• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثاني. .

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثاني.

 

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

اليكم الجزء الثاني من سلسلة "أركان الاسلام" والتي تفضل بها شيخنا الفاضل المفكر "حسن بن فرحان المالكي" أعزه الله وفك أسره..

هذه السلسله قام فضيلته بنشرها في نهاية شهر اكتوبر وبداية نوفمبر 2013، وهي امتدادا لما كتبه سابقا حول "الالفاظ والمعاني بين المذهبي والقرآني" وسلسلة "عالمية القرآن".

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر أكتوبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي"



أركان الإسلام من القرآن الكريم ثمانية أركان! هذا اجتهاد مني لشرح أبرز (أركان الإسلام) من القرآن الكريم، وهي تختلف عن (أركانه في الحديث). فأركانه في الحديث تنوعت، من ركن واحد مثل (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) إلى أربعة أركان إلى خمسة إلى ستة إلى ثمانية إلى 315 ركناً.

وقد استعرضنا أركان الإسلام في الحديث في موضوع سابق - حتى لا يدعي مدعٍ أننا نهمل الأحاديث - فالأحاديث متناقضة، وبعضها أقرب للقرآن من بعض. والذي يهمنا هنا أن (أركان الإسلام الخمسة الشائعة) إنما هي لفظ من ألفاظ حديث ابن عمر فقط، وأهملوا بقية ألأحاديث - مما هو أصح وألصق بالقرآن - وقد أثبتنا أن الرواية عن ابن عمر مختلفة، وكلها يصححها أهل الحديث، فمرة يجعلونها من قوله ومرة حديثاً ومرة تزيد وأخرى تنقص، فعنده ثلاث إسلامات، وأن أركان الإسلام التي نعرفها اليوم هي شرائع وفرائض قطيعة، ولكنها أهملت ما هو أهم من أكثرها، كغايات القرآن، وهي فوق الستة عشر غاية. فالصلاة  (وهي أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين) - وبعض الأحاديث تحذف الشهادتين - إنما هي وسيلة وليست غاية، فهي وسيلة للذكر الذي هو غاية.. والذكر ليس معناه الذكر اللفظي، فهو مما حرفه الشيطان، وإنما معناه أن يكون الله في قلبك (تتذكر الله) كما قال (فاذكروا الله كذكركم آباءكم). فليست الصلاة في القرآن غاية، وإنما وسيلة يستعان بها لما هو أعلى منها (واستعينوا بالصبر والصلاة) وليس هناك آية تقول (لعلكم تصلون).

وكذلك الصيام هو وسيلة فقط إلى غاية تسمى التقوى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَمِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة]

فالغاية هي التقوى، وقد عرفناها سابقاً بأنه ليس معناها العبادة، وإنما العبادة وسيلتها، كما في قوله (يا ايها الناس اعبدوا ربكم .... لعلكم تتقون) والتقوى هي كف الأذى والعدوان - الذي يغلب على المسلمين - ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، فالتقوى ضد العدوان، والعدوان سببه الكذب، فلذلك عرف القرآن المتقين بالذين يأتون بالصدق ويصدقون بالصدق (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، هذا هو التقوى، ولا يتقبل الله إلا من المتقين، فتحروا الصدق تتقوا.

إذاً.. فليس في القرآن (لعلكم تصلون)، ولا (لعلكم تحجون)، ولا لعلكم (تصومون)، ولا لعلكم (تزكون) ولا لعلكم (تغتسلون من الجنابة). وهذه الأركان (الروائية) إنما هي وغيرها من العبادات، وسائل إلى (غايات قرآنية) كالتقوى والهداية والرشد والعقل والتذكر والذكر والتفكر.. الخ

وكان من الطبيعي أن يعمل الشيطان على أن ننسى (الغايات) ونجعل (الوسائل) غايات، ليلبس علينا ديننا، وليحوله إلى نقمة على المسلمين وغيرهم..

