• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الغلاة يدشنون الالحاد! – ألجزء ألرابع .

الغلاة يدشنون الالحاد! – ألجزء ألرابع

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

نتابع وحضراتكم الجزء الرابع من "الغلاة يدشنون الالحاد!"، وهو الحلقه الثانيه من "الإلحاد السعودي"..

تحدث فضيلة الشيخ في هذا الجزء عن الواجب الاخلاقي للإنسان في البحث عن الدين الحق وعدم قصره في الحكم على ما أخذه من المذهب والشيخ والاخرين..

فمما قاله فضيلته:

{مادام أنك صادق مع نفسك فاعلم أنك تحقق (أنسانيتك) في تفعيل نعم الله عليك (من سمع وبصر وعقل).. ولكن لا تكتفي بالأسئلة الوسطى، واصل..}

وهذا يوضح مفهوم وفكر المفكر العظيم .. الشيخ المالكي.

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر نوفمبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي".

 


للعوده الى "الغلاة يدشنون الالحاد! الجزء ألأوّل" هنا. «««

 

للعوده إلى "الجزء الثاني "الغلاة يدشنون الالحاد! – الإلحاد ليس إلحاداً!" هنا. «««

للعوده الى "الغلاة يدشنون الالحاد! – ألجزء ألثالث - الإلحاد السعودي!" هنا. «««

 

الإلحاد السعودي - الجزء ألثاني.

 

انتشار الإلحاد بين الشباب السعودي ليس نتيجة ثقافات علمية قوية - حتى تعطي بعض العذر - إنما هو نتيجة للسلفية..

بمعنى.. أن تصورات الشباب السعوديين عن الله وعدله ودينه مشوهة بسبب الفكر السلفي (القصد الغلو الروائي، لأنه الأصل في الفكر السلفي عندنا)، وتصوير الله في الذهن - عن طريق روايات وأحاديث ( سلفية) - تصويراً مشوهاً يؤدي إلى خيالات وأزمات نفسية تؤدي للشك في هذا الشكل الإلهي المتخيل. كما أن تصوير الله - في عدله - بأن هذا العدل ظلم، وأنه يحشر الملايين في النار بلا حجة، ولا يحسن التصرف ..الخ، كل هذا يؤدي لإلحاد بعض الشباب.. وهذه نتيجة طبيعية لهجر أمرين:

1- هجر القرآن.                                     

2- هجر المعرفة (المعرفة الطبيعية للكون والمخلوقات ..الخ)، مع تلقين الجهل على أنه دين!

لذلك.. إن لم يسارع التعليم بالتوقف عن تشويه الذات الإلهية (سواءً من حيث الخيال أو نسبة الظلم إليه) فسيزداد الإلحاد بين الشباب وغير الشباب.

لذلك.. أقول للشاب الملحد (أو الذي يظن أنه ملحد):

أولاً: لا تقلق، إذا كنت صادقاً في البحث، فالله يحب الصدق.

ثانياً: لا تتوقف وواصل البحث، فستعود.

بمعنى.. مادام أنك صادق مع نفسك فاعلم أنك تحقق (أنسانيتك) في تفعيل نعم الله عليك (من سمع وبصر وعقل).. ولكن لا تكتفي بالأسئلة الوسطى، واصل.

مثلاً.. يشك في وجود الله لأنه يرى المظالم والكوراث والجوع والقتل والدموع ..الخ، هنا لا يجوز أن يتوقف، وليواصل، ولو من باب الترف.. لماذا؟

لكن قبل أن يسأل "لماذا؟" - وهذا يدخل في باب العدل - المفترض أن يستوفي السؤال الأول، وهو:

هل حقاً هذا الكون بما فيه بلا خالق؟

هل يعقل هذا ؟

يجب ألا يزول هذا السؤال عن عقله ووجدانه، لينظر في اي شيء، في نفسه، في أي مخلوق .. ثم ليسأل نفسه ببساطة :

هل يعقل كل هذا بلا خالق؟

إذا صدق مع نفسه سيقر بوجود خالق، سواء سماه الله أو المصمم الذكي ..الخ، لايهم.. المهم ألا يكابر بأن كل هذا بلا خالق، بعد ذلك, نعم.. يقف عند العدل.

وقضية العدل الإلهي (أو ما يسمونه العناية) تختلف عن قضية النبوات، فلا يلزم من الإيمان بالعدل الإيمان بنبوة، فالنبوة قضية ثالثة.. هنا العدل سيدركه إذا واصل الأسئلة، أما إذا توقف عند (الأسئلة الوسطى) فهذا تعطيل للنعمة التي بها اكتشف ما يرى أنه خرافة. تفعيل النعم هو الأصل.

