• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المغرور يحتاج للنقد الذاتي! - الجزء ألأوّل .

المغرور يحتاج للنقد الذاتي! - الجزء ألأوّل

لو أننا شعب جاد، مبدع، مفكر، لأمكن أن تشير إلى كثير من الإيجابيات، لكننا شعب (طفل) يحب المدح والهجاء فقط، فنحتاج إلى تعليم ونقد. طفولتنا تحيط بنا من كل مكان..

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


عندما نتحدث عن ( الطفولة) بسلبية نعني تلك الطفولة الشقية، أي الشق السلبي من الطفولة لا الايجابي منها..

وهذا واضح.

لماذا تكثر من جلد الذات؟

سؤال يتكرر كثيراً..

لماذا تركز على نقدنا وتترك نقد الآخرين؟

سؤال ممل، سببه الغرور.

الشخص العاقل عندما تنقده أو تنصحه لا يقول: لماذا لا تنقد جاري؟ هذا سؤال غريب، إنما الواجب عليه التفاعل، أن يقول صدقت في كذا وأخطأت في كذا، أما الشخص المغرور  أو الطفل  أو المتكبر  فهذا يعاديك معاداة إذا أنت نقدته وبينت له شيئاً من جهله أو غروره..  هذه الطفولة لا تتخفف إلا بالنقد.

طفولتنا أولى بالمعالجة، أخطاؤنا أولى، غرورنا أولى، كأي عائلة..  كل عائلة تنقد قصورها عاقلة، وكل عائلة لا يهمها إلا  (الحش) في الآخرين عائلة طفلة.

الطفل لا يرتاح إلا بأمرين: إما مدحه أو ذم ابن الجيران، هو يرتاح جداً لهذا أو هذا، ويزهو ويغنيه عن كل شيء..

 هل نحن طفوليون؟

العربي بشكل عام - من قديم - هو طفل، إلا ندرة من العقلاء، العربي يحب الشعر والمدح والفخر وهجاء الآخرين، ويكاد الشعر العربي ينحصر في هذه الطفوليات. 

القرآن الكريم عكس القضية غالباً، يعلمنا بأنفسنا، يؤرخ لدواخلنا، يحاسبنا عليها، يكشف الأسرار .. لماذا؟

حتى يخرجنا من الطفولة العربية الطويلة.

الموضوع القادم سأستعرض بعض الآيات الكريمة التي كسرت (الطفولة العربية) التي عرفت الناس على حقائقهم الداخلية، التي حاربت الرياء والنفاق والكبر.. عبادة الذات من أخفى العبادات وأخطرها.. اسمع:-

(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) [الفرقان/43]

الخلاصة  لو أننا شعب جاد، مبدع، مفكر، لأمكن أن تشير إلى كثير من الإيجابيات، لكننا شعب (طفل) يحب المدح والهجاء فقط، فنحتاج إلى تعليم ونقد. طفولتنا تحيط بنا من كل مكان، تعليمنا يقول أنتم أحسن الشعوب وأكثرها أخلاقاً، دعاتنا وفقهاؤنا يقولون أنتم فقط من تدخلون الجنة.. أعلامنا.. الخ

طفولتنا السلبية أيضاً تأتينا من كل مكان،  فالآخرون كفار، ضلال، ملاعين، حمقى... أولاد زنا.. ونحن الطاهرون المطهرون المتقون !

طفولة مستديمة!!

يجب أن يخرج وسط هذه الطفولة من يقول : لا لا تزكوا أنفسكم،  لا تبخسوا الناس أشياءهم، تواضعوا..  فيكم كذا من المساويء وعند الآخرين كذا من المحاسن، وكل شعب له طفولته، وهي بنسب مختلفة، تحتاج لدراسة وعلى هذا،  فكل شعب يحتاج  إلى من يساعده على أن يكون كبيراً في تفكيره وحكمه ورؤيته.

هناك طفولة قلبية خفية (الهوى) وطفولة فردية ظاهرة (الأنا) وطفولة جماعية ( نحن ونحن ونحن) وطفولة وطنية ( وطننا الأحسن في كل شيء) وطفولات.. الخ. المشكلة أنك لا تكاد تجد مصححاً واحداً لكل طفولة، بل تجد الآلاف لدعم الطفولة الواحدة، مع أن كل طفولة تحتاج لآلاف من التروبيين والنفسيين، فأذا خرج في الملايين واحد فقط ينبههم على طفولتهم المكتنزة في ( تزكية الذات وبخس الناس أشياءهم) رموه عن قوس واحدة وشعروا بالألم الشديد!

ولا يطفيء هذا الألم إلا ذمك الآخر على الأقل، يعني العاقل منهم يعترف بهذه الأخطاء لكنه يعقب قائلاً:  طيب ولماذا لا تهجو الآخرين!

هذا نصف طفل!

أمر عجيب أنك لا تكاد تجد في مجتمعك إلا طفلاً أو نصف طفل، لماذا لا نترك الطفولة كلها؟!

لماذا هذه التجزئة؟!

 في الحزء الثاني سنبين أسباب هذه الطفولة:

للانتقال الى الجزء الثاني هنا.

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=816
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18