الجازم حالة مختلفة، فهو غالباً يتردد لضعف في التفعيل أو عجلة (والعجلة لها علاقة بالفؤاد)، فالله لايؤخذ بالعجلة

هنا الشق الثاني (العجلة) مذمومة، وهي مرتبطة بالكبر - أو هي فرع منه - ويمكن أن يكون عليها عقوبة، أما الضعف الطبيعي فلا يكلف الله نفسا الاوسعها..

فالإلحاد الذي يغفره الله هو هذا الإلحاد الناتج عن عجز  لقصور طبيعي في التفكير ووزن الأمور، هذا القسم نعم لا يكلفه الله فوق طاقته، ولذلك نحن نفرق في الملحدين، بين عاجز ومتكبر، بين مفعل لنعم الله ومهمل لذلك، بين باحث صادق ومتكبر مفاخر، بين من يفرق ببن دين الله ودين الواقع، وبين من يخلط بينهما ويظن أن ما عليه الناس هو دين الله (وهذه النقطة تتعلق بالربوبيين منكري النبوات)، لابد من التفريق بين هذه الأصناف.

هناك فرق كبير بين شخص يسب الأديان والنبوات لمظلمة أو واقع أو جهل بإجابة، وبين باحث جاد اعترضته أسئلة لم يجد لها جواباً.. الله بصير بالعباد.

الملحد عن كبر غالباً يبقى فيه أمراض المتدينين، يبقى حقوداً متكبراً متفاخراً، لا يحب المعرفة ولا يفعل نعم الله عليه،  وهذا لابد من عقوبته.

أما الملحد الثاني - أي عن بحث وشك لوجود أسئلة كبرى عجز عنها، وإشكالات يراها لم يجد لها حلاً لكنه متواضع وانسان يحب الخير للبشرية فهذا مختلف، فهذا الملحد الإنسان الباحث العاقل المحب للخير، تتوفر فيه كثير من غايات القرآن، ولو لم يعرفها، كالشكر والتقوى والتفكر والعدل والصدق مع الذات.  هذا القسم الثاني هو الذي يدخل تحت الآية (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وتشمله رحمة الله وعدله، وقد يسبقك الى الجنة هذا إن دخلتها انت، لان معظم الذين يعممون الحكم بالنار على من ليس على مقاسهم الديني والمذهبي يكونون معاندين للغايات القرآنية كلها، من عقل وشكر وتقوى وتفكر.. الخ، وعلى هذا فهؤلاء المتحمسون من عبدة التراث الجاهلين بالله وكتابه وعدله ورحمته وتعاليه عن أن يعذب عاجزاً..

قد يأتون مستعرضين الناس بالتكفير ثم يتفاجؤون يوم القيامة أن الذين كانوا يكفرونهم قد أصبحوا فوقهم في الجنة،

بينما هم قد أصبحوا في قعر جهنم، وضل عنهم ما كانوا يفترون، لأن الله هو الذي يعلم من يستحق جنته، ألا وهو الإنسان..

كن إنساناً تكن مسلماً تلقائياً وفق غايات القرآن..

فكر واشكرواترك الاذى واعدل واصدق.. الخ

ولأن الله أعلم بمن يستحق ناره ألا وهو المنسلخ من إنسانيته كل متكبر ظالم جبار كذاب حلاف مناع للخير معتد اثيم.. الخ، وهي في المتدينين أكثر!

المتدين الأحمق يظن أن الصلاة تتفعه دون ثلاثة أمور وثمان صفات..

الأمور الثلاثة هي

1- الغاية من الصلاة، وهي (الذكر) = وأقم الصلاة لذكري.

2- ودون وظيفتها (النهي عن الفحشاء رالمنكر)..

3- ودون لبها (الخشوع).

ودون صفات المصلين الثمان في سورة المعارج..  هو يمن بصلاة تزيده من الله بعداً..

﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴿19﴾ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴿20﴾ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴿21﴾ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴿22﴾ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴿23﴾ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ﴿24﴾ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿25﴾ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿26﴾ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿27﴾ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ﴿28﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿29﴾ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿30﴾ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿31﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴿32﴾ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ﴿33﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿34﴾ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ﴿35﴾﴾ [ألمعارج]

هنا كما قلنا لا نعمم، لكن هذه ظاهرة،  فهم لا يعرفون ما ذكره الله في كتابه عن هذه الركائز، ويلاحقون الاحاديث في رفع السبابة وصيغ التشهد!.. فالمنظومة كلها مقلوبة عند المتدينين - في الغالب - وينطلقون في الحكم بالنار على من قد يكونون عند الله أفضل منهم، وربما ستكون مفاجأتهم كبيرة!

وهذا نموذج من مفاجأة المتهورين في الحكم على مخالفيهم بالنار بلا دليل ولا برهان،  مع حكمهم بالجنة لدعاة النار!

﴿أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿49﴾ [ألأعراف]

فالمفاجأة هنا مزدوجة، فالذين قد أقسمت في الدنيا أنهم في النار دخلوا الجنة، وأنت الذي حصرت الجنة لك ولجماعتك تدخل النار..

احذر هذا الموقف.

لمطالعة سلسله (الالحاد والغلو يجتاحان الشباب) هنا

 

لمطالعه بحث: وجود الله الأسئلة المباحة والأسئلة المحرمة - هنا.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29