بمعنى.. هب أننا نتفق مع الشخص على عدم وجود إله.. طيب.. وكيف نجيب على هذه الدقة والحكمة والتناسب في المخلوقات؟ وإن آمن بإله لكنه غير عادل.. ما الحل؟

هنا يجب أن يعرف مقدمات ضرورية، مفهوم العدل عنده، فعليه أن يختبر معلوماته عن العدل، وأن يفصل ما يراه ظلماً من الله, وما يراه ظلماً من الناس.

وكما قلت.. سيكتشف أن أكثر ما يراه من ظلم هو من الناس، فالقليل جداً ما يحدث في الطبيعة - من كوراث - قياساً بظلم الإنسان للإنسان، ولا نسلم أنه ظلم.

أعني.. لا نسلم أن الكوراث الطبيعية ونحوها ظلم - وهذا موضوع له تفصيله - لكن لنسلم جدلاً أنه ظلم إلهي، كم نسبة المتضررين منه من مجموع المظلومين؟

قد يقول:

ولكن هؤلاء المظلومين أليسوا مسؤولية الله أن يحميهم؟

كيف يتركهم للمجرمين ؟

كيف يتركهم للجوع والفقر كيف وكيف ..

هذا له جواب بعد سؤال، وهو : ما هي المظالم التي تريد من الله أن يحمي الناس منها؟

أتعني المظالم الصادرة من الناس ضد الناس ؟

هنا سيعدد كل المآسي ليخرج بنتيجة، وهي:

أن يكون كل الناس متساوون، وأن يبعد عنهم كل شيء (من مرض وهرم وجهل ونقص وموت وفقر وتعب وشقاء ... الخ)، يعني الخلاصة: أن يبقيهم في الجنة!

هنا يغفل عن غاية الله من خلق هذا الإنسان، وأنه خلقه في كبد وللابتلاء وللتمحيص ..الخ، وقد يقول: لماذا خلقهم أصلاً؟ ليته ما خلقنا ونرتاح ..الخ.

يقال: هذا هو السؤال الأخير الذي احفظ الله بإجابته له، كل الأسئلة الضرورية متاحة الإجابات في الأرض، فهل تستكثر على الله الاحتفاظ بجواب سؤال؟

هذا السؤال الأخير والنهائي (في علة خلق الإنسان)، تستطيع أن تثق بأن الله سيجيبك الجواب المقنع له إذا اجتهدت ووجدت الإجابات على الأسئلة دونه، هذا السؤال هو الأخير الذي يتم تمييز المتكبر الذي يريد الحصول على كل جواب وإلا سيكفر... وبين المتواضع الذي يقول : سأبقي هذا السؤال لله. إصرار الإنسان على أن يحصل على كل شيء هو من ظلمه وجهله، فأنت لا تستطيع إيجاد كل الإجابات عن الماديات التي بين يديك، فكيف ترضى هنا وتتكبر هناك؟

يخفي الله عنا بعض الإجابات لتبقى مثيرة لهذا العقل والحس والضمير، نحن مخلوقون مختلفون، مخلوقون لتفعيل نعم الله، ولو كان كل شيء واضحاً لتعطلت. لو لم يكن من فوائد إخفاء جواب هذا السؤال إلا هذه العلة لكفى ذلك في فائدة إخفائه، فإن أجاب العقل على كالأسئلة الأخرى ستشجعه على انتظار الجواب. مثل عملية اكتشاف العناصر في الكيمياء، عندما تكتشف 100 عنصر فأنت تتيقن أن بقية (الأربعة عشر) عنصراً موجودة وإن لم تعرفها، عقلك يعلمك هذا.. لذلك احرص على الإجابات عن الأسئلة الأولى قبل هذا الجواب الأخير النهائي، هو يبقى اختباراً لعقلك، هل سترفض كل الإجابات الأخرى لجهلك به أم لا؟

فإن فعلت هذا فأنت لم تحسن استخدام العقل، لأن حصولك على الإجابات - على الأسئلة السابقة - ستوصلك إلى يقين، وهو : أن لهذا السؤال جواباً مقنعاً.

 

وعلى هذا.. فما الذي يضيرك للانتظار؟ وربما بعض الإجابة - على ذلك السؤال - قد تمت في هذه الدردشة اليسيرة، فلماذا الكبر باشتراطك الحصول عليه الآن؟

 

للإنتقال الى "الغلاة يدشنون الالحاد! - الجزء الخامس" هنا. «««


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29