من الطبيعي أن نقرأ أن النبي (رحمة للعالمين)، ثم لا نرى هذه الرحمة حتى على المسلمين، وأن نقرأ أن القرآن (ذكر للعالمين) ثم لا نراهم حوله! لأن الشيطان قلب لنا الإسلام رأساً على عقب، ثم أشغلنا في الوسائل، ثم أنسانا التفكر والعدل والعقل والاعتصام والتعاون على البر والتقوى.. الخ..

ثم قام الشيطان بخطوة ثانية، من بنقل المسلمين من (الوسائل) إلى (زوابع مذهبية) ما أنزل الله بها من سلطان، فأمات الوسائل نفسها وأثرها.. ومازال الشيطان ينتظر بنا (الخطوة الثالثة)، وهي أن نكفر مطلقاً بهذا الإسلام، ونعده محرضاً على الفساد وسوء الأخلاق ومحاربة المعرفة والجهل .. وقد بدت طلائع هذا ( الكفر) وراياته تظهر هذه الأيام بين الشباب، والخطوة الثالثة قادمة قادمة لا محالة، لأن الشيطان يمنع أولياءه من الاعتراف..

لذلك.. حتى لا يأخذنا الكلام خارج الموضوع.. سنبدأ بالتذكير بآيات كريمة - من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين - هذه الآيات نعرف منها معالم الإسلام، معالم الإسلام الأول الذي ضاع من القرن الأول نفسه، كما قال أنس في صحيح البخاري (والله ما أعهد شيئاً كان على عهد النبي). فالتغيير قديم.. وإذا أردنا أن نعرف الإسلام قبل هذا التغيير فلابد من العودة لمصدر للإسلام قبل حدوث هذا التبديل الكبير، وهذا المصدر ليس سنياً ولا شيعياً. هو كتاب الله نفسه، هو القرآن الكريم الأزلي المكتوب في اللوح المحفوظ (قبل الخلق)، والباقي إلى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه وبه يجوزون.

فما هي أركان الإسلام - أو خصائصه الكبرى أو معالمه البارزة - في القرآن الكريم؟

(وتجوزاً ربما نسميها ( أركان الإسلام))

في بحثي هي ثمانية.. كالتالي:

1- الإقبال (بالبدن والقلب على المعلومة) وضده التولي.

2- التسليم (بالمعلومة الصحيحة) وضده الكفر.

3- الاعتصام والوحدة، وضده التفرق والتنازع.

4- التوحيد ( تعبد الله فقط)  وضده أن تشرك معه غيره (من صنم أو رمز أو مذهب أو هوى).

5- العدل والقسط، وضده الجور والظلم والبغي والعدوان.

6- الطاعة (لله والرسول) وضده المعصية.

7- الإحسان، وضده الإجرام (فكرة وعملاً).

8- لين القلوب وخشوعها، وضدها قسوة القلوب بأقفالها المتعددة.

هذه تقريباً أركان الإسلام في القرآن - وفق اجتهادي - ولكم الحق - بعد استعراض الأدلة - أن ترفضوا بعلم أو تقبلوا بعلم، أو تضيفوا وتهذبوا بعلم.

وهذه الأركان - أو المعالم أو الخصائص أو المحددات - للإسلام الإلهي الأول، ذلك الإسلام الغض الذي نزل على محمد، والذي عرضه للناس، فهو متبع للقرآن.

عند استعراض أدلة هذه الأركان القرآنية، ستتخيل أنك في أيام النبوة، وأنك تسمع محمداً صلوات الله عليه هو يعرض الإسلام الأول - قبل عبث الشيطان - لا أقصد أنك بسماعي ستسمع محمداً، معاذ الله أن أدعي ذلك، وإنما بسماع الآيات نعم ستسمع محمداً، لأنه مكلف بتلاوة هذا القرآن وتبليغه.

الركن الأول : الإقبال .. وهذه أول مراحل الإسلام وأخصها به، أن تقبل بقلبك وسمعك وبصرك وضميرك على ما يقال حتى تختبره وتنظر فيه بصدق نية. وهذا الركن أخذناه من تضاد الإسلام مع (التولي والإدبار والإعراض) في القرآن الكريم وعند معرفة الضد، عرفنا أن التولي ضده الإقبال.

