بعد الضغط والتأخر في البيان قد يخرج أحدهم يقول : (داعش ضالة ويجوز قتالها إذا قاتلت المسلمين)!
فمثل هذه الجملة فيها تشفير واضح - وما أكثر الشفرات المذهبية السرية عند الغلاة - فهذا يصلح للدولة وداعش معاً، فداعش تقول لا نقتل الا الكفار! فقول ذلك الداعية أو ذلك الفقيه (يجوز قتال داعش إذا قاتلت المسلمين) معناه إذا قاتلت غير المسلمين فلا! ومعلوم شروط الغلاة في تعريف المسلم! وعلى هذا تتفق أقوال غلاتنا الناقدين لداعش ظاهرياً.. مع داعش باطنياً! وهنا يلتقي الظاهر والباطن بشفرة مذهبية يفهمها الاثنان بسهولة!
وحتى لو كانت نية القائل سليمة، وأنه يقصد المسلمين عند الناس، فكيف سيستقبل غير المسلمين هذه الفتوى؟
كيف سيستقبلها المسيحيون والإيزيديون؟! مثلاً!
أليس مثل هذه الفتوى تعطي ضوءاً أخضر لمشروعية قتل من ليس مسلماً؟
بل تعطي القاتل حصانة بأنه لا يجوز قتاله ورد عدوانه حتى يقتل مسلمين؟!
اذاً فأعدل الاعتدال عند غلاتنا ستجد فيه غلواً مشفراً، وعلى هذا فلا تبحث عن مواطن الغلو عندهم، بل يجب ان نبحث عن مواطن الاعتدال..
وقد لا نجد!
القرضاوي يرفض أن تحارب أمريكا داعش!
لعلة أن أمريكا تحارب لمصالحها فقط!
فلماذا طالبها بضرب سوريا وقال: نشكر أمريكا ونطالبها بضرب سوريا لله؟!
وفي التصريحات نفسها القرضاوي لمز علماء السعودية بقوله: من الخيبة أن يحارب الإنسان صديقه!