• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : داعش ترجم امرأة، فلماذا الإنكار؟ (ألجزء ألأوّل) .

داعش ترجم امرأة، فلماذا الإنكار؟ (ألجزء ألأوّل)

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".


الذين ينكرون على داعش اليوم، هم الذين يقولون (القرآن ما يكفي)..

قرآنيون ضد داعش،  روائيون ضد القرآن.

من كان مستنكراً على داعش فلسيتنكر هذا الكم الروائي المخالف للقرآن الكريم، الكم الروائي هو المسيطر على عقول الأمة،  له طريق وللقرآن طريق.

أعلم كثرة الأحاديث في الرجم، ولكن آية واحدة لا نعدل بها ألف حديث، فلابد من إحكام الثقافة القرآنية والوثوق بها، ثم ما يشبهها من الحديث فقط.

ونعرف أن المستنكرين على داعش قتل النساء والأطفال يصحون ذلك الحديث (هم منهم) وينسبونه ظلماً وزراً للنبي، الذي بعث رحم للعالمين.

مشكلة المسلمين عويصة جداً، فهم مع القرآن بالكلام فقط، ولكن الواقع أنهم مع ألأحاديث المخالفة للقرآن، كأحاديث الرجم أوما خالف المتواتر عن النبي.

قبل أن تقولوا قال أبو هريرة  وقال أنس وقال عمر على المنبر  وقال البخاري في صحيحه،  من حق الله أن تقدموا ما قاله في كتابه الكريم..  هذا أولاً.. لا يمكن للمسلمين أن يخرجوا من هذا العنت والمشقة حتى يقدموا ما قاله الله على ما رواه أهل الحديث وما سوغه الفقهاء وما طبقوه السلاطين ..الخ، فمثلاً إذا أردتم معرفة حكم الزاني أو الردة أو قتل النساء والأطفال، فمن الاستهتار بكتاب الله أن يكون آخر المصادر، وأن نذكره لنرده لا لنتبعه.

أكبر جريمة في حق القرآن الكريم أن يتم ذكر الآيات لردها، لإبطالها بالحديث، لتأويلها عما أراد الله ..الخ، هذه جريمة كبيرة، تواضع عليها المسلمون.. ولنأخذها مسألة مسألة:

1- ماهي عقوبة الزاني والزانية عند الله؟

إذا آمنا بأن (هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) فلن يكون هناك رجم أبداً..

لماذا؟

لأن الله أوضح في كتابه (عقوبة الزنا)، وفي أكثر من مكان، وبعد أن نُحكم (الحكم القرآني) في هذا لا مانع - بعد هذا - أن نبحث (عقوبة الرجم) حديثياً!

الآية الأولى في عقوبة الزنا

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النور/2]

حكم إلهي واضح، وهذا الحكم أتى في سورة النور، وهي من آخر السور نزولاً تقريباً (نزلت السابع الهجري أو بعده) بدلالة كثرة الأحكام المتأخرة فيها، وبدلالة أولها، لأن الله ذكر في أول آية ما يفيد أنه أنزلها دفعة واحدة

(سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النور/1] ربما لهذا أسرار من رحمته وتعليمه

ثم يذكر الله بعد ذلك حكم المتلاعنين (من يتهم زوجته وليس معه شهداء) فماذا قال؟

 قال: ( وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ) [النور/8]

قال يدرأُ عنها العذاب  ولم يقل القتل ولا الرجم ولا الموت..  القرآن واضح ميسر.

وفي سورة النساء تحدث الله عن ( فتياتكم المؤمنات) أي الإماء، وجعل عقوبتهن إذا أتين (الفاحشة) نصف ما على المحصنات من العذاب، فما هو نصف الرجم؟

(فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ)[النساء/25]

يعني خمسين جلدة

أيضاً حكم الإمساك في البيوت

(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) [النساء/15]

حكمان في كتاب الله لا تناقض بينهما،  فالجلد 100 في حق الزانية والزاني (وهذا له معناه)  لم يقل (من زنى)، و(من زنت)! إنما المشهور بالزنا.

وأما ما دون ذلك - غير المشهورات بالزنا - فهؤلاء يكون أمساكهن في البيوت، هذا هو ظاهر القرآن المبين، وهو مبين واضح، ليس طلاسم، والوهم قد يقع منك..

ولكن الوهم قد يقع منك لكن ليس برد القرآن.. من يعتصم بالقرآن فلن يهديه إلا إلى خير،  ولن تزهق به نفساً لا تستحق، فهذا خير من الاعتصام بالروايات..

وقال في الآية اللاحقة عن الرجال

(وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا) [ألنساء 16]

أي أن الفاحشة إذا صدرت من الرجال فيؤذون حتى يتوبون، وهذا يعني أن هؤلاء يختلفون عن (الزناة) المشهورين بالزنا، يعني لا يجلدون هنا إنما ألأذى.

هنا يجب على الوعي التاريخي أن يتدخل لمعرفة حالات الزنا في المجتمع البشري، أوفي المجتمع أيام النبوة أيضاً، فهناك مجاهر - محترف زنا وهناك مستتر، ونزلت آيات النساء قبل، لأن الأولوية لحماية البيوت، فهذه أولوية، ثم نزلت آيات النور فينا بعد للقضاء على ظاهرة الاحتراف للزنا.

فلا منسوخ ولا شيء، القرآن كله بركة كله نور  كله مبين وميسر..  لكن شياطين الإنس والجن أقوياء أيضاً،  ويستطيعون تغطية أي وضوح وصرفك بسهولة، بالإكثار من زخرف الحديث.

 

للانتقال الى "داعش ترجم امرأه، فلماذا الانكار؟ (الجزء ألثاني) هنا "


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=813
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16