كلما شعرنا كسعوديين أن رؤوسنا أصبحت في التراب بسبب التطرف والحماقة من كثير منا أتى الملك عبد الله وأعاد البوصلة.
من أوائل ما سمي بالثورة السورية دخلنا مرحلة من الجنون؛ فأذكر أن أول صوت عاقل كانت كلمة للملك في قوله: "لا سامح الله الذين يرسلون شبابنا للقتل". أكبر صوت في نقد التطرف كان من الملك عبد الله، لكن بعض الجهات المسؤولة (وزارات وغيرها) كانت تعمل على الضد تماماً، وتواصل الحماقات والتحريض!
وهنا المشكلة! أعني تفلت بعض الجهات المسؤولة عن نداءات الملك، فالتحريض والتطرف يستمر عبر الإعلام والتعليم وخطب الجمعة، وكأنها لم يسمعوا!
وأخيراً وصل نقد الملك للعلماء على صمتهم على هذا التطرف، ووصفهم بالكسل، وهي كلمة مخففة من الملك عبد الله، الأمر عند البعض يتعدى الكسل إلى الرضا!
الخلاصة:
نشكر الملك عبد الله أن أتاح لمنتقدي التطرف مجالاً وأعطاهم مصداقية بنقد (الصمت العلمائي)، وندعو الجهات المسؤولة للسماع الجيد.
الغلاة يقودون السعوديين للعبثية في الداخل والخارج، أصبح التطرف (فخر الصناعة السعودية) بسبب المسكوت عنه من غلاة وأفكار ودماء وغباء.. ا أحب أن أستغل كلمة الملك فوق ما كنت أقوله وأردده من قديم من إحياء (النقد الذاتي)/نقد الغلو المحلي وإخضاع الثقافة المذهبية المحلية للتشريح، طالبنا بهذا النقد الذاتي ونفذناه في كتب وأبحاث قبل أن يكون كل هذا العبث، وكتبنا عن قراءة في كتب العقائد الحنبلية وعن الدعوة وعن المناهج.. الخ، ويوم كتبنا تلك الكتب والأبحاث لم يكن معنا إلا أفراد، الجميع كان يطبل للسلف وابن تيمية والوهابية، ثم كشف المستقبل أن هذا النقد الذاتي كان ضرورة.