وهذا الركن توضحه الآيات التالية: أول آية تلك الآيات التي تبين أن الإسلام (غاية)، وهو موضع وحيد في كتاب الله، ومنه عرفنا أن-  الإسلام - ضده ألأكبر هو التولي، وليس الكفر، إنما الكفر ضد الشكر، من جميع الوجوه، وقد شرحنا ذلك في (غاية الشكر)، فارجعوا للمفضلة.

لمراجعة "غايات الاسلام - الشكر."هنا.

إذاً الآية الآولى:

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ (82)) [سورة النحل]

هنا أنت بين (إسلام ) وبين ... ماذا؟

(التولي).. هذه الخطوة الأولى، فالإسلام ضده التولي و(التولي) ضده (الإقبال) من كل الوجوه. فالنبي أول ما يطلب من الآخر أن (يقبل) ببدنه وقلبه وسمعه وبصره .. هذه أول وأخطر المراحل.. وهي ناحية إنسانية عامة، لن يرفضها عاقل في الدنيا، وأكثر الكفر إنما يحصل بالتولي، بالإعراض، بالصدوف، .. والقرآن مليء بذم هذه الخصال. وإنما أقول "أكثر الكفر: لأنه ليس كل مقبلاً صادقاً. قد يقبل الشخص عليك وهو مكلف من غيره، أو يريد أن يسخر، أو أن يجد عليك ما يكذبك به... وغير ذلك من الأمراض، ولذلك قد يقبل ببدنه دون قلبه. والتعامل الإنساني الطبيعي أن تقبل على من دعاك إلى حق أو معلومة بكل ما تملك، بدناً وسمعاً وبصراً وقلباً، (وهنا تدخل غاية الشكر = التفعيل).

وحتى لا نطيل نذكر بقية الآيات - في الإسلام وضده التولي - لنعرف أن الإقبال هو أول مراحل الإسلام ومن أهم أركانه، ولا يتم إلا به. لذلك وجدنا التولي ضد الإسلام - في القرآن - في عشرة مواضع، بينما الكفر ضد الإسلام في خمسة مواضع فقط، وسيأتي شرح التداخل بين التولي والكفر ومتى.

الآية الثانية:

(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)) [سورة آل عمران]

وهذه الآية من أصرح الآيات بأن التولي هو ضد الإسلام، وهذا يعني أن الإقبال هو من معالم الإسلام وأسسه، وسيأتي الفرق بينه وبين التسليم.

والآية الثالثة:

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)  فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ (109)) [سورة ألأنبياء]

 ...الآية. إذاً هو إسلام أو تولي والإقبال ضد التولي

الآية الرابعه:

((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ - أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فقولوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)) [سورة آل عمران]

 إذاً إن (توليتم) أنتم (سنُقْبِلُ) نحن سنسلم ونسلّم بهذا الحق. فأول وأخطر وأهم خطوة من خطوات الإسلام وأركانه أن (تُقبل) بكل نعم الله عليك، وأن تفعلها وتحسن توظيفها (شكراً لله) لتعلم حقيقة هذه المعلومة، ولو أن كفار قريش أقبلوا بأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم على النبي وهو يبلغهم ما أنزل الله من الحق، فسيسلمون جميعاً، فليس في القرآن ما يستنكر.

قرآن يأمرهم بالصدق والعدل وإكرام اليتيم والحث على طعام المسكين وترك الإثم والعدوان والبغي وعبادة الأحجار والتفكر في الخلق والعقل.. الخ، لو أقبلوا على هذا الإسلام الأول إقبالاً صادقاً فهل يمكنهم أن يقولوا لا؟!

.. كلا..

وهذه الطريقة في الإقبال لما فعّلها الأنصار أسلموا بسهولة.

واليوم يتكرر الشيء نفسه، تدعو إلى موضوع واضح بين، مثل (السلم وتجنب سفك الدماء والصدق في القول ) وتجد من يتولى ويعرض ويتكبر ..

فالمرض واحد.

عندما تدعو غير مسلم إلى الإسلام فهل المناسب أن تقول له: أنطق الشهادتين أو تقول له : أريد منك أن تقبل علي بسمعك وبصرك وعقلك وقلبك؟!

