• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الأوّل - .

على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الأوّل -


          على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي!

                            - ألجزء الأوّل -

يتعرض الإنسان لكثير من الخصوم، فينسبون إليه آراء وأفكاراً كاذبة، إما مفتراة أو نتيجة سوء فهم؛ وهنا الإنسان المفترى عليه يكون بين خيارين: إما أن يبقى في مخاطبة العقلاء فقط ولا يلتفت؛ وإما أن يصحح من باب براءة الذمة ولحماية بعض الطيبين.
وحتى لا أطيل؛ هناك بعض المفتريات التي تتكرر، نبرأ إلى الله منها، من كررها بقصد وهو يعرف بطلانها؛ فلا سامحه الله؛ ومن قال بها بوهم؛ فسامحه الله.
سنحاول أن نسرد المهم منها بسرعة للتصحيح والتذكير والنصيحة، ومن باب على رسلكم أنها صفية، ونكرر:
لا سامح الله المتعمد؛ وسامح الله الواهم.
وهذه هي المفتريات باختصار:
1- يسب الصحابة أو يكفرهم = كذبتان مشهورتان.
2- يتهم أمهات المؤمنين = كذب.
3- يتهم  أم المؤمنين عائشة  = كذب.
4- ينكر السنة = كذب.
5- يكفر السلفية = كذب.
6- يبريء الشيعة وإيران - أي بإطلاق - من الجرائم والمظالم = كذب.
هذه أبرز المفتريات المشهورة.
والذين يقولون بهذه الافتراءا ليسوا سواء، بعضهم بحسن نية، لكثرة ما يسمع أو لورود تغريدات مزورة عني، وقد نفيت بعضها هنا؛ ولعنت الكاذبين.
أولاً: مناقشة الفرية الأولى؛ وهي: (... يكفر الصحابة/  أو يسب الصحابة/ أو يبغض الصحابة..).
هذا  كله كذب؛ وإنما هناك نقد لبعض من وصف بالصحبة؛ فمن صحب النبي وكان ظاهره الصلاح وحسن السيرة نحبه ونجله، كأكثر المهاجرين والأنصار وأمهات المؤمنين وأهل البيت والمستضعفين والسابقين الخ؛ بل حتى الطلقاء والأعراب؛ لا نقول بذمهم بتعميم، فبعضهم أسلم وحسن حاله؛ ولم يؤثر عنه ظلم ولا مشاركة لظالم ولا مفسد الخ، ولكن؛ ما سبب الفرية؟
سبب الفرية عجز أكثر الخصوم عن الفصل بين ذم البعض وذم الجميع؛ بل يعتبر ذم أفراد - بل ولو فرد واحد ممن أساء - هو ذم للجميع؛ وهذا العجز مشكلة.. أعني؛ أن عجز الخصوم - ومعهم كثير من العامة - عن التفريق بين نقد البعض ونقد الكل، هو مشكلة ثقافية نعاني منها كباحثين في الحوار معهم.
الذي يهمني هنا، ليس الخصم الذي صمم على الافتراء عليك؛ فهذا ميئوس منه؛ ولكن يهمني الطيب الذي صدق الإشاعة وكان جاهلاً؛ فلا يفرق بين هذا وهذا؛ وخطابي الآن للطيب؛ فأقول له:
1- الصحابة كلفظ ليس موجوداً في القرآن.
2- اللفظ الأصلي القرآني المهجور هو: المتبعون/ المؤمنون/ الذين آمنوا .
هذا اللفظ القرآني؛ أي (الذين آمنوا) أو غيره؛  فيه تفصيل في القرآن؛ فلا يخدعك أحد أن (جميع الذين آمنوا) عدول وصالحون وأتقياء..
القرآن فصّل؛ فهل أنت مستعد - أيها الطيب - أن تعرف هذا التفصيل أم لا؟
أنت استعن بالله، فالأمر يسير، فأنت مطالب باتباع ما أنزل الله وتدبره والإيمان به فقط؛ أنت لا تصدقني ولا تصدقهم، صدق كتاب الله فقط (ومن أصدق من الله قيلاً)؟
ستجد القرآن قد ذكر فئات كثيرة، كلهم داخلون تحت مسمى (الذين آمنوا)؛ فمثلاً:
1- هل تريد مني أن أكفر  بالتفصيل في قوله تعالى {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران]
