• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الله.. رب العالمين! .

الله.. رب العالمين!

إذا بدأ الإنسان مما يعرف, يقيناً قاده الله بهذه البدهيات إلى ما لا يعرف، وأما القفز على هذه البدهيات فهي من الكبر، ولذلك يوصله الكبر الى الإثم!

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

مواضيع اخرى:

شيء من التفسير.. لإسلامهم.. وكفرنا (2)

المسلمون يضيعون غايات الإسلام!

التعارف والتعارك ! بين جند الله وجند إبليس !

متى يأمرك (الشيطان) بالورع وتقوى الله؟

 





أركان الإسلام من القرآن الكريم ثمانية أركان!

أول الواجبات عقلاً على الإنسان أن يكون إنساناً!

لا يتصرف كالحيوان..

يكون عقله معه.. يكف شره.. يحب لغيره ما يحبه لنفسه..

 ألا يحب لنفسه الأمن والعيش؟

أول ما يجب أن يفكر فيه الإنسان كإنسان يخاطب نفسه قائلاً :

أنا إنسان.. وهذا الآخر إنسان.. أحب كذا وكذا.. وهو كذلك.. عندي عائلة.. وهو كذلك..

أشياء بدهية.

إذا بدأ الإنسان مما يعرف, يقيناً قاده الله بهذه البدهيات إلى ما لا يعرف، وأما القفز على هذه البدهيات فهي من الكبر، ولذلك يوصله الكبر الى الإثم!

إذا رإيت عاملاً في الشارع, لا تظن أن المشهد عادي، هذا العامل له قلب مثلك.. وعقل وحس وعائلة وغربة، ويزيد عليك بالهم والغم والتعب.. الخ..

 كن إنسانا!

اسأل نفسك:

 لماذا هو في هذه الشمس والتعب والغربة وأنت في راحة بين أهلك وأطفالك؟

هل تظن أن من يوم ولادتك يجب على الله أن يجعلك هكذا مكرماً؟

هل تظن أن رب العالمين سيجمع لك السعادتين في الدنيا والآخرة ويجمع عليه الشقاء في الدنيا والآخرة؟!

هل معقول أنك ترى الله بهذه العبثية؟!

متأكد؟

هل تظن أن الله ربك فقط وليس ربه؟! رحيم بك فقط وليس به غفور لك فقط وليس له؟!

عجباً لك!!

هل أنت متأكد فعلاً أنك بهذا الدلال والعزة المولودة معك؟

هل سمعت بمقولة ذلك المؤمن (من كثر حظه في الدنيا قلّ حظه في الآخرة)؟

ألا ترى أن هذا أنسب لعدل الله ورحمته وحكمته؟!

فماذا عليك في المقابل؟

وقبل ذلك:

هل سمعت من قبل بالآية الكريمة:

  (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ Aya-8.png La bracket.png) [سورة ألتكاثر]؟!

هل سمعت بآية تتوعد بالسؤال عن الشقاء والجحيم؟

إذاً لا تفرح لأنك مسؤول..

لا تظن أن ما أنت فيه - من نعيم وعزة وكرامة الخ - لا تظن أنك لن تُسال عنه!

لا تظن أن هذا هو كرامة وتدليل إلهي.. هو ابتلاء:

( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ Aya-15.png)  [سورة ألفجر]

نعم هذا ظن المغرور.. أكرمني! بينما هذا ابتلاء عظيم (إذا ما ابتلاه ربه) انت مبتلى من جانب النعمة أصعب مما يبتلي فيه أهل المشقة..

ابتلاؤهم خفيف!

سيأتي يوم تتمنى فيه - أيها المغرور بالظواهر - سيأتي يوم تتمنى فيه أنك كنت عامل نظافة طوال عمرك، لأن الله سيسألك عن النعيم ولن يسألهم عن الجحيم!

لا تتكبر.. لا تغتر..  تذكر أنه بقي رب للعالمين سيسألك عن النعيم، وهو الذي وضع الميزان، فمن كثر حظه في الدنيا قل حظه في الآخرة.. كما قال الإمام علي

حق لك - إذا رأيت شقياً في هذه الحياة - أن تغبطه..

قل : هنيئاً لك خفة المؤونة يوم السؤال عن النعيم!

قل لنفسك: ويلي.. كم من نعيم سيسألني الله عنه؟!

قل لصاحب الشقاء المعجل : هنيئاً لك! لا تبذر في مال ولا تسرف في فجور.. قد تقدم عذابك في هذه الدنيا وتأخر عذابنا.. هنيئاً لك العذاب الأصغر!