الله لا يريد من الإنسان أن يسلم بلا تفكر وتدبر وقناعة، الله ليس حريصاً على جمع البشرية، فقد ترك أكثرهم لإبليس، يريدك أن تكون إنساناً شاكراً، أن توظف نعم الله عليك.. أن تفعّل سمعك وبصرك وعقلك، ولا تؤمن إلا بقناعة .. الله لا يبحث عن النفاق، ولا يكاثر بالحمقى.. يريدك إنساناً شاكراً.

ولذلك هذا (الإقبال) قيمة طبيعية إنسانية للإنسان السوي، لا يخالف في حسنها مسلم ولا غير مسلم، قلها لأي عاقل وأتحدى أن يراها منكرة أو غريبة، وهنا نتذكر معنى الفطرة، وأن الأإسلام دين الفطرة، وأن الإسلام صبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة، هي طبعة الله في هذا الإنسان، يقر بها مباشرة..

 وستجدون من يتولى ويدبر ويعرض عن الحقيقة الطبيعية الفطرية، حتى في ردات الفعل (على تغريدات فضيلة الشيخ مـ.كـ.) أجد هذا التولي والتشويش والتكبر، هذا التولي يكون نتيجة كفر سابق، وهنا الفرق بين التولي والكفر، فالكفر عناد ينتج التولي.. والتولي ينتج جهلاً ثم كفراً، فالتولي نتيجة للكفر ومقدمته أيضاً. من هنا كان أشمل منه.

الآية الخامسه:

(إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)) [سورة النمل]

هذا أيضاً موضع يبين العلاقة العضوية بين الإسلام والإقبال، والعلاقة التنافرية بين الإسلام والإدبار.. والإدبار قد يكون بالقلب مع حضور الجسد..

اكتفي بهذا القدر من الآيات الكريمة في إيضاح الركن الأول وهو الإقبال .. هو أهم الأركان... ولا إسلام صادقاً إلا به، لأنه يستلزم الشكر، فالإقبال الصادق بالحس والعقل والقلب والجوارح على شيء يعني ماذا، يعني حسن تفعيل هذه النعم، وهذا هو (الشكر).. تلك الغاية القرآنية الكبيرة.

أما الإقبال بالجسد دون القلب فهذا يسمى إسلاماً أيضاً، لكنه مستوى أدنى (لا تقولوا آمنا ولكن قولوا أسلمنا)، أي إقبال جسدي، كإسلام الأعراب. أما المستوى الأعلى من الإسلام فهو إسلام خاص بالقلب (تسليم مثالي)، وهذا خاص بالأنبياء، وربما ببعضهم فقط، - وهذا المعنى لم أحرره بعد - فهذا النوع من الإسلام الخالص (تسليم القلب والحس لله) أمر الله به إبراهيم بعد النبوة والرسالة، مما يدل على أنه مرتبة رفيعة جداً.. فاسمع:

يقول الله لإبراهيم..

(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131)) [سورة البقرة]

فهذا أمر لنبي بأن يسلم، وليس ذلك الإسلام العادي، المقبول من سائر المسلمين، بل هو أمر بمستوى عالٍ جداً من الإسلام، قد يتوفر للنبي - اي نبي - بعد النبوة ويؤمر به.

وبين إسلام إبراهيم وإسلام الأعراب مستويات من الإسلام - ليس هنا محل بحثها ولم أستكملها أيضاً - ولكن ( الإقبال ) موجود في جميع المستويات. فإبراهيم أسلم وجهه - لله - وقلبه وسمعه وبصره وقلبه وجوارحه.. فإقباله كامل، وأما الأعراب فأقبلوا للهدى (جسدياً فقط)، وهذا من أدنى المستويات.

والخلاصة في الركن الأول (الإقبال) أنه الركن الأشمل، والأولي، الذي فيه جميع مستويات الإسلام العليا والدنيا، وبعض الأركان لا يتوفر فيه هذا. 


للأنتقال الى "أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثالث." هنا.«««


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=940
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19