2- هل تريد مني أن أكفر بالآية: {ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ على مَا أَنْتُمْ علَيهِ حتى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}؟
هل تريد مني أن أكفر بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات]
هل أرد الآية؟
وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [النساء: 137]
هل أكفر بهذا؟
وهكذا كثير من الآيات التي تفصل الدائرة الواسعة (الذين آمنوا) إلى فئات وجماعات؛ بين طيب وخبيث/ وصالح وعاصٍ/ وصادق وكاذب..الخ.. هل نكفر بها؟
قد تقول لي : وهناك آيات في الثناء العام المطلق تخالف هذه الآيات، فهل تطالبنا أن نكفر بها؟
أقول:
معاذ الله، نؤمن بالقرآن كله، ولا يتناقض؛ لا بد أن أؤمن أنا وأنت - أيها الطيب - بأن القرآن الكريم لا تناقض فيه؛ وإنما التناقض يأتي من فهمنا نحن؛ من عقولنا نحن؛ لعوامل كثيرة سأبينها.. فأنا وأنت مطالبان - عند العودة إلى القرآن - أن نكون متواضعين؛ وليس متكبرين برأي سابق ولا مذهب متبوع ولا شيخ ولا كثرة..  القرآن فوقهم جميعاً.
أنا وأنت يأمرنا الله بتجنب العجلة عند قراءة القرآن؛ والتدبر؛ والشعور بالافتقار إلى الله ليهدينا الصواب.
اطرد الأفكار المسبقة وثق في القرآن؛ ثق أن الله لا يهدي المتكبرين ولا المستعجلين ولا عباد الخصومة.. يهدي إلى الحق كل قلب سليم يريد الحق؛ من تذلل لله هداه وعلمه؛ ومن تكبر خسر؛ فالآيات التي ترى أنها متناقضة ليست متناقضة، حاشا لله.
لابد أن نتفق، ألا نضرب القرآن بعضه ببعض؛ وإنما نؤمن بالقرآن كله، ليفسر بعضه بعضاً؛ الهداية لا تأتيك من العقل أو المعلومات فقط؛ لابد من مجاهدة النفس والقلب (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)؛ جاهد هواك وقلبك ليقبل الهدى.. جاهد هواك وقلبك ليقبل الهدى؛ ولا تقل : ولكن  الأحاديث! فليس وقتها الان..
لندع القرآن يفسر بعضه بعضاً ثم سنأتي للحديث، ثم نرى؛ هل يوافق التفصيل القرآني أملا؛ لا تستعجل.
سنكمل لاحقاً باستعراض أشهر الآيات التي يرون فيها تعميم الثناء؛ وسنجد فيها قيوداً تبقي التفصيل القرآني ولا تنفيه؛ فالقرآن لا يتناقض.

لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الثاني -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الثالث -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الرابع -"على هذا اللرابط «««
مواضيع أخرى:
لمطالعة "الحوار القديم بين حسن فرحان المالكي والمفتي العام"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ماذا نفعل بالصدق؟؟ نقبله أم نرده؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حسن المالكي وشتم معاوية - رضي الله عنه - د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أيهما أخطر/ عقيدة ( عدالة كل الصحابة) أم عقيدة ( تكفير معظم الصحابة)؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تغريدات الشيخ حسن فرحان المالكي حول المناظرة مع د. ابراهيم الفارس" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "للذين يكفرون بالآية الكريمة (ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1578
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28