ومع ذلك لا تيأس، هناك أمل.. حاسب نفسك.. شارك أهل الحزن في حزنهم.. واسِ أهل الفقر وخفف عنهم..  

كن إنساناً!

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء!.. تواضع.. خف من الحساب.. اغبط الفقراء وأصحاب المؤونة الخفيفة.. لا تظن أن الله يُخدع عن جنته..  

تذكر إذا نسيت بأن الله رب العالمين وليس رب المسلمين فقط ..

مجرد أن تحزن للحزين وترحم اليتيم وتعطي الفقير؟؟.. الخ, هذه الاعمال ستيسر لك الحساب، فتحاسب حساباً يسيراً.. لماذا؟ ل

أنك قد حاسبت نفسك وأتعبتها بالحق!

أما أن لا تلقي بالاً لحزين ولا مسكين ولا غريب ولا يتيم.. فأنت متكبر،  والجنة ليست لمتكبر..

ما كان الله ليدخلك الجنة مع خلق قد طرد به منها ملَكاً!

فإبليس هو من الجن خلقةً، لكنه من الملائكة مرتبةً، فلذلك شمله خطاب السجود لآدم،..

هذا الملك خرج من الجنة بالكبر، فلا تطمع أن تدخلها مع الكبر!

اصح قبل فوات الأوان.. لن تجد ناصحاً لك مثلي (فيما أظن)..

اصح!

وتواضع وتلفت للمساكين..

تأمل في ماذا يفكرون؟

وكيف يعيشون؟

قدم بعض شقائك.. تخلص منه الآن.

لن تجد ناصحاً  من هؤلاء الدعاة إلا ينصحك بمزيد من الكبر مغرور، ينصح مغروراً.. يقول لك: "الله أكرمنا، ونحن أولياء الله وأحباؤه"!

اصح.. الله ابتلاك!

الناجحون في الابتلاء بالجحيم أكثر من الناجحين في الابتلاء بالنعيم، تجده فقيراً ويحسن العمل، وأنت غني وتسئ العمل، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

كم ترمي من الطعام يومياً؟!.. وهناك من يموت جوعاً!

كم رميت من الأثاث وغيرك ينام على التراب؟

درب عقلك وقلبك على النظر والمقارنة والتأمل يخف الحساب... لأن الإشفاق من العذاب من صفة المؤمنين، بل لن تكون من المصلين إلا بهذه الصفة - كما في المعارج - الإشفاق يبقيك إنساناً!

اقرأ:

(وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَAya-27.png) [سورة ألمعارج]

الذين يأمنون من عذاب الله بأنه لأمم الشرق والغرب - أما نحن في جنة -  هؤلاء يخرجون من صفة المصلين أصلاً، وإذا لم تصدق فاقرأ الآية السابقة وسياقها.

اللهم عرفنا على أنفسنا لنعرفك ونعرف أنك رب العالمين، وأنك لن تترك أهل النعيم بلا حساب، ولن تترك أهل الشقاء بلا ثواب، لأنك أنت الله رب الجميع.

قد لا تستطيع معرفة أهل الجنة، لكنك تستطيع معرفة أهل النار في دقيقة!

كل كذوب متكبر متعجرف بذئ فاحش  دابة من الدواب لا يسمع ولا يعقل ولا يتعلم!

هذا يذكرك بخاصة ما ذكره الله عن أهل النار..

لا تلفظ الحكم عليه بالنار، لكن توقع، فالتوقع دون ال 100٪ مباح (إذا كان كما نطق القرآن عن( شر الدواب)).

تدبر القرآن وسترى أهل النار في كل مكان.. في دهاليز النت  وفي بطون الكتب وفوق  أعواد المنابر وعلى صهوات القنوات..

كثرة صماء بكماء متكبرة متعجرفة!

فكن صابراً ولا تستعجل عليهم، وهذا الصبر هو علامة الثقة بكلام الله، فإذا كنت واثقاً من وعيد الله فما ينتظرهم أشد،  وإذا لم تكن واثقاً فستتعب.

تتبع القرآن الكريم وستجد الله يوصي نبيه بترك العجلة عليهم، فهم لكثرة سخريتهم وضحكهم تكاد تضعف إيمانياً، فكن مؤمناً واثقاً من اليوم الآخر.

الإنسان  - لأنه خلق عجولاً - فهو يرى أن إمهال الله لهؤلاء الدواب المتكبرين المتعجرفين المستهزئين كان أطول من اللازم..

كلا..

الدنيا كلها ومضة..

اصبر.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